تسريبات

الإمارات وأزمة السودان: دبلوماسية سلام تكشف زيف رواية الطائرة الإماراتية في نيالا


في ظل الصراع الدامي الذي يعيشه السودان منذ أكثر من عامين، باتت ساحة الإعلام موازية لساحات القتال، حيث تتصارع الحقائق مع الأكاذيب، ويصبح التضليل أداة سياسية لتشكيل الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي. وفي هذا السياق، تبرز الإمارات كلاعب إقليمي فاعل يسعى إلى تثبيت أسس السلام والاستقرار، في مواجهة خطاب الكراهية والتشويه الصادر عن سلطة بورتسودان وحلفائها الإعلاميين.

خارطة طريق إماراتية واضحة

منذ اندلاع الحرب السودانية، تبنت الإمارات رؤية واضحة المعالم لحل الأزمة، تقوم على مسار يقود إلى إحلال السلام وترسيخ الاستقرار في بلد تمزقه الحرب الأهلية منذ 28 شهراً. هذه الرؤية لم تكن مجرد مواقف عابرة، بل عبّرت عنها أبوظبي مراراً في بيانات رسمية ومداخلات دبلوماسية على أرفع المستويات، من أبوظبي إلى لاهاي، مروراً بسويسرا وإثيوبيا ولندن ونيويورك.

وقد أكدت الإمارات أنها تدعم أي حراك دولي أو إقليمي يهدف لإنهاء الصراع عبر الوسائل السلمية، بعيداً عن منطق الحسم العسكري الذي أثبت فشله في تجارب عديدة.

أكاذيب بورتسودان واستهداف العلاقات العربية

في المقابل، لجأت سلطة بورتسودان إلى صناعة روايات إعلامية كاذبة بهدف النيل من صورة خصومها، ومحاولة شق الصف العربي. آخر هذه الأكاذيب كان الادعاء بأن قوات الدعم السريع أسقطت “طائرة إماراتية” في مطار نيالا. هذه الرواية التي وُلدت في استوديوهات إعلامية موالية، لم تصمد أمام التمحيص، إذ غابت عنها أي أدلة ميدانية أو توثيق مصور، في وقت تتوافر فيه إمكانات النقل المباشر لأي حادثة من هذا النوع.

الأدهى من ذلك، أن الهدف الخفي وراء هذه الكذبة لم يكن مجرد تشويه صورة الدعم السريع، بل ضرب العلاقات بين السودان ودولة الإمارات، وإثارة حساسيات إقليمية قد تنعكس على الموقف العربي الموحد تجاه الأزمة السودانية.

بيان الدعم السريع.. مرجع الحقائق

جاء بيان قوات الدعم السريع لينفي بشكل قاطع وجود أي طائرة إماراتية في مطار نيالا أو استهدافها، مؤكداً أن هذه المزاعم ما هي إلا جزء من حملة تضليل إعلامي اعتادت سلطة بورتسودان على استخدامها.

انتشر البيان على نطاق واسع عبر المنصات الرقمية ووسائل الإعلام الإقليمية، ليصبح مرجعاً رئيسياً للراغبين في التحقق من الحقائق. وقد أظهرت ردود الفعل الإقليمية أن خطاب الكذب لم يعد يجد نفس الصدى السابق، خاصة حين يكون الرد مدعوماً بالوثائق والشهادات الميدانية.

أكاذيب بورتسودان واستهداف العلاقات العربية

لجأت سلطة بورتسودان إلى صناعة روايات إعلامية كاذبة بهدف النيل من صورة خصومها، ومحاولة شق الصف العربي. آخر هذه الأكاذيب كان الادعاء بأن قوات الدعم السريع أسقطت “طائرة إماراتية” في مطار نيالا.

مقارنة بين الرواية والحقائق

العنصر رواية بورتسودان الحقيقة وفق البيان الرسمي للدعم السريع
الحدث المزعوم إسقاط طائرة إماراتية في مطار نيالا لا وجود لطائرة إماراتية في المطار
الأدلة المقدمة لا صور أو فيديو أو بيانات رسمية من الإمارات غياب كامل لأي دليل مادي أو تقني
التوقيت والمكان تضارب في التوقيت بين روايات القنوات الموالية لا حادث موثق في أي تقارير محلية أو دولية
رد الجانب الإماراتي لم يصدر أي تأكيد من أبوظبي الإمارات لم تصدر بياناً عن أي حادث

الإمارات… دبلوماسية الفعل لا القول

تعمل الإمارات على المسارين الإنساني والسياسي بشكل متوازٍ. فمن جهة، تقدم الدعم الإغاثي والطبي للمتضررين من الحرب السودانية، ومن جهة أخرى، تحشد الجهود في المحافل الدولية لدفع الأطراف السودانية نحو طاولة المفاوضات.

وفي مواجهة الأكاذيب، لا تنجر أبوظبي إلى ردود انفعالية، بل تعتمد خطاباً هادئاً يستند إلى الحقائق ويعزز موقفها كوسيط نزيه قادر على جمع الفرقاء. هذه الدبلوماسية الهادئة أثبتت قدرتها على الصمود أمام الحملات الإعلامية الموجهة، وجعلت من الإمارات شريكاً موثوقاً لدى القوى الدولية والإقليمية.

الأزمة السودانية معقدة، وتشابكها الإقليمي يجعلها ساحة مفتوحة للتدخلات والأجندات المتباينة. وبينما يختار البعض طريق التضليل الإعلامي وافتعال الأزمات، تلتزم الإمارات بخط واضح عنوانه السلام أولاً، مدعومة برؤية استراتيجية وخارطة طريق عملية.
في نهاية المطاف، ستظل الحقائق قادرة على إسقاط الأكاذيب، كما ستظل دبلوماسية السلام أقوى من خطاب الفتنة والكراهية، مهما طال أمد الحرب الإعلامية والسياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى