أحداث

البرهان يقايض امريكا بروسيا وإيران للحفاظ على موقعه في الحكم


أكد متابعون لتطورات الأحداث في السودان. أنّ مباحثات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأخيرة كشفت عن محاولات من البرهان للتقارب مع واشنطن في خطوة تحمل رسالة مقايضة بروسيا وإيران.

وناقش بلينكن مع البرهان أمس الأول مستجدات الأوضاع في السودان ولا سيما في مدينة الفاشر، مؤكدًا ضرورة إنهاء النزاع واستئناف المفاوضات وحماية المدنيين.

بحث عن شرعية

وقالت مصادر سودانية إن البرهان حاول استثمار هذه المناسبة للبحث عن دعم أمريكي يعزز شرعيته أمام المجتمع الدولي مع توالي الهزائم التي يتكبدها الجيش على الأرض. بعد مضي أكثر من 13 شهرًا من القتال مع قوات الدعم السريع.

وتشعر واشنطن بالقلق إزاء التقارب الذي يبديه الجيش السوداني مع روسيا وإيران. وتزوده بطائرات إيرانية مسيرة في مسعى لإحداث اختراق في موازين المواجهة مع “الدعم السريع” في الأشهر الأخيرة.

لكن استمرار الوضع على الأرض على نحو غير ملائم للجيش السوداني دفع البرهان. بحسب المصادر، إلى محاولة “المقايضة الأخيرة” للبحث عن غطاء سياسي وعسكري. وإنْ كلفه ذلك خسارة التحالف مع روسيا وإيران.

وأوضحت المصادر أنّ البرهان وجد في واشنطن سبيلًا أفضل وأملًا في إحياء شرعيته. من خلال اللعب على المواجهة بين واشنطن من جهة وروسيا وإيران من جهة ثانية. ومحاولة كسب الدعم الأمريكي في هذه المرحلة.

رسالة تفاوض

واعتبرت المصادر أنّ “رسالة التفاوض الأخيرة التي يراوغ بها البرهان تأتي أملًا في أن يجد أي مساحة أو دور يستمر به سياسيًّا على المدى القريب. يتعلق بأهم المناطق التي بقيت تحت سيطرة الجيش، وهي ميناء “بورتسودان” .وما يحيط به على ساحل البحر الأحمر، وهو ما يطرحه اليوم أمام واشنطن في مواجهة الروس”.

وذكَّرت المصادر بتصريحات مساعده ياسر العطا، الذي قال مؤخرًا. إن روسيا طلبت نقطة تزود على البحر الأحمر مقابل إمداد الجيش بالأسلحة والذخائر. وإن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، سيوقع على اتفاقيات مع روسيا قريبًا. معتبرًا أنه ليس عيبًا إعطاء قاعدة عسكرية لأي دولة على البحر الأحمر مقابل الإمداد بالأسلحة والذخائر.

ووفق المصادر، فإنّ طرح البرهان أمر إقامة قاعدة. لروسيا على البحر الأحمر هدفه فتح مجال المقايضة مع واشنطن، مقابل دعمه بأي أوراق سياسية. تسانده على الأقل أمام الصراعات الداخلية بين القادة المحيطين به وزعماء الميليشيات التي تحارب معه وترى فيه عبئًا، بحسب تعبيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى