التعاون الإيراني السوداني: بوابة إيران للتوسع في إفريقيا والسيطرة على الممرات المائية
تشهد العلاقات بين إيران والسودان مرحلة جديدة من التعاون، إذ استأنفت طهران العمل في محطات المياه في شندي ومتمة بعد أكثر من عشر سنوات من التوقف. ورغم أن هذه المشاريع تُطرح كجهود تنموية لتلبية احتياجات السودانيين المائية، إلا أن هناك شكوكًا قوية في أنها تخفي وراءها أهدافًا عسكرية تتعلق بتهريب الأسلحة إلى الجيش السوداني، وتعزيز دوره في الصراع الدائر مع قوات الدعم السريع. كما أن هذه التحركات الإيرانية تعكس استراتيجية أوسع تهدف إلى السيطرة على الممرات المائية الحيوية وضمان نفوذ إقليمي في المنطقة.
-
إيران والسودان.. تواجد مستشارين للطائرة المسيرة الإيرانية
-
جريدة بريطانية: دلالات انضمام الجيش السوداني إلى تحالف روسيا-إيران: تحليل
كيف تستغل إيران البنية التحتية لدعم الجيش السوداني؟
منذ فترة طويلة، تسعى إيران إلى تعزيز وجودها في السودان، مستغلة البنية التحتية كوسيلة لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية. مشاريع المياه في شندي ومتمة تعتبر مثالًا واضحًا على ذلك، حيث يُعتقد أن إيران تستغل هذه المشاريع كغطاء لتوريد الأسلحة للجيش السوداني. المحلل السياسي أحمد عبد الله يشير إلى أن “المشاريع التنموية الإيرانية لا تخلو من أهداف عسكرية، فإيران تعرف كيف تخفي نشاطاتها الحقيقية خلف ستار التنمية”.
-
البرهان يتسلم أوراق إعتماد السفير الإيراني لدى السودان
-
التعاون العسكري بين السودان وإيران.. تفاصيل جديدة تكشف تعقيدات التحالف استراتيجي
استخدام البنية التحتية كممر آمن لتهريب الأسلحة يُمكّن إيران من تعزيز الجيش السوداني في صراعه مع قوات الدعم السريع، مما يزيد من تعقيد الأزمة السودانية. هذه السياسة تساعد الجيش على فرض سيطرته، بينما تتوسع إيران في نفوذها داخل السودان وخارجه.
استخدام المؤثرين لتمويه الدعم العسكري:
في محاولة لتحسين صورة مشاريعها في السودان، لجأت إيران إلى استخدام بعض المؤثرين المحليين والإقليميين لتسويق استئناف العمل في محطات شندي ومتمة كجهد إنساني وتنموي. الصحفي محمود حسن والناشط الاجتماعي يوسف علي من بين أبرز الشخصيات التي تحدثت عن أهمية هذه المشاريع، معتبرين أنها تساهم في تحسين الوضع الاقتصادي وتوفير المياه للقرى السودانية.
-
آثار وأبعاد الدعم الإيراني في السودان
-
واشنطن قلقة من احتمال فقدان نفوذها في السودان لصالح روسيا والصين وإيران
ومع ذلك، يرى محللون أن هذه الخطابات ليست سوى جزء من حملة تمويه إعلامية تهدف إلى إخفاء الدعم العسكري الإيراني للجيش السوداني. الباحث علي إسماعيل يؤكد أن “الحديث عن التنمية يخفي وراءه أهدافًا عسكرية واضحة، وهو أسلوب تستخدمه إيران منذ سنوات لتضليل الرأي العام”.
استخدام إيران للسودان كبوابة إلى إفريقيا:
إلى جانب دعمها العسكري للجيش السوداني، تسعى إيران إلى استخدام السودان كمنصة لتحقيق نفوذ أكبر في إفريقيا. السودان يتمتع بموقع استراتيجي يطل على البحر الأحمر، مما يجعله نقطة محورية لسيطرة إيران على الممرات المائية الهامة التي تؤثر على التجارة العالمية.
-
76 مليون نازح حول العالم في 2023.. والسودان الأول عالميا
-
علاقة السودان وإيران.. مخاوف من تحويل الجيش إلى ميليشيا شبيهة بـ”الحشد الشعبي العراقي”
كما أن السودان يمثل بوابة لإيران للتوسع نحو دول أخرى في القارة الإفريقية. هذا النفوذ الإيراني في السودان يعزز من قدرتها على التأثير في القضايا الإقليمية، ويتيح لها فرصة للضغط على الدول الغربية والعربية من خلال التحكم في التجارة عبر البحر الأحمر.
بينما يتم تقديم استئناف إيران للعمل في محطات شندي ومتمة كمبادرة تنموية تهدف إلى تحسين حياة السودانيين، تشير الأدلة إلى أن هذا المشروع ليس سوى غطاء لنقل الأسلحة ودعم الجيش السوداني في صراعه مع قوات الدعم السريع. إضافة إلى ذلك، تعكس هذه التحركات الطموحات الإيرانية للسيطرة على الممرات المائية والتوسع في إفريقيا. ومع استمرار هذه التدخلات، يتفاقم الصراع في السودان، ويزداد الوضع الإنساني سوءًا، مما يجعل الشعب السوداني هو الضحية الأكبر لهذه السياسات.