البرهان ينقلب على “كتيبة البراء”: لا نوافق على تصرفاتهم
تشير الأحداث الأخيرة في السودان إلى أن الميليشيات التي يهيمن عليها النظام الإخواني السابق تستخدم لصد تقدم “الدعم السريع” لكن من المرجح أنها ستكون بمثابة عائق خطر أمام السلام. وسيكون التحدي الأكبر الذي تواجهه الحكومة إيجاد طرق لكبح جماح الميليشيات أو دمجها في الجيش.
وأثير جدل واسع بشأن كتيبة “البراء بن مالك” التي يقودها المصباح أبو زيد، إذ يربط سياسيون وناشطون بينها وبين الحركة الإسلامية، التي تعد المرجعية الدينية لنظام البشير، وتتهم قوات الدعم السريع، الجيش بالاستعانة بكتيبة البراء بن مالك، وتشير إلى أن تلك الكتيبة هي “إحدى الأذرع العسكرية لنظام الرئيس السابق عمر البشير“.
وبالتزامن مع دوي أزيز الرصاص في البلاد، تعالت الأصوات التي تتحدث عن سر العلاقة بين هذه الكتيبة والجيش السوداني، الذي حاول قائده عبد الفتاح البرهان، التنصل منها بإعلان عدم موافقته على تصرفاتها التي أثارت قلقًا داخليًا وخارجيًا.
وقال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، الإثنين، “كتيبة البراء”، إن دولا كثيرة أدارت ظهرها للبلاد بسببها، في خطوة اعتبرها مراقبون انقلاباً على الكتيبة.
وحسب ما ذكرت صحيفة “السوداني”، فإن البرهان أبدى امتعاضه من الظهور الإعلامي المكثف لـ”كتيبة البراء”، وبثها مقاطع فيديو لمسيرات تقوم بطلعات قتالية عليها شعار الكتيبة بشكل يوحي كأنها تعمل بمعزل عن قيادة الجيش.
ونقلت الصحيفة عن البرهان، قوله خلال لقاء انعقد قبل يومين في الكلية الحربية: “ناس البراء عاوزين يقاتلوا معانا حبابهم، لكن تصرفاتهم ومنهجهم الماشين بيهو ده ما بنوافق عليهو”.
وأضاف: “كل الناس يجب أن تقاتل تحت راية الجيش وشعار الجيش وإعلام الجيش، ما بنوافق إطلاقا بكيانات وتنظيمات موالية”.
ويعتقد على نطاق واسع أن “كتيبة البراء”، هي إحدى أكثر الكتائب الإخوانية إعدادا وتدريبا وتسليحا، وتتكون من مجموعات شبابية تتراوح أعمارها بين 20 و 35 عاما.
ويأتي معظم عناصرها من خلفيات تنظيمات طلابية كانت تعمل تحت مظلة الأمن الطلابي والاتحاد العام للطلاب السودانيين، أحد أهم الأذرع التعبوية والأمنية لنظام الإخوان السابق.
وطوال الأعوام الـ30 من حكم الإخوان الذي استمر منذ يونيو 1989 وحتى إسقاطه في أبريل 2019؛ تمتعت كتائب التنظيم المسلحة ومن بينها الأمن الشعبي والطلابي وقوات الدفاع الشعبي ومجموعات إخوانية أخرى بامتيازات عالية حتى ولو على حساب القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى.
وكانت الحركة الإسلامية السودانية أعلنت فور اندلاع الحرب، تأييدها للجيش السوداني، وانخرطت كتائبها العسكرية في القتال ضد قوات الدعم السريع، أبرزها كتيبة البراء بن مالك التي كانت تتبع سابقًا لجهاز أمنها السري المعروف باسم “الأمن الشعبي”.
وألقى هذا الدعم الكبير من قبل إسلاميي السودان للجيش، مخاوف من مدى سيطرة “الإخوان” على قرار المؤسسة العسكرية الأولى في البلاد، ودفعها نحو استمرار الحرب وعدم القبول بالسلام بغض النظر عن فاتورتها من الضحايا والمآسي، لهدف وحيد هو “السلطة”.