الأمم المتحدة تتهم قوات الدعم السريع بمنع إيصال المساعدات إلى دارفور

اتهمت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع السودانية بمنع وصول المساعدات إلى منطقة دارفور المهددة بالمجاعة في البلاد التي مزقتها الحرب، رغم أن القوات سعت جاهدة إلى تذليل كافة العقبات أمام المدّ الإغاثي.
وتواصل قوات الدعم السريع حصار مدينة الفاشر منذ أشهر، وهي آخر عاصمة ولاية في إقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد ما زالت تحت سيطرة الجيش.
-
خسائر ضخمة للجيش السوداني وحلفائه على يد “الدعم السريع” في دارفور
-
“الدعم السريع”: البرهان يُسلم السودان لإيران في صفقة سرية
وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، “القيود المستمرة والعقبات البيروقراطية” التي تفرضها وكالة الإغاثة الإنسانية التابعة لقوات الدعم السريع “تمنع المساعدات المنقذة للحياة من الوصول إلى المحتاجين إليها بشدة”.
وتابعت “العالم يراقب، ومن غير المقبول أن يعجز المجتمع الإنساني في السودان عن تقديم المساعدات الأساسية”.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربا مدمرة بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وحليفه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي” قائد قوات الدعم السريع.
-
تصعيد خطير في دارفور.. “الدعم السريع” يتهم الجيش بقتل وجرح المئات
-
دارفور على شفا أزمة: تحذيرات الدعم السريع من اندلاع حرب أهلية
وأبدى قائد الدعم السريع طيلة الأشهر الماضية استعداده للانخراط في كافة الجهود الهادفة إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، بينما أفادت تقارير بأن البرهان عرقل العملية من خلال احتجاز أطنان من المساعدات في ميناء بورتسودان.
وفي المنطقة المحيطة بالفاشر، تسود المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين هي زمزم وأبوشوك والسلام. ويتوقع أن تتوسّع رقعتها لتشمل خمس مناطق أخرى بما فيها المدينة نفسها بحلول مايو/أيار، بحسب تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.
وتظهر أرقام التصنيف المرحلي المتكامل أن نحو سبعة ملايين شخص في دارفور يواجهون مستويات حرجة من الجوع.
-
تحذير سوداني: الحرب بين الجيش والدعم السريع تدفع نحو كارثة إنسانية
-
الدعم السريع تُحكم سيطرتها على شمال النيل الأبيض في السودان
وحثت الأمم المتحدة الاثنين على تبسيط الإجراءات البيروقراطية ووضع حد للتدخل غير المبرر، “بما في ذلك مطالب الدعم اللوجستي أو التعامل الإلزامي مع البائعين المختارين”.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الإثنين، إنّ أحد متطوّعيه السودانيين كان من بين عشرات الأشخاص الذين قُتلوا في هجوم نفذته قوات الدعم السريع في وقت سابق من هذا الشهر على سوق في مدينة أم درمان في الخرطوم.
وأدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
ويعاني نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد في جميع أنحاء السودان، وفقا للأمم المتحدة.
-
الدعم السريع تدعم “حكومة سلام” لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها
-
السودان: “الدعم السريع” تتهم الجيش بترويج “انتصارات وهمية”
ويوما بعد آخر تتسع رقعة المناطق التي يستعيد الجيش السوداني السيطرة عليها من قوات الدعم السريع، ما يثير تساؤلات بشأن إن كان ما يحدث هو بوادر انهيار للأخيرة أم أنها تقوم بعملية إعادة تموضع.
واستعاد الجيش، خلال الأيام القليلة الماضية نحو 90 بالمئة من الجزيرة، بعد عام من سيطرة الدعم السريع على الولاية، كما استعاد مدينة أم روابة الاستراتيجية بولاية شمال كردفان.
وقال مستشار رئيس “حركة تمازج” للشؤون الأمنية والعسكرية النور حسن حمدان إن “التكتيكات العسكرية الميدانية لقوات الدعم السريع تأخذ أشكالا مختلفة”.
-
صراع السودان يتصاعد: “الدعم السريع” تستخدم المسيرات الانتحارية في هجوم على “شندي”
-
السودان: مهبط مسيرات الجيش في عاصمة الحديد والنار يتعرض لهجوم من الدعم السريع
واعتبر حمدان أنه “لا يمكن وصف ما يحدث بالتراجع، لأن الدعم السريع لا تزال في الخرطوم و الجزيرة، ومؤخرا كان هناك تقدما للقوات في محور الجزيرة”.
و”تمازج” هي حركة مسلحة في دارفور، وإحدى الحركات التي وقَّعت مع الحكومة اتفاق جوبا للسلام عام 2020، وانضمت للقتال إلى جانب الدعم السريع في أغسطس/آب 2023.
وأضاف حمدان أنه “في الأيام المقبلة سيتلقى الجيش ضربات موجعة في مناطق مختلفة”، متابعا أن “الجيش يحاول في كل يوم أن يغير مسار الحرب وتسويق التسليح الأهلي والقبلي، وهذا ما حذرنا منه طيلة الفترة الماضية”.
-
إنجاز جديد.. «الدعم السريع» تسيطر على معبر حدودي مع جنوب السودان
-
“الدعم السريع” تسيطر على “أم القرى” وسط السودان وسط تصعيد متواصل
-
الدعم السريع يشكل “إدارة مدنية” في الخرطوم: سلطة موازية أم محاولة لملء الفراغ؟
