ملفات

إلى متى سوف تستمر أزمة السودان؟


يتقلب الوضع المتدهور في الخرطوم بين هدنة وأخرى دون أن يتوقف الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أن تفجر قبل نحو 45 يوما.

حيث أعلن وزير التنمية الاجتماعية الاتحادية في السودان أحمد آدم بخيت أن مفاوضات جديدة ستجرى في مدينة جدة السعودية لتمديد الهدنة الإنسانية في البلاد. بينما تشرف آخر هدنة ومدتها سبعة أيام على الانتهاء خلال الساعات القليلة القادمة.

فإلى متى سوف تستمر ازمة السودان ؟

 وتم التوصل للهدنة الأخيرة بوساطة سعودية أميركية مشتركة. لكن القتال لم يهدأ بالشكل المطلوب الذي يسمح بإيصال سلسل الإمدادات الإغاثة الإنسانية. فيما حرك قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وحاكم إقليم دارفور النزاع في الإقليم في محاولة لتوسيع جبهة المواجهة واستنزاف قوات الدعم السريع.

وفيما تتعالى أصوات منادية بتمديد الهدنة الإنسانية التي تنتهي مساء الاثنين، أفاد سكان في العاصمة التي يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة بوقوع معارك في بحري شمال الخرطوم بينما سُمع دوي المدفعية في جنوبها.

وفي إقليم دارفور غربيّ البلاد تزداد الأوضاع تدهورا، إذ كتب المدير الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان طوبي هارورد على حسابه على موقع تويتر الاثنين “يتجاهل القتال بشكل صارخ التزامات وقف إطلاق النار ويمنع وصول المساعدات الإنسانية”

وأضاف “أدت نوبات القتال المتكررة خلال الأيام الماضية في الفاشر شمال دارفور. بما في ذلك معسكر أبوشوك للنازحين، إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين ونهب منازل ونزوح جديد”.

الأوضاع المتدهورة

ومنذ 15 أبريل ، أسفر النزاع بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن مقتل المئات ونزوح 1.4 مليون شخص داخليا ولجوء نحو 350 ألف آخرين إلى دول الجوار.

وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص سقط معظمهم في العاصمة وفي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

وأكدت الأمم المتحدة الاثنين أن سكان السودان من بين الأكثر احتياجا في العالم في الوقت الحالي إلى اهتمام “عاجل” لتفادي انعدام الأمن الغذائي.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي في تقرير مشترك إنه “تم رفع مستوى القلق في هايتي ومنطقة الساحل (بوركينا فاسو ومالي) والسودان إلى أعلى درجة” من حيث توافر الأغذية للسكان.

وحذر التقرير من أن النزاع على السلطة بين قائد الجيش وخصمه في السودان سيكون له على الأرجح “تداعيات كبيرة على الدول المجاورة”.

إيصال المساعدات

ويتبادل طرفا الصراع الاتهام بخرق الهدنة التي كان من المفترض أن تفسح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للمدنيين ومن المقرر أن تنتهي بحلول الساعة 19:45 بتوقيت غرينتش.

ولكن حتى اليوم الأخير من الهدنة وصلت الإمدادات إلى عدد محدود من المستشفيات في الخرطوم والتي خرج معظمها من الخدمة بسبب القتال. كما لا يزال المواطنون يعانون ندرة الموارد الغذائية ومياه الشرب وانقطاعات في الكهرباء والاتصالات.

كما تشهد البلاد ارتفاع في أسعار السلع الأساسية. بما في ذلك زجاجات المياه بنسبة تتراوح بين 40 و 60 في المئة خصوصا في المناطق المتضررة من النزاع.

وفي شرق دارفور، أكدت منظمة الصحة العالمية أنه منذ بدء القتال “مات حوالي 30 مولودا في مستشفى بمدينة الضعين، بينهم ستة خلال أسبوع واحد بسبب نقص الأكسجين أثناء انقطاع الكهرباء”.

ويطالب الوسطاء من الولايات المتحدة والسعودية طرفي النزاع في السودان بـ”تمديد وقف إطلاق النار الحالي ليمنح ممثلو العمل الإنساني مزيدا من الوقت للقيام بعملهم الحيوي”، بحسب بيان مشترك للرياض وواشنطن الأحد.

وأتت الدعوات إلى التمديد وسط تحذيرات من الأمم المتحدة بانضمام بعض المدنيين والمسلحين القبليين والمتمردين إلى النزاع الحالي.

وحذّر حزب الأمة القومي أحد الأحزاب المدنية الرئيسية في السودان في بيان الأحد من “الدعوات الداعية لتسليح المواطنين بحجة حماية أنفسهم” باعتبارها “محاولات لجر البلاد للحرب الأهلية”.

وحسب بيانات مشروع مسح الأسلحة الصغيرة توجد أسلحة لدى 6.6 بالمئة من سكان السودان البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة.

كما أفادت الأمم المتحدة بورود تقارير متزايدة عن ذخائر وقذائف غير منفجرة تتناثر على أسطح البنايات وعلى جوانب الطرق في الخرطوم والعديد من المناطق السكنية الأخرى في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى