أحداث

البرهان يغرق في وحل الإخوان


صفعة جديدة تلقاها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بعد أن فشل في تقديم نفسه للعالم كقائد عسكري قادر على إدارة مرحلة انتقالية تقود السودان نحو الديمقراطية. ووجد نفسه في مواجهة العقوبات الأمريكية، بعد أن حوصر بمخططات الإخوان المسلمين الذين ربطوا مصيره بمشروعهم.

وأعلنت الولايات المتحدة أول من أمس أنّها فرضت عقوبات على البرهان المتهمة قواته بتنفيذ هجمات على مدنيين. بعد أيام على عقوبات استهدفت قائد قوات الدعم السريع، وفق ما نقلت وكالة (رويترز).

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان: “واصل أفراد القوات المسلحة السودانية بقيادة البرهان ارتكاب فظائع. خصوصاً عبر استهداف مدنيين وبنية تحتية مدنية وإعدام مدنيين”.

وأضاف: القوات السودانية المسلحة انتهكت القانون الإنساني الدولي. واستخدمت التجويع، وعرقلت جهود السلام، في وقت ما زال فيه النزاع في السودان مستمراً منذ نيسان (أبريل) 2023.

ووفق موقع (الراكوبة) فإنّه على مدار العامين الماضيين بدا البرهان غير قادر على اتخاذ قرار حاسم: هل يسير في طريق التسوية السياسية أم يخوض حرباً شاملة؟ .وهذا التردد انتهى به إلى ما يمكن تسميته بـ “خيار اللّاعودة”، فقد أصبح الجيش وقادته، بمن فيهم البرهان نفسه. متورطين بشكل متزايد في تحالفات مع القوى الإسلامية التي استخدمت نفوذها داخل المؤسسة العسكرية لتوجيه مسار الحرب وفقاً لأجندتها.

لكنّ هذا التحالف لم يكن بلا ثمن، وفي الأيام الأخيرة تسربت مقاطع فيديو توثق عمليات تصفية ضد مدنيين أثارت غضباً محلياً ودولياً. ودفعت البرهان لمحاولة احتواء تداعياتها عبر تشكيل لجنة تحقيق وإصدار النيابة اتهامات ضد بعض المسؤولين، لكنّ هذه التحركات جاءت متأخرة.

البرهان، في أول ردّ فعل له على العقوبات المحتملة، اختار لغة التحدي قائلاً: “سمعت أنّ هناك عقوبات على قادة الجيش، ونحن مستعدون لأيّ عقوبات”. هذه اللهجة تعيد إلى الأذهان خطابات الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير. الذي واجه العقوبات والعزلة الدولية بالعناد ذاته، حتى أطاح به السودانيون في 2019.

لكنّ الفرق بين البشير والبرهان، كما يقول مراقبون للملف السوداني، هو أنّ البشير كان يواجه العقوبات وهو يسيطر على دولة مستقرة نسبياً. بينما يجد البرهان نفسه في حرب متعددة الجبهات، بين معارك ميدانية ضد قوات الدعم السريع، وصراعات داخل الجيش نفسه. وضغوط متزايدة من الإسلاميين الذين يرون في استمرار الحرب وسيلة لإعادة تموضعهم السياسي.

ويبقى السؤال الآن: هل ستدفع العقوبات البرهان نحو تغيير استراتيجيته، أم أنّها ستدفعه إلى مزيد من الارتماء في أحضان الإسلاميين، ممّا يعمّق عزلة الجيش السوداني. ويجعل فرص التسوية السياسية أكثر تعقيداً؟   

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى