تحقيقات

التحالف الإيراني-التركي يسعى لتقوية نفوذ الإسلام السياسي في السودان


كشف تقرير لمركز “SPT” عن تدخلات خارجية متنامية في الحرب السودانية، مشيراً إلى أنّ إيران لا تكتفي بالدعم العسكري للجيش، بل تشارك في الحرب عبر خبراء عسكريين يتبعون للحرس الثوري الإيراني يتعاونون مع كتائب الإخوان المسلمين.

ووفقاً لمصادر عسكرية وأمنية سودانية مطلعة، يقيم هؤلاء الخبراء في مدينة بورتسودان، التي يتخذها الجيش عاصمة لحكومته، ويتحركون منها إلى أم درمان ومناطق عمليات أخرى،  ويتواجد عدد منهم حالياً في مدينة الأبيض بإقليم كردفان.

وأشار التقرير إلى أنّ الدعم العسكري الإيراني للجيش هو “الأوسع نطاقاً”، ويشمل الطائرات المسيّرة من طرازي “أبابيل-3” و”مهاجر-6″، بالإضافة إلى الصواريخ والأسلحة والذخائر. وفي موازاة ذلك، تلعب الطائرات التركية المسيّرة من طراز “بيرقدار” دوراً متصاعداً في العمليات العسكرية، لا سيّما في إقليمي كردفان ودارفور.

وأوضح تقرير “SPT” أنّ تركيا تُعدّ المقر الرئيسي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ولا تُخفي دعمها للجيش السوداني الذي تهيمن على قيادته “الحركة الإسلامية السودانية”، فيما تُعتبر إسطنبول مقراً لقيادات بارزة من الإخوان السودانيين الذين يديرون منها عمليات الدعم السياسي والإعلامي والمادي للحرب.

ونقل “SPT” عن مصدر عسكري مطلع في بورتسودان أنّ الجيش السوداني تسلّم في الفترة بين كانون الأول (ديسمبر) 2023 ونيسان (أبريل) 2024 أسلحة ومعدات عسكرية تركية شملت (8) طائرات مسيّرة من طراز “بيرقدار تي بي 2” وذخائر.

وأكد المصدر استئناف الإمدادات العسكرية مرة أخرى في أيار (مايو) الماضي، حيث استقبلت بورتسودان “معدات عسكرية تركية ضخمة” شملت ذخائر ورادارات، إضافة إلى (6) مسيّرات من طراز “بيرقدار آقنجي”.

وبحسب التقرير، تسببت مسيّرات “بيرقدار” التركية في “كوارث إنسانية كبيرة وارتفاع مهول في عدد القتلى والجرحى وسط المدنيين”، ويستخدمها الجيش السوداني كثيراً في استهداف المدن في دارفور، وكان آخرها استهداف أسواق في منطقتي الزُرق وسرف عمرة، ممّا أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

ويفيد التقرير بأنّ إيران تقدّم دعماً عسكرياً علنياً للجيش السوداني يشمل مختلف أنواع الأسلحة، والصواريخ المضادة للدروع، والطائرات المسيّرة، فضلاً عن التدريب وتقديم المعلومات الاستخباراتية.

وتستغل طهران حالة عدم الاستقرار لتوسيع نفوذها في السودان، خصوصًا على ساحل البحر الأحمر.

ووثّق “SPT” وصول شحنة أسلحة إيرانية يوم الأحد 19 تشرين الأول (أكتوبر)، عبر طائرة “بوينغ 747” تحمل رمز التسجيلEP-FAB) ) تابعة لشركة “فارس إير قشم”، وهي شركة طيران مملوكة للحرس الثوري الإيراني.

وأكّد مصدر أمني سوداني في مدينة عطبرة لـ “SPT” أنّ الطائرة هبطت في مطار بورتسودان قادمة من طهران. وأوضح المصدر أنّ الشحنة ضمّت أجهزة ومعدات عسكرية متنوعة وطائرات مسيّرة، مضيفاً أنّ الحمولة تضمنت قنابل ذكية من طراز (قائم) “كانت قد طلبتها كتيبة البراء بن مالك (التابعة للإسلاميين) من إيران في وقت سابق”.

ونقل التقرير عن الخبير والمحلل العسكري عوض عبد الرحيم قوله: “البحر الأحمر أصبح محورًا أساسيًا في استراتيجية طهران، لربط حلفائها الحوثيين ببورتسودان وتوسيع ما يُسمّى بجبهة المقاومة الجديدة التي تسعى لتأسيسها”.

وأضاف الخبير أنّ لإيران هدفين رئيسيين: الأول الحصول على حصة من احتياطيات اليورانيوم في السودان، والثاني “ربط السودان بمحور المقاومة”.

ويخلص تقرير “SPT” إلى أنّ هذه المعلومات تكشف عن “تشابك إقليمي خطير”، مع دخول أطراف مثل إيران وتركيا على خط الصراع بصورة مباشرة لدعم حلفائهم من الإسلاميين، ممّا يُنذر بتحوّل الحرب من نزاع داخلي إلى “صراع مفتوح بالوكالة” على أرض السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى