اشتباكات وغارات جوية تتسارع والمدنيون يدفعون الثمن في البلاد
اقترب النزاع في السودان من دخول شهره السابع، دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل للأزمة التي خلفت أوضاعا إنسانية غاية في التعقيد.
ومنذ منتصف أبريل الماضي، اندلعت اشتباكات بين الجيش، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وقال شهود عيان إن دائرة الاشتباكات العنيفة بين طرفي النزاع اتسعت اليوم الثلاثاء، في العاصمة الخرطوم، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وحسب الشهود، فإن الاشتباكات العنيفة تجددت جنوبي العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان، مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
وأكد الشهود، أن أحياء “جبرة”، و”العشرة”، و”السلمة” و”سوبا”، و”الرميلة”، بالمنطقة، تعيش أوضاعا صعبة جراء القصف العشوائي، وانقطاع المياه والكهرباء، كما تعاني أحياء “بري”، و”الرياض”، و”الطائف”، و”أركويت”، شرقي الخرطوم، وفق الشهود، أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد، جراء انقطاع الخدمات الضرورية.
وأبلغ الشهود أن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، تشهد أيضا اشتباكات بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع”، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض.
وأكد شهود العيان، أن الجيش السوداني، نفذ هجمات سريعة، ضد تجمعات قوات “الدعم السريع”، بالمدينة قبل بدء المواجهة والاشتباكات المباشرة.
ويقول المواطن السوداني، عباس عبد الرحمن، إن “الاشتباكات المسلحة والقصف العشوائي للطيران الحربي، حطما آمالنا في العيش الكريم، والموت يحاصرنا”.
وأضاف عبد الرحمن: “ما زلنا نعاني من القصف العشوائي، مع توقف كامل للحياة، وانقطاع الكهرباء والمياه، والخروج من الخرطوم أصبح عملية محفوفة بالمخاطر”.
قصف الطيران الحربي
واتهمت قوات “الدعم السريع“، في بيان طيران الجيش بقصف مباني السفارة الإثيوبية مما تسبب في دمار هائل بالمبنى الذي يقع في منطقة العمارات بالخرطوم
وأعربت قوات الدعم السريع عن إدانتها لهذا القصف الذي يطول المنشآت الحيوية في البلاد بما في ذلك مقار البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية.
نهب وسلب في دارفور
كما توسعت دائرة الاشتباكات في دارفور، إذ تدهورت الأوضاع الأمنية والإنسانية بمدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور.
وأبلغ شهود عيان أن المؤسسات الحكومية ومقار المنظمات الدولية، والأسواق، تعرضت للدمار والنهب، بسبب الاشتباكات بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع”.
ومنذ 17 مايو الماضي انقطعت الاتصالات والإنترنت عن زالنجي ما جعلها معزولة تماما عن العالم الخارجي وسط اتساع في نطاق المواجهات العسكرية العنيفة بين الطرفين.
الحل السلمي
ومع استمرار الأزمة تسعى قوى سياسية ومدنية، إلى إيجاد حل سلمي للصراع المسلح ووقف نزيف الدم في البلاد.
والتقى رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، اليوم الثلاثاء، وفد الآلية الوطنية لدعم التحول المدني الديمقراطي ووقف الاشتباكات برئاسة عائشة موسى عضو مجلس السيادة السابق، وتطرق اللقاء لرؤية الآلية حول استعادة المسار السلمي المدني الديمقراطي.
وقال مقرر الآلية عادل المفتي، في تصريحات إعلامية، إن اللقاء استعرض جهود الآلية لخلق توافق وطني يؤدي إلى وقف الصراع وتشكيل سلطة انتقالية.
وأشار تسليم خارطة الطريق التي أعدتها الآلية لرئيس مجلس السيادة والتي تتضمن وقف القتال وتكوين حكومة طوارئ تضطلع بمهام تنفيذ الالتزامات الوطنية فيما يتعلق بالتنمية والعمران وإغاثة السودانيين المتضررين من الأزمة وفتح ممرات إنسانية لدخول المساعدات لولايات الخرطوم ودارفور.
وأوضح اللقاء ستتبعه لقاءات مع الكتل السياسية ومنظمات المجتمع المدني والطرق الصوفية ولجان المقاومة للاتفاق حول تكوين حكومة طوارئ أو قيام جبهة مدنية وطنية تساهم في وقف القتال وتقود لتنظيم حوار (سوداني – سوداني) بين كل القوى السياسية دون إقصاء.
وخلفت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أكثر من 5 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.