التقى المفتي المعزول وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الواجهة السياسية للإخوان المسلمين في ليبيا، الصادق الغرياني، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق عبد الفتاح البرهان، وذلك على هامش زيارته الرسمية إلى العاصمة طرابلس، التي جرت يوم الإثنين الماضي.
وناقش البرهان مع الغرياني خلال اللقاء الذي عقد بمقر دار الإفتاء في طرابلس تطورات الأوضاع في السودان، بحسب ما نشرته الدار عبر صفحتها على (فيسبوك). دون أن توضح أيّ تفاصيل إضافية لما جرى خلال اللقاء. الذي أثار الكثير من التكهنات بشأن الدور الذي يلعبه الغرياني كواجهة قيادية لرموز الإسلام السياسي، وليبيا كوجهة جديدة لهم بعد أن فقدوا مراكز الإيواء والحظوة في أكثر من دولة. واعتبره البعض دليلاً على أنّ الإخوان في السودان هم المحرك الرئيسي للبرهان، وأنّه لا يخرج عن طوعهم، وفق ما نقلت (بوابة أفريقيا).
واعتبر محللون في تصريح لـ (حفريات) أنّ الإخوان المسلمين في السودان يرون ليبيا خياراً لتكون ملاذاً آمناً لهم، إذا أخفق الجيش في الحرب وانتصرت قوات الدعم السريع. لهذا يحاولون التقرب من كل شخص مؤثر في قطاع الإسلام السياسي.
وأكد محللون أنّ البرهان بلقائه مع الغرياني يحاول إيصال رسالة بأنّه أصبح رسمياً مع الكيزان والحركة الإسلامية والنظام السابق. لأنّه لم يكن مجبراً على لقاء الغرياني خلال زيارته إلى ليبيا.
وقال موقع (السودانية نيوز): إنّ لقاء البرهان والغرياني لم يكن مفاجئاً. ويُعدّ بمثابة إعلان رسمي من قائد الجيش السوداني عن موالاة جماعة الإخوان. في خطوة قد تفتح الباب أمام ممارسة كافة أشكال العنف والتطرف، وربما تعيد السودان إلى أعوام العزلة الدولية.
ورجح محللون أن يكون اللقاء بحث مسألة المساعدات التي ستقدم إلى الجيش السوداني من قبل الميليشيات والكتائب التابعة للإخوان. والتي تنفذ توجيهات الغرياني على أكمل وجه.
ولم تشر وسائل الإعلام التابعة لمجلس السيادة الانتقالي في السودان إلى اللقاء، وهو ما فسره مراقبون بالرغبة في عدم إثارة انتقادات قد تطال البرهان الذي يسعى إلى إضفاء مسحة دينية على الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وذلك عبر الاستنجاد بالغرياني المعروف بمواقفه المتشددة وبمرجعيته الإخوانية المتطابقة مع مرجعية “الكيزان” في السودان.
وبحسب مصادر ليبية لـ (العرب اللندنية)، فإنّ الغرياني يتجه إلى توظيف ماكنته الإعلامية في الترويج لصورة البرهان والتحريض على معارضيه. وكذلك في اتهام بعض الدول الإقليمية بالوقوف وراء الحرب. ودعم قوات الدعم السريع.
وتابعت المصادر أنّ الغرياني وعد البرهان بالضغط على سلطات طرابلس من أجل تقديم مساعدات وافية لمجلس السيادة الانتقالي. وقطع الطريق أمام أيّ محاولة للتواصل مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
ويُعدّ الغرياني أحد أبرز وجوه الإسلام السياسي في ليبيا، وهو معروف بإثارته الجدل من خلال فتاواه المتشددة والتحريضية. ويمكن أن يؤمّن بشبكة علاقاته ونفوذه ملجأ لبعض المغضوب عليهم في الغرب أو المطرودين من تركيا أو قطر، أو حتى للفارين من السودان. ممّا يؤهل ليبيا لأن تكون مركزاً جديداً للإسلام السياسي.