أحداث

السودانيون في مواجهة الإرهاب: الإخوان يهددون بتصفية المدنيين


شهدت منصات التواصل الاجتماعي في السودان حراكاً قوياً. شارك فيه الآلاف من النشطاء، على خلفية نشر مقطع فيديو يظهر فيه أحد عناصر تنظيم الإخوان يهدد السودانيين الذين يطالبون بالحكم المدني.

وقد عبّر الآلاف من النشطاء عن استنكارهم لمقطع فيديو يظهر فيه أحد عناصر تنظيم الإخوان موجهاً تهديدات واضحة بقتل أيّ سوداني يطالب بالحكم المدني.

وتزامن نشر المقطع مع تقارير تتحدث عن تصفيات في منطقة الخرطوم بحري خلال الأيام الماضية. وحملات اعتقال تنفذها ميليشيات تابعة للإخوان المسلمين الموالية. للجيش (البراء من مالك) تطال عدداً من الناشطين والرافضين للحرب.

ووسط جدل كبير حول أسباب الحرب المستمرة في السودان منذ نحو (18) شهراً. واتهامات متزايدة لتنظيم الإخوان بإشعالها انتقاماً من القوى المدنية التي قادت الثورة. خرج أحد العناصر الإخوانية أول من أمس متوعداً السودانيين بالموت، ومرسلاً تهديدات خطيرة. لكنّه اضطر تحت ضغط التغريدات الناقدة لنشر مقطع ثانٍ ينكر فيه تلك التهديدات.

وناقض العنصر الإخواني نفسه في التسجيل الجديد مدّعياً أنّ كلامه في التسجيل الأول تعرّض للتحريف، في حين أنّ العبارات فيه كانت واضحة بشكل جلي وتضمنت تهديدات صريحة.

هذا، وأصدرت مجموعات حقوقية وشعبية بيانات منددة. معتبرة أنّ تلك التهديدات تأتي في إطار حملة منظمة لتصفية الرافضين للحرب والداعمين للتحول المدني.

وقال (تجمّع الثوار المقاومين) في بيان: “شاهدنا وسمعنا في وسائل التواصل الاجتماعي تهديدات أطلقتها مجموعة من الإخوان الإرهابيين يبشرون بانتهاء ثورة كانون الأول (ديسمبر). ظناً منهم أنّ هذه الحرب العبثية هي نهاية الثورة، سنظل مقاومون إلى الأبد. وسوف نكون خنجراً مسموماً في أعين الجماعات الإرهابية، ومتى ما توقفت الحرب العبثية سيشهر ملايين السودانيين هتافهم في الشوارع”.

وقد حدد مراقبون (3) أسباب رئيسية تدفع قيادات تنظيم الإخوان لمعارضة الجهود الدولية لوقف الحرب. ويشير هؤلاء إلى أنّ محاولات عرقلة تلك الجهود تجد صدى لدى بعض القيادات العسكرية. ممّا يعكس وجود قواسم مشتركة تحركها حاجة التنظيم للعودة إلى السلطة تحت الحماية العسكرية. بالإضافة إلى التخلص من الأعباء والملاحقات القانونية المتعلقة بجرائم خطيرة. ومنها فض اعتصام الثوار في حزيران (يونيو) 2019، كما تسعى هذه العناصر لوقف عمليات تفكيك تمكين وفساد النظام السابق، ووأد قضية انقلاب 1989.

وفقاً لمراقبين نقلت عنهم مواقع سودانية، فإنّ تماسك تنظيم الإخوان وعودته إلى السلطة مرهونان بقطع الطريق أمام المفاوضات التي قد تستبعدهم من أيّ عملية سياسية مستقبلية. وتعبّر القوى المدنية الرافضة للحرب عن رغبتها في استبعاد الجناح السياسي للتنظيم من العملية السياسية، وهو ما يتوافق مع رؤية الوسطاء الدوليين.

وقد حذّر المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيريللو قبل أيام من سعي الحركة الإسلامية للعودة إلى الواجهة من خلال الحرب. مشيراً إلى أنّ “جنرالات الحرب” وداعميهم من الإسلاميين المتشددين يقودون البلاد إلى مصير “مروع”. مؤكداً أنّ الفصائل الإسلامية المتشددة تسعى لاستعادة نوع من الديمقراطية لم يكن المواطنون قد أرادوها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى