أحداث

الحرب تمزق “أوصال” الخرطوم


اشتباكات مستمرة منذ أبريل/نيسان الماضي بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع“، أسفرت تدمير واسع للبنية التحتية في البلاد.

وتبادل الجيش والدعم السريع، صباح اليوم السبت، الاتهامات بتدمير جسر خزان جبل أولياء جنوبي العاصمة الخرطوم.

وأعلن الجيش السوداني، تدمير جسر خزان جبل أولياء جنوبي العاصمة الخرطوم بواسطة قوات الدعم السريع.

وذكر الجيش في بيان أنه ومواصلة لمشروعها التدميري للبلاد وتخريب بنيتها التحتية، تسبب القصف المدفعي من قبل قوات الدعم السريع على مواقعنا بجبل أولياء فجر اليوم في تدمير جسر خزان جبل أولياء.”

من جهتها، ذكرت قوات الدعم السريع، في بيان “استمرارا لسلسلة انتهاكاتها الوحشية في تخريب المنشآت العامة والخاصة، دمرت مليشيا البرهان وفلول المؤتمر الوطني الإرهابية فجر اليوم، جسر خزان جبل أولياء الذي يربط جنوب الخرطوم بأم درمان”.

وأوضحت أن “تدمير جسر جبل أولياء عمل إرهابي بامتياز وجريمة حرب مكتملة الأركان تكشف تمادي مليشيا البرهان في استهداف البني التحتية الحيوية والمرافق الإنسانية في ظل صمت المجتمع الدولي والإقليمي وعدم إدانته لهذه الأفعال الإجرامية.”

وأضافت: “يأتي هذا العمل الجبان بعد سلسلة من الاعتداءات اليت طالت عددا من الأعيان المدنية الحيوية، منها قصف مصفاة الجيلي للبترول، وتدمير جسر شمبات، وغيرها من الفظائع التي تهدف إلى فرض حصار على المدنيين الأبرياء وإعاقة تدفق المساعدات الإنسانية.”

وتابعت: “إننا نحمل مليشيا البرهان المسؤولية كاملة في حالة حدوث أي أضرار على خزان جبل أولياء، نؤكد أن قواتنا لن تتسامح مطلقا مع هذه الأفعال الإجرامية وسيكون الرد قاسيا على الفلول وأعوانهم الذين يهددون أمن وسلامة شعبنا، ويشكلون خطرا حقيقيا على الأمن والسلم الدوليين.”

ماذا نعرف عن السد؟

أنشئ الخزان في عام 1937 م، وظل تحت الإشراف الفني والإداري للحكومة المصرية التي قامت ببنائه في السودان وفق اتفاقية بقبول قيام خزان سنار (جنوب شرق) حتى تحفظ حقها في مياه النيل دون أي تدخل من حكومة الحكم الثنائي أو الحكومات الوطنية بعد استقلال السودان.

وظل الخزان يمثل خط إمداد ثاني للمياه في مصر، إلى أن زالت أهميته لمصر بعد قيام السد العالي وتم تسليمه إلى حكومة السودان في عام 1977، ليُستفيد منه في رفع منسوب المياه في المناطق أمام جسم السد وخلفه حتى يمكن ري مشاريع النيل الأبيض الزراعية في كل من مناطق أبو قوتة، والفطيسة، والهشابة، وأم جر، والدويم، بواسطة الطلمبات (المضخات).

بدأ العمل في تشييده في نوفمبر/تشرين الثاني 1933 م واكتمل في أبريل/نيسان 1937 م. وقد اختيرت منطقة جبل أولياء لقيام السد فيها بسبب اتساع مجرى النيل الأبيض فيها حيث يمكن بناء سد ذي فتحات كافية لأن يمر عبرها مياه تصريف النهر كله، فضلاً عن وجود أرض صخرية تشكل أساساً متيناً لكي يقوم فوقه جسم السد.

التصميم الهندسي

بعد الانتهاء من عمله في بناء سد سنار، دخل المهندس جون واتسون جيبسون في شراكة مع شركة بولينغ وشركاه البريطانية في عام 1933 م. وتشكّلت من تلك الشراكة شركة جيبسون بولينغ (الخارجية) المحدودة لبناء السدود وأصبح جيبسون المدير التنفيذي لها وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى وفاته عام 1947 م.

وقد فازت الشركة بمناقصة بناء خزان جبل أولياء. وكان السير مردخ ماكدونالد هو من اقترح بناء السد من الحجر الرملي الجيري. وشاركت في الاستشارة الهندسية لبناء السد كل من شركات كود، وويلسون، ووفون لي. أما أعمال المقاولة فقد قامت بها شركة جيبسون ببولينغ المحدودة.

جسم السد

يبلغ طول السد 5030 مترا، ما بين جبل أولياء وجبل مندرة. وهو مدعوم من الناحية الشرقية بسد ترابي مبني من الطين والصخر طوله 1650 مترا.

ويشكّل جبل أولياء الجناح الشرقي للسد. حيث لم تكن هناك حاجة إلى قيام ردميات من تلك الناحية، أما من الناحية الغربية فتمتد الردميات إلى 3700 متر.

ويبلغ الطول الإجمالي للسد 6680 متر، وارتفاعه 381.5 متر فوق مستوى البحر. و22 مترا من القاع وحتى أعلى جسم السد. ويبلغ عدد بوابات التصريف 40. ولا يوجد في خزان جبل أولياء مفيض. فاستعيض عنه بإنشاء 10 بوابات احتياطية.

البحيرة والسعة التخزينية

وتمتد بحيرة التخزين جنوباً لمسافة 635 كيلومتر حتى بلدة ملوت. وبلغ أعلى منسوب للتخزين 376.5 متر فوق سطح البحر. وتبلغ الطاقة التخزينية للسد 3,5 مليار متر مكعب من المياه وحجم الفاقد من المياه مليار متر مكعب.

التوليد الكهربائي

يعمل السد في إنتاج الكهرباء بنظام العنفات المصفوفة “ماتريكس”، ويبلغ عددها 80 عنفة. بواقع عنفتين 2 في كل بوابة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية القصوى من الكهرباء 30,4 ميغاواط.

تسليم الخزان للسودان

وكانت مصر قد وافقت بموجب اتفاقية مياه النيل لعام 1959 بتسليم خزان جبل أولياء إلى السودان حال اكتمال بناء السد العالي في عام 1971 م. وتم تسليم الخزان إلى السودان في عام 1977 م.

وفي عام 2003 م، تم إنجاز مشروع لتوليد الكهرباء في السد. مضيفا له السعة القصوى لإنتاجه من الكهرباء وهي 30 ميغاوات. ومع ذلك فإن فوائد السد للسودان ظلت محدودة وتتمثل في ري المشاريع الزراعية القائمة على النيل الأبيض والمشاريع التي تستخدم الطلمبات (المضخات) في ريها. فضلاً عن إنتاج محدود للطاقة الكهربائية. وصيد الأسماك في البحيرة للاستهلاك المحلي.

وبعد استكمال تعلية سد الروصيرص تضاءلت هذه الفوائد كثيراً لأن مشاريع النيل الأبيض سيتم ريّها عبر قناة كنانة من سد الروصيرص. فضلاً عن تعويض الإنتاج الكهربائي المحدود من كهرباء سد مروي الذي تم تشييده في عام 2009.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023. يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل. فضلا عما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى