أحداث

هل تفشل جهود السلام في السودان؟ البرهان تحت تأثير ضغوط الإخوان


دفع تجدد المعارك العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، بأكثر من موقع، محللون إلى التحذير من أن تقطع هذه المعارك الطريق أمام جهود الوساطة الإقليمية والدولية لاستئناف التفاوض بين طرفي النزاع لوقف الحرب وتحقيق السلام.

ونقل عن شهود عيان أن المعارك احتدمت في منطقة المقرن بالخرطوم، بعدما تقدم الجيش من جهة أمدرمان في محاولة منه لليوم الثالث على التوالي للتوغل نحو مواقع سيطرة قوات الدعم السريع في منطقة السوق العربي.

وتأتي هذه المواجهات في الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتطلع إلى عودة الأطراف المتحاربة إلى طاولة التفاوض لوقف الحرب في السودان.

وقد اعتبر المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن المعارك التي احتدمت بشكل مفاجئ في العاصمة الخرطوم، بمثابة مسمار في نعش الجهود الدولية والإقليمية الرامية لاستئناف التفاوض بشأن وقف الحرب بالسودان.

ورجح جمعة أنه أعدّ لهذه العملية منذ وقت مبكر بعد أن حصل على السلاح الذي ساعده على الاستمرار في المعارك لليوم الثالث على التوالي، وهو ما يجعله يتمسك أكثر برفض التفاوض مع قوات الدعم السريع.

وأوضح المحلل السياسي أن المعارك التي تزامنت مع الجهود الدولية الأخيرة لدفع طرفي الحرب إلى التفاوض تشير إلى أنها خطة التيار الرافض للسلام لقطع الطريق أمام أي محاولات قد تدفع الجيش للذهاب إلى المفاوضات.

وأضاف جمعة أن “دعاة الحرب من الإسلاميين المتغلغلين داخل الجيش هم من قادوا هذا الهجوم ليقولوا إنهم موجودون على الأرض وأنهم قادرون على حسم المعركة عسكريًا”.

وأشار المحلل السياسي إلى أن هذا الموقف الرافض للسلام والمتمسك باستمرار المعارك العسكرية، ظهر في خطاب قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل يومين، حيث أكد فيه بوضوح أنه مستمر في القتال، إضافة إلى مطالبته بخروج قوات الدعم السريع من المدن وتسليم أسلحتها.

وشهدت الأيام الماضية تحركات مكثفة من الولايات المتحدة الأمريكية مع الوسطاء وأطراف الصراع العسكري في السودان، بهدف محاصرة تمدد الحرب، والعمل على وقفها من خلال العودة إلى طاولة التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وبحسب مراقبين، يبدو أن البرهان يواجه تحديات وضغوطًا داخلية من الإخوان المسلمين، الذين يحرصون على استمرار الحرب لتحقيق مكاسب سياسية، مما يجعله مضطرًا للعب على الحبال بين قبول الضغوط الأمريكية وبين إرضاء القوى المتشددة التي تحيط به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى