التوغل التركي في السودان.. تمدد استراتيجي أم تهديد للهوية الوطنية؟

يشهد السودان مرحلة حساسة من التحولات السياسية والعسكرية. وسط محاولات قوى إقليمية ودولية للتأثير على مسار الأزمة المستمرة منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقد برزت تركيا كلاعب رئيسي يسعى لتعزيز نفوذه في السودان. مستغلة شبكة علاقاتها مع أطراف الصراع، إضافة إلى ارتباطها التاريخي ببعض التيارات الإسلامية السودانية.
-
الأزمة السودانية: كيف يؤثر الدور التركي على الحلول المحتملة؟
-
قيادي بـ”تقدم”: “إخوان السودان” يُعرقلون نجاح المبادرة التركية
تحركات تركية مكثفة في المشهد السوداني
في يناير 2025، زار وزير الخارجية التركي السودان والتقى بقيادات مجلس السيادة الانتقالي في بورتسودان. حيث قدم مقترحات لحل النزاع بالتنسيق مع أطراف إقليمية أخرى.
تأتي هذه التحركات في وقت تحاول فيه أنقرة تعزيز حضورها في المؤسسات السودانية. سواء في المجال التعليمي أو الديني أو الأمني، وهو ما أثار مخاوف بشأن تأثير النفوذ التركي على الهوية الوطنية السودانية.
-
الإمارات تُعلق على جهود الوساطة التركية لإنهاء الأزمة السودانية
-
الجيش السوداني يعتمد طائرات بيرقدار التركية
وتعتبر تركيا أحد الأطراف التي حافظت على علاقة متوازنة مع مختلف القوى السودانية. حيث استضافت على مدار السنوات الماضية عددًا من الشخصيات الإسلامية السودانية. خصوصًا بعد سقوط نظام عمر البشير في 2019.
هؤلاء الإسلاميون، الذين ينتمي بعضهم إلى تنظيمات سياسية وعسكرية نافذة. ما يزالون يحتفظون بتأثير داخل السودان، ويدعمون توجهات مختلفة إزاء الصراع الحالي.
-
الدعم التركي للبرهان: بوادر أزمة جديدة أم تعاون استراتيجي؟
-
طائرات بيرقدار التركية: تعميق الصراع وزيادة الجراح في السودان
الدور التركي بين الدعم السياسي والتأثير الأمني
تتمثل أبرز ملامح النفوذ التركي في السودان في عدة مجالات حيوية، من بينها. التغلغل في المؤسسات التعليمية والدينية، وتمثل المدارس والجامعات التركية في السودان منصة لتعزيز نفوذ أنقرة. حيث تعمل العديد منها تحت إشراف مباشر من مؤسسات تركية حكومية وأهلية.
تحظى بعض المراكز الدينية بدعم تركي مباشر، وهو ما يعزز الوجود الثقافي والديني لأنقرة داخل البلاد، كذلك التعاون العسكري والأمني بالرغم من غياب اتفاقيات رسمية علنية. فإن تركيا تمتلك علاقات قوية مع قيادات عسكرية سودانية، خاصة أولئك الذين كانوا مقربين من نظام البشير.
-
التواجد التركي في السودان: دعم عسكري يزيد من معاناة المدنيين ويدمر البنية التحتية
-
قيادي إسلامي يسلط الضوء على تفاصيل المبادرة التركية
وتشير تقارير، أن أنقرة تسعى إلى دعم الجيش السوداني سياسيًا ودبلوماسيًا. مستغلة شبكة علاقاتها الإقليمية.
وتسعى بعض القيادات الإسلامية السودانية المقيمة في تركيا إلى إعادة. بناء تحالفات داخل السودان، سواء من خلال الضغط على صناع القرار. أو عبر الترويج لرؤية سياسية تضمن لهم دورًا مستقبليًا في الحكم.
تمتلك أنقرة أدوات دبلوماسية فعالة للتأثير على مسار الصراع. سواء عبر دعم مسارات تفاوض معينة، أو عبر توظيف علاقاتها مع دول الجوار السوداني.
-
عادل إبراهيم يكشف عن شراء البرهان قصرا في أنقرة وحصوله على الجواز التركي
-
البرهان يحصل على الجنسية التركية
مخاوف سودانية من التأثير التركي
يثير تزايد النفوذ التركي في السودان تساؤلات حول مدى تأثيره على الهوية الوطنية السودانية. خاصة في ظل التجاذبات السياسية والعسكرية التي تشهدها البلاد. وتخشى بعض الأوساط السودانية من أن تؤدي التحركات التركية إلى إعادة إنتاج نفوذ الإسلاميين داخل المؤسسات السودانية، وهو ما قد يفاقم الانقسامات السياسية ويؤثر على مستقبل الانتقال الديمقراطي.
كما أن تعزيز النفوذ التركي في السودان قد يضع الخرطوم في دائرة التجاذب الإقليمي، خاصة مع وجود أطراف أخرى، مثل مصر والإمارات والسعودية، التي تمتلك مصالح استراتيجية في البلاد. وتسعى إلى منع أي اختراق سياسي أو أمني قد يؤثر على استقرار السودان والمنطقة.
-
محلل سياسي: التقارب مع تركيا قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على السودان
-
جريدة بريطانية: الحرب السودانية تزيد من معاناة سكان جبال النوبة
هل يشكل النفوذ التركي تهديدًا فعليًا؟
على الرغم من أن التحركات التركية ما تزال في إطارها الدبلوماسي والسياسي. إلا أن القلق يتزايد من إمكانية تحول النفوذ التركي إلى ورقة ضغط داخلية. سواء عبر دعم تيارات سياسية معينة، أو عبر محاولة فرض أجندة تتعارض مع الهوية السودانية الجامعة.
وفي ظل استمرار الصراع السوداني، فإن قدرة تركيا على تعزيز نفوذها تعتمد على مواقف القيادة العسكرية والسياسية في الخرطوم. ومدى استعدادها للانخراط في تحالفات إقليمية قد تؤثر على توازن القوى في السودان.
-
صفقة غامضة في السودان.. هل تُمنح الفاشر مقابل الانسحاب من الخرطوم؟
-
الدول الداعمة للجيش السوداني: دور تركيا وإيران في الصراع السوداني
