أحداث

تصعيد البرهان يدفع للتكهن بتدخل قوات أجنبية لحماية المدنيين في السودان


رجح محللون إدخال قوات عسكرية أجنبية إلى السودان، لأجل حماية المدنيين العالقين وسط القتال، بعد تصعيد قوات البرهان في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، أعلن يوم الأربعاء عن الترتيب لإدخال قوات عسكرية أفريقية إلى السودان بهدف حماية المدنيين، وذلك بعد تعثر محادثات جنيف بسبب رفض الجيش السوداني المشاركة فيها.

وأضاف أن هناك “إجماعًا كبيرًا من دول العالم، برز خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة، على وقف الحرب في السودان، والعودة إلى مسار الحكم المدني الديمقراطي، وأن الضغط على الطرفين المتحاربين في الوقت الراهن يعد غير كافٍ لتحقيق ذلك”.

وبيّن أن الجيش السوداني أصبح أكثر عدائية وتطرفاً تجاه العودة إلى نظام ديمقراطي مدني، وبدا واضحاً أنه يعمل على العودة بالبلاد إلى فترة أخرى من الحكم الديكتاتوري.

وأشار إلى أن “الجيش يسعى عبر الدعم الذي يحصل عليه من الجماعات الإسلامية، التي تقاتل إلى جانبه، إلى إنهاء الحرب بتحقيق النصر كاملاً، وهذا ليس ممكناً”.

تفاهم دولي

ورأى المحلل السياسي، علي الدالي، أن دخول القوات العسكرية الأجنبية أصبح واردًا جدًا، وذلك بعد التفاهم الدولي حول المقترح.

وبيّن أن “التصعيد العسكري الحالي في دارفور والخرطوم، سيجعل المجتمع الدولي يتجه بقوة إلى إرسال قوات عسكرية أفريقية لحماية المدنيين بالسودان، وهو أمر متوقع أن يجد رفضًا شديدًا من الجيش ما يجعله في مواجهة مع المجتمع الدولي”.

 وأوضح المحلل الدالي، أن المقترح الأمريكي بنى حيثياته على الزخم، الذي وجده ملف السودان في المحافل الدولية خصوصًا أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الأيام الماضية.

وأضاف أنه “يبدو أن هناك تفاهمات بين الدول الكبرى خصوصًا صاحبة الفيتو في مجلس الأمن الدولي، ترتب عليها التوافق على إرسال قوات عسكرية أجنبية للسودان”.

ولفت المحلل الدالي إلى أن المقترح الأمريكي لا يخرج من إطار زيارة وفد مجلس الأمن والسلم الأفريقي التي بدأها اليوم إلى مدينة بورتسودان، متوقعًا أن يكون مقترح إدخال قوات عسكرية واحدًا من أجندة زيارة الوفد الزائر المتوقع مناقشته مع السلطات السودانية.

وكان وفد رفيع المستوى من مجلس السلم والأمن الأفريقي، وصل اليوم الخميس، إلى مدينة بورتسودان، في أول زيارة للسودان منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام ونصف.

وذكر المحلل الدالي أن “هناك نقطة مهمة أثارها المبعوث الأمريكي وهي أن الانتخابات الأمريكية لن تشغل بلاده عن الأزمة السودانية”، مبينًا أن “الحزبين في أمريكا متفقان على خريطة الطريق التي وضعتها واشنطن لحل الأزمة السودانية”.

وأكد أن نبرة المبعوث الأمريكي تجاه الجيش السوداني كانت قوية، حيث اتهم الجيش صراحة بأنه يسعى لفرض دكتاتورية عسكرية قادمة وأنه يسعى للحسم عبر البندقية ولا يعير دعوات التفاوض اهتماما.

كما أشار المحلل الدالي إلى أن هناك إحساسا كان سائدًا بتقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية مع الجيش السوداني أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن المتوقع أنه بعد هذا المقترح ستتدهور العلاقة بينهما وقد تصل إلى مرحلة المواجهة.

تأخر كثيرًا

من جهته رأى المحلل السياسي، صلاح حسن جمعة، أن المقترح الأمريكي بإرسال قوات عسكرية إلى السودان، تأخر كثيرًا حيث إنه من المتوقع أن يكبح جماح أطراف الصراع في تذكية نيران الحرب.

 

 وقال إن المقترح حال تنفيذه على أرض الواقع من الممكن أن يساهم إلى حد كبير في تقليل الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون.

وأضاف جمعة أن “نشر قوات عسكرية أجنبية في السودان من شأنه أن يجبر الطرفين على وقف إطلاق النار بطريقة غير مباشرة، ويفتح الباب أمام الحلول السياسية للأزمة السودانية، وستظل الأطراف المتحاربة متوقفة في نطاق سيطرتها تحت رقابة القوات الأجنبية”.

وأشار إلى تحديات قد تواجه مقترح إدخال قوات عسكرية أجنبية، من بينها توسع رقعة الحرب الجغرافية في مساحات شاسعة في السودان، الأمر الذي يتطلب قوات كبيرة وبإمكانيات عالية حتى تستطيع تغطية جميع مناطق الصراع في البلاد.

ويشهد السودان تصعيدًا عسكريًا من قبل الجيش السوداني، الذي بدأه في الخرطوم على نحو مفاجئ قبل أن ينقل التصعيد إلى دارفور، بإرسال قوات من الحركات المسلحة المتحالفة معه إلى الإقليم الواقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، عدا مدينة الفاشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى