البرهان والإخوان.. معركة كسر العظم من أجل السلطة
أكدت مصادر سياسية، أن الخلافات بين قائد الجيش السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، والحركة الإسلامية التابعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، حول السيطرة على قرار الحرب، بدأت بالخروج إلى العلن، ما يفتح الباب حول من ينقلب على الآخر في النهاية.
وأشارت المصادر إلى وجود دلائل على تآكل الثقة بين الطرفين، بعد حوالي عامين من الحرب التي تحالفوا فيها معًا ضد قوات الدعم السريع.
-
السودان.. هل يقود مسلحو الحركة الإسلامية المعارك؟
-
صراع النفوذ: الإخوان والحركات الإسلامية المتحالفة مع الجيش في السودان
“مآرب إخوانية”
وقال مصدر سياسي سوداني إن البرهان يظهر أنه كان مدركًا بأن الدعم المطلق الذي يقدمه له “الإخوان” ليس من فراغ، وإنما لمآرب تخصهم، وذات يوم سيظهرون له بوجههم الحقيقي، وفق تعبيره.
وأكد أن البرهان أحاط نفسه بعدد من الميليشيات التي صنعها على أساس قبلي بينها “درع السودان والأورطة الشرقية” فضلاً عن المرتزقة الأجانب من مجموعة التيغراي الإثيوبية، وآخرين من إريتريا، وذلك في موازاة الميليشيات الإسلامية، التي كانت تحيط به من كل جانب.
وأضاف أن “البرهان في صراعه مع جماعة الإخوان ليس وحده وإنما من خلفه دول خارجية تريده أن ينفرد بالسلطة، لذلك تدعمه بالخطط والمعلومات والسلاح، في مواجهة الإخوان الذين بدورهم يسندون ظهورهم على دول تساندهم وتمدهم بالسلاح والمال لأجل أن يعودوا إلى السلطة مجدداً”.
-
مخاوف متزايدة في السودان من سيطرة الميليشيات الإسلامية على الدولة
-
جرائم حرب ضد الإنسانية ترتكبها الميليشيات الإسلامية في السودان
وذكر أن “الإخوان” من خلال ميليشياتهم المسلحة، واختراقهم للجيش، كانوا يريدون السيطرة على البرهان ليكون تحت أمرهم كما كانوا يفعلون بالرئيس السابق عمر البشير، مبيناً أن الكثير من الوقائع تشير إلى أنهم باتوا يشعرون بأن البرهان لديه تواصل خارجي، من وراء ظهرهم، خاصة مع الولايات المتحدة، ما يجعلهم يخشون انقلابه عليهم في أية لحظة.
وأشار إلى أن هذه المخاوف سبق وتحدث عنها مفتي الإخوان عبد الحي يوسف، في ديسمبر الماضي، حينما قال إن “البرهان شخص لا يؤتمن” واعتبره “خائنًا لا دين له”، بحسب وصفه.
وأضاف عبد الحي وقتها أن “البرهان يحاول التخلص من الحركة الإسلامية، لكنه عاجز عن فعل ذلك، لأن الحركة الإسلامية متغلغلة حتى داخل مكتبه”، وفق قوله.
-
الوضعية الراهنة للحركة الإسلامية (الإخوان): تحليل شامل من كاتب سوداني
-
لتفتيت السودان.. تأجيج الحركة الاسلامية لخطاب الكراهية
حشود مصنوعة
من جهته، جزم المحلل السياسي، عمر محمد النور، بأن العلاقة بين قائد الجيش السوداني، والحركة الإسلامية ستصل إلى نهاياتها قريباً، لأن الطرفين يطمعان في الانفراد بحكم السودان، وفق قوله.
وأكد النور أن البرهان توجد أمامه تجربة الرئيس السابق عمر البشير، مع الحركة الإسلامية التي نصبته رئيساً صورياً، بينما كانت هي الحاكم الفعلي، مبيناً أن الوقائع تشير إلى أن البرهان سيتّعظ من تلك التجربة.
وأضاف أن الحركة الإسلامية التي تسيطر على حكومة بورتسودان، بدأت هذه الأيام تكرار ما كانت تفعله مع الرئيس السابق عمر البشير، من خلال الحشود المصنوعة للتعبير عن مواقفها، وإرسال رسائلها إلى الداخل والخارج لخلط الأوراق على البرهان.
-
تأجيج الحركة الاسلامية للحرب في السودان
-
حزب المؤتمر وإخوان السودان في دائرة الاتهام.. دعوات لتصنيفهما تنظيمين إرهابيين
وأشار إلى حرق العلم الأمريكي قبل يومين أثناء مظاهرة نظمتها الحركة الإسلامية في بورتسودان، مبيناً أن “الحادثة كانت في ظاهرها رفض العقوبات الأمريكية على البرهان، لكن باطنها قطع الطريق أمام أي تواصل سري محتمل بين قائد الجيش وواشنطن”.
ولم يستبعد النور أن تكون العقوبات الأمريكية التي فُرضت على البرهان، مؤخرًا، كانت بعلمه، مشيراً إلى أنها جاءت مخففة مقارنة بالعقوبات التي فُرضت على قائد الدعم السريع.
وبيّن أن العقوبات على البرهان لم تحتوِ على أهم نقطة، وهي حظره من الحصول على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة.
-
سياسة الإخوان في السودان.. استغلال العنصرية لتحقيق مكاسب سياسية
-
مستشار حميتي: تأثير العقوبات على البرهان مشابه للعقوبات على البشير
واستدل على ذلك بأن البرهان كان قد تحدث في لقاء أمام جنوده في ولاية الجزيرة عن العقوبات الأمريكية قبل صدورها، كما أنه على غير المعتاد رحب بها، ولم يتحدث عنها بسوء أو ينتقدها.
وكان خبراء تحدثوا عن اتجاه لتنظيم الإخوان المسلمين للتخلص من البرهان بعد فرض العقوبات الأمريكية مؤخراً، حتى لا يكون عبئًا على المؤسسة العسكرية التي يراهنون عليها في إعادة فرض مشروعهم السياسي.
وقال المحلل السياسي، داؤود خاطر إن الذين يسيطرون على قرار الحرب اليوم، قد يكررون مع البرهان السيناريو ذاته الذي طبقوه مع الرئيس السابق عمر البشير؛ إذ ورطوه في العقوبات قبل أن يتخلصوا منه عبر أذرعهم في الجيش.
-
الولايات المتحدة تهدد البرهان بعقوبات.. ما هي الأسباب الثلاثة وراء الأزمة؟
-
حقيقة الصراع في السودان.. دور الإخوان في إشعال الحرب
وأضاف أن “العقوبات سيكون لها أثر كبير على تحالف البرهان وجماعة الإخوان المسلمين؛ إذ ستبدأ الجماعة تلقائياً في التنصل منه وتقديمه ككبش فداء، لتجنيب المؤسسة العسكرية مزيداً من العقوبات”.
وتابع: “حينما كثرت العقوبات الدولية على عمر البشير، تنصلت جماعة الإخوان المسلمين منه وقدّمته ككبش فداء عبر أذرعها داخل الجيش، الذي أعلن ظاهرياً انحيازه للمحتجين، في محاولة لإعادة نظامهم بثوب جديد”.
وقال: “الآن، سيحاول الإخوان فعل الشيء ذاته مع البرهان، سيتخلصون منه ويقدمون شخصية جديدة من داخل المؤسسة العسكرية”.