استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش والدعم السريع في أم درمان القديمة لليوم الثاني
على وقع الأزمة السودانية، التي أوشكت على شهرها الخامس، بات الميدان ساحة الفريقين المتناحرين، لحسم الصراع الذي غابت عنه الحلول السلمية حتى اللحظة.
صراع بدأ قبل أشهر وانتشر لهيبه في معظم أرجاء ثالث أكبر بلد أفريقي من حيث المساحة، إلا أن مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، كانت محور معركة شرسة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، خلال اليومين الماضيين، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات، ونزوح الآلاف من منازلهم.
وعن تلك المعركة، قال الجيش السوداني في بيان: “قامت قواتنا في أم درمان اليوم بعملية تمشيط واسعة شملت مناطق أم درمان القديمة والشهداء وسوق أم درمان حتى استاد الهلال وود البشير وخور أبوعنجة جنوبا.”
وأوضح أن القوات كبدت “المليشيا المتمردة التي لاذت بالفرار من أرض المعركة خسائر كبيرة، تضمنت مئات القتلى والجرحى وعددًا من المقبوض عليهم، بينهم النقيب المتمرد صلاح حمدان (شقيق المتمرد عمر حمدان) أثناء هروبه من المعركة.”
وأضاف: “احتسبت قواتنا أربعة شهداء وعددا من الجرحى. وأكملت قواتنا مهامها المخططة بنجاح وستستمر في التمشيط وتوجيه الضربات الموجعة بالعدو لحين تطهير آخر شبر من دنس المتمردين والمرتزقة.”
ماذا قالت الدعم السريع؟
إلا أن قوات الدعم السريع كان لها رأي آخر؛ فقالت في بيان إن قواتها “حققت نصرا جديدا على مليشيا البرهان الانقلابية وفلول النظام البائد في عدد من المحاور بمدينة أم درمان ولقنوهم دروسا في الشجاعة والإقدام.”
وأضاف بيان الدعم السريع: “استطاع الأشاوس دحر الفلول وتكبيدهم خسائر بشرية فادحة”، مشيرًا إلى أنه “حسب الإحصائيات الأولية فإن عدد القتلى بلغ 174 قتيلًا، وأكثر من 300 جريح تم نقلهم إلى مستشفى النو بأم درمان، فيما بلغ عدد الأسرى 83 أسيرا معظمهم من كتائب الدفاع الشعبي والمجاهدين”.
وتابع: “حاولت مليشيا البرهان والفلول، الهجوم على مواقع تمركز قواتنا بالتسلل عبر أحياء الثورات وود نوباوي والسوق الشعبي أم درمان والمهندسين حيث كان الأشاوس في كامل اليقظة والجاهزية، وقاموا بالتصدي للفلول الذين ولوا هاربين تاركين خلفهم جرحاهم وجثث قتلاهم وعتادهم، ومركباتهم جارٍ حصرها.”
وفي بيان منفصل، قالت قوات الدعم السريع: “احتلت مليشيا البرهان الانقلابية وفلول النظام البائد، مستشفى النو بأم درمان وحولته إلى ثكنة عسكرية ومستشفى ميداني لمعالجة جرحاهم الذين تجاوز عددهم الـ300 جريح وفق إفادة أحد أطباء المستشفى”، على حد قولها.
وأضاف: “أجبرت مليشيا البرهان التي تعرضت اليوم إلى هزيمة قاسية على يد أشاوس قوات الدعم السريع، أجبرت الكوادر الطبية بإخلاء جميع المرضى والتفرغ لمعالجة جرحاهم”.
وتابع: “إلى ذلك قصفت قوات الانقلابيين بالمدفعية الثقيلة عددًا من الأحياء السكنية في أم درمان القديمة مما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين الأبرياء وتدمير منازلهم، وأضطر المئات إلى إخلاء منازلهم والنزوح إلى الأحياء الطرفية للنجاة بأرواحهم تفادياً للقصف العشوائي لمليشيا البرهان الإرهابية المتطرفة”، بحسب البيان. نداء عاجل
قصف عنيف
من جهتها، قالت نقابة أطباء السودان (غير حكومية) في بيان: “تتعرض أحياء مدينة أم درمان القديمة وكرري لقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة نتج عنه عديد الإصابات والوفيات.”
وأضاف: “مستشفى النو بالثورة الحارة الثامنة في حاجة عاجلة جدا إلى كوادر جراحية وإلى التبرع بالدم من كل الفصائل، كما توجد حاجة ماسة لأسطوانات الأكسجين، ومحاليل بنك الدم، ومحاليل وريدية”، متابعًا: “نناشد كل من يستطيع المساعدة أن يقوم بذلك مع مراعاة الجميع للسلامة الشخصية في المقام الأول.”
ومنذ منتصف أبريل ، يخوض الجيش و”الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح عدة هدن في إيقافها، مما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدن المتتالية.