السودان على حافة الانقسام: استمرار المعارك يهدد بتقسيم البلاد
إلى جانب الدمار والقتلى والجرحى الذين خلفتهم الحرب في السودان، فإن أخطر ما يخشاه الجميع هو تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ متعددة.
ويمضي الصراع المستمر منذ أبريل/نيسان 2023 بدون توقف بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي“، دون أي أفق قريب للحل.
-
اتهامات متبادلة بين الجيش السوداني والدعم السريع بشأن عشرات القتلى المدنيين
-
“الدعم السريع” تعلن انضمام 542 عسكريًا من الجيش السوداني لصفوفها
وقالت مصادر عسكرية، اليوم الأربعاء، إن مدن الضعين، وشندي، وسنار شهدت قصفا جويا بالبراميل المتفجرة والمسيرات والمدافع الثقيلة ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الأمنية والإنسانية.
ووفق المصادر العسكرية، فإن الطيران التابع للجيش السوداني، قصف مدينة “الضعين”، عاصمة ولاية شمال دارفور، ما إلى سقوط قتلى وجرحى.
كما أفادت مصادر طبية بأن القصف الجوي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش السوداني، بشأن تلك الاتهامات.
-
قوات الدعم السريع ترفض التنازل لدمجه في الجيش السوداني
-
السودان على حافة الانقسام: استمرار المعارك يهدد بتقسيم البلاد
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، أحكمت قوات “الدعم السريع” سيطرتها على ولاية شرق دارفور، بعد معارك طاحنة مع عناصر الجيش السوداني في المنطقة.
وخلال الأشهر الماضية سيطرت قوات “الدعم السريع” بشكل كامل على مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دافور، ومدينة زالنجي، حاضرة ولاية وسط دارفور، ومدينة الجنينة، حاضرة ولاية غرب دافور، ومدينة الضعين، حاضرة ولاية شرق دارفور، وتبقى لها فقط مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، لتحكم سيطرتها بشكل كلي على كامل إقليم دارفور الذي يساوي مساحة دولة فرنسا.
-
صراع السلطة بين البرهان وحميدتي: هل يتكرر السيناريو الليبي في السودان؟
-
مطالبات متزايدة: هل يفرض مجلس الأمن حظرًا شاملاً للأسلحة في السودان؟
مسيرة انتحارية
ومع تصاعد وتيرة القتال، قالت مصادر عسكرية إن قوات “الدعم السريع” استهدفت، مدينة شندي بولاية نهر النيل شمالي السودان، بطائرة مسيرة دون وقوع خسائر في الأرواح.
وطبقا للمصادر العسكرية، فإن المضادات الأرضية التابعة للجيش أسقطت المسيرة، قبل إصابة أهدافها.
وذكر إعلام الفرقة الثالثة مشاة بمدينة شندي في بيان أن قوات الدعم السريع أرسلت طائرة مسيرة انتحارية تجاه قيادة الفرقة الثالثة مشاة.
وأضاف، “تمكنت الدفاعات الأرضية من إسقاطها والسيطرة عليها بكامل تسليحها وهي في حالة جيدة.”
-
“الدعم السريع” تتهم الجيش السوداني باستخدام “سلاح التجويع”
-
اشتباكات عنيفة تندلع بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في الخرطوم وأم درمان
ولم يصدر تعليق فوري من قوات “الدعم السريع“، حول تلك الاتهامات.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، أرسلت “الدعم السريع“، 4 طائرات مسيرة، استهدفت الفرقة الثالثة مشاة والمهبط الجوي الملحق بالمنطقة العسكرية، بمدينة شندي، بالتزامن مع زيارة نفذها قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان إلى المدينة، لتفقد أحوالها الأمنية.
لكن المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني، أسقطت 3 مسيرات دون وقوع خسائر في المنشآت والأرواح، بينما غيرت المسيرة الرابعة مسارها وابتعدت عن المنطقة.
وتقع مدينة شندي في ولاية نهر النيل بالسودان على ارتفاع 360 مترا فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم بحوالي 150 كيلومترا في اتجاه الشمال الشرقي، و45 كيلومترا من موقع آثار مروي القديمة.
وتعتبر شندي واحدة من أهم المدن الواقعة في شمال السودان من حيث موقعها الرابط بين شمال وشمال شرق السودان بالعاصمة في وسط السودان، وقربها من التجمعات الحضرية في شمال وشمال شرق السودان، ومن حيث تاريخها التجاري والسياسي القديم والمعاصر.
-
حميدتي يرد على مزاعم البرهان في المنتدى الصيني الأفريقي: حقائق واتهامات متبادلة
-
محلل سوداني: الوضع الإنساني بلغ مرحلة كارثية لا يمكن وصفها
محور مدينة سنار
ومع توسع دائرة الاشتباكات، شهدت مدينة سنار جنوب شرقي السودان، مواجهات جديدة بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع“، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المدينة.
وأفادت مصادر عسكرية أن قوات “الدعم السريع“، ما زالت تقصف مدينة سنار بالمدفعية الثقيلة.
واستهدفت قوات “الدعم السريع“، الأحد الماضي، مدينة سنار، وسقطت حوالي 6 قذائف في سوقي الأسماك والخضراوات، بالإضافة محطة النقل العام وعدد من الأحياء السكنة، ما أدى إلى سقوط 50 قتيلا، و150 جريحا.
-
بعد دعوة لنشر قوات أممية: أكثر مناطق السودان حاجة إلى الحماية
-
عناصر الجيش الإثيوبي يفرون إلى السودان هربًا من ميليشيات فانو
وجاءت عملية القصف بعد وقت قصير من هجمات نفذها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني على مواقع قوات “الدعم السريع“، في الأجزاء الجنوبية والغربية من مدينتي سنار والسوكي.
جدير بالذكر أن قوات “الدعم السريع“، سيطرة على مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، في أواخر يونيو/حزيران الماضي، قبل أن تتوسع في أجزاء عديدة من الولاية، لتندلع بين الحين والآخر معارك تهدف إلى السيطرة على مدينة سنار.
وتقع مدينة سنار في وسط السودان على الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق على ارتفاع 427 متراً فوق سطح البحر وتبعد عن العاصمة الخرطوم مسافة 280 كيلومترا جنوبا.
-
هل يجر الجيش السوداني الحركات المحايدة إلى دائرة الصراع؟
-
حميدتي ينتقد زيارة قائد الجيش السوداني إلى الصين
وكانت سنار لقرون عديدة عاصمة للسلطنة الزرقاء التي حكمت السودان في القرن السابع عشر وحتى عام 1821، وهي اليوم واحدة من أكبر المراكز التجارية وأبرز نقطة تقاطع خطوط السكك الحديدية في السودان.
تصاعد النزوح
ومع استمرار القتال في مدن السودان، تصاعدت موجة النزوح، إذ قالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، إن 90% من إجمالي الأسر النازحة في السودان، والبالغ عددها 2.1 مليون أسرة، لا تستطيع تحمل تكاليف الغذاء.
-
الأمم المتحدة تدعو إلى تسريع نشر قوة حفظ السلام في السودان
-
مجزرة في دارفور: مقتل 13 مدنيًا في قصف جوي للجيش السوداني
ويعاني 25.6 مليون سوداني من الجوع الشديد، بعد أن دمر النزاع القائم الأنشطة الاقتصادية والزراعية والبنية التحتية، وفقد معظم السكان وظائفهم ومصادر دخلهم وممتلكاتهم.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير حول التنقل صدر أمس الثلاثاء، أن “التقديرات تشير إلى أن 90% من الأسر النازحة داخليًا لا تستطيع تحمل تكاليف الغذاء.”
وأشارت المنظمة إلى ارتفاع عدد النازحين إلى 10.8 مليون شخص، موزعين على 2.1 مليون أسرة، منهم ما يزيد على 8 ملايين نازح فروا من منازلهم بعد اندلاع النزاع.
-
لماذا يصر الإسلاميون على استمرار الحرب؟
-
قوات البرهان تغلق معبرًا مع إثيوبيا: خلفيات وأسباب التوترات الأمنية
وتعتمد المنظمة الدولية للهجرة في تتبع النزوح على شبكة تتكون من 492 عدادًا و7217 مخبرًا رئيسيًا لجمع البيانات من 8898 موقعًا في جميع ولايات السودان.
وأشارت المنظمة إلى أن 52% من النازحين هم أطفال دون سن 18 عاما، موضحة أن 97% من النازحين داخليا يعيشون في مناطق تعاني من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.