تسريبات

الإخوان يشعلون فتيل الأزمة بين السودان وتشاد


لعب تنظيم الإخوان المسلمين دوراً كبيراً في إشعال فتيل الخلافات بين كل من السودان وتشاد، محاولاً تصدير الأزمة إلى الخارج.

وكانت أزمة دبلوماسية قد اندلعت بين البلدين إثر اتهام السودان لتشاد بالانخراط في الحرب بالداخل، والمساهمة في تسهيل إيصال أسلحة لقوات الدعم السريع، وأعلن عن عدد من دبلوماسييها غير مرغوب فيهم، وقد ردّت تشاد بطرد دبلوماسيين سودانيين.

وبحسب خبراء نقلت عنهم صحيفة “العين”، فإنّه “عقب فشل التنظيم ميدانياً في حربه بالداخل، وتقدّم قوات الدعم السريع وسيطرتها على كثير من المدن والمناطق، سعى الكيزان لتصدير الأزمة إلى الخارج، في محاولة بائسة لخلق (عدو خارجي) يعيد التفاف الشعب حوله بعد انكشافه، والإيهام أنّ الأبعاد الإقليمية تلعب دوراً أكبر في الأزمة، للتملص من تهمة حرق البلاد من أجل العودة إلى المشهد السياسي”.

ووفق مراقبين، فإنّ الإخوان توهموا عندما أشعلوا الحرب بتحقيق النصر، لكن عندما شهدت الحرب تصعيداً كبيراً، أرادوا الهروب وإلقاء التهم جزافاً على دول الجوار، وخاصة تشاد وكينيا وأفريقيا الوسطى، وفق ما قال الكاتب والمحلل السياسي عباس عبد الرحمن.

وأضاف أنّ وزارة الخارجية السودانية تحت سيطرة الإخوان، وعلى رأسهم الوزير علي الصادق، والوكيل دفع الله الحاج علي، وهما من يقع على عاتقهما تصعيد الموقف مع تشاد، للتغطية على العجز العسكري من قبل الجيش والميليشيات الإرهابية في ميدان القتال، وتحميل المسؤولية لدول الجوار، مؤكدين أنّ سقوط مدن دارفور غربي البلاد تحت قبضة قوات الدعم السريع أزعج السلطات السودانية كثيراً، وكان لا بدّ من تحميل المسؤولية لطرف ثالث.

وقد تصاعد التوتر بين البلدين خلال الأسبوعين الأخيرين في أعقاب اتهام الجنرال السوداني  ياسر العطا لتشاد بـ “تيسير نقل مساعدات عسكرية ولوجستية لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش”، وهو ما نفته تشاد.

والسبت الماضي، قالت الخارجية الشادية: إنّها أبلغت السفير السوداني في أنجمينا بأنّ (4) دبلوماسيين سودانيين باتوا أشخاصاً غير مرغوب فيهم، وأنّ عليهم مغادرة البلاد خلال (72) ساعة، بعد (3) أيام من احتجاج رسمي قدّمته الخارجية التشادية للسفير السوداني على تصريحات العطا، ومطالبتها الخرطوم بتقديم اعتذار رسمي.

ورفض وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق الأسبوع الماضي الاعتذار لدولة تشاد قائلاً: إنّ “تصريحات ياسر العطا كانت مبررة، وإنّ أنجمينا تسلمت من الخرطوم صور أقمار صناعية تثبت توفيرها ممرات لوجستية لإمداد قوات الدعم السريع بالسلاح”.

وبحسب وكالة أنباء السودان الرسمية، فإنّ السودان أبلغ دبلوماسيين تشاديين بمغادرة البلاد خلال مدة أقصاها (72) ساعة من تاريخ الإخطار، وذكرت أنّ الخطوة التي أعلنتها الخارجية السودانية تأتي استناداً لمبدأ المعاملة بالمثل.

ومند اندلاع المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف نيسان (أبريل) الماضي، أعلنت تشاد إغلاق حدودها التي يبلغ طولها (1403) كيلومترات، على أن تظل مغلقة حتى إشعار آخر، إلا أنّ الاتهامات طالتها بتغذية الصراع في محاولة للتغطية على الفشل الميداني للجيش السوداني.

وبعد (10) أيام من اندلاع الحرب نفت وزارة الخارجية التشادية اصطفافها مع أيّ من طرفي النزاع المسلح في السودان، ودعت إلى وقف الحرب والتوصل إلى تسوية سلمية.

وفي 17 نيسان (أبريل) الماضي أعلنت وزارة الدفاع التشادية توقيف مئات الجنود السودانيين، ونزع أسلحتهم، بعد دخولهم الأراضي التشادية.

وأجرى الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي اتصالين هاتفيين مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدن دقلو “حميدتي“، ودعاهما إلى الحوار، واستنكر المواجهات المسلحة.

وقد وقّع البلدان عام 2009 اتفاقية أمنية بنشر قوة مشتركة لتأمين الحدود بينهما، ومنع أيّ طرف من دعم المتمردين في الطرف الآخر، حيث كان البلدان يتبادلان اتهامات في هذا الشأن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى