محلل سوداني: الوضع الإنساني بلغ مرحلة كارثية لا يمكن وصفها
تستمر الحرب في السودان لعامها الثاني على التوالي، منذ منتصف أبريل 2023 الماضي، بين الجيش السوداني و الدعم السريع، وتساءلت صحيفة التايمز البريطانية لماذا يتجاهل العالم الحرب السودانية التي وصفتها بـ”الشرسة”؟، حيث تسببت في خسائر بشرية جمة مع إحراق المدن ونزوح الملايين وعرضت البلاد إلى أسوأ مجاعة لها منذ 40 عامًا.
-
اتهامات متبادلة بين الجيش السوداني والدعم السريع بشأن عشرات القتلى المدنيين
-
عناصر الجيش الإثيوبي يفرون إلى السودان هربًا من ميليشيات فانو
مخاطر عديدة
وأضافت: “لقد أحرقت مئات المدن والقرى في خضم حرب أهلية شرسة. وتتعرض النساء والفتيات للاغتصاب، ويطلق الرصاص على الشباب بمجرد رؤيتهم أو يضربون حتى الموت لمجرد الاشتباه في انتمائهم إلى جماعة خاطئة حتى في العاصمة الخرطوم”.
أوضاع صعبة
فيما تحدث المحلل السياسي السوداني محمد إلياس، بشأن المجازر والنزوح السودان، موضحًا أن الوضع الإنساني الآن تفاقم لدرجة لا يمكن وصفها، وهناك مناطق أصبحت شبه معزولة بسبب الحصار المفروض عليها من كلا الطرفين المتصارعين في السودان، أي منطقة الآن تحت نفوذ الطرف الآخر لا يسمح بدخول المساعدات الإنسانية.
-
قيادي في ‘تقدم’: البرهان وحلفاؤه يستثمرون معاناة السودانيين ويتكسبون من الحرب
-
الجيش السوداني يفاقم معاناة المدنيين بعرقلة المفاوضات وتعطيل وصول المساعدات
وأضاف إلياس أن المناطق التي تحت سيطرة الدعم السريع والمواطنون يجارون من الشكوى بسبب غلاء وارتفاع الأسعار، لأن مناطق الإنتاج أصبحت معزولة عن الأسواق وعن الولايات التي بها حركة تجارية بالسودان.
وأوضح، أن اللافت للنظر أن الأوضاع الحالية، حركة التجارة وحركة الزراعة وحركة الرعي، أصبحت محدودة ومحصورة، لأن الاعتداءات من كلا الطرفين على المواطنين كبيرة، وهناك شكوك حول أي من الأشخاص الموجود في مناطق نفوذ الطرف الآخر، كما أن المواصلات أصبحت شبه معدومة في مناطق سيطرة الدعم السريع، لأن الدعم السريع لديه سياسة استراتيجية تحت الأرض من عدم السماح بحركة المواصلات وعدم السماح بدخول الآليات الكبيرة على حركة البيع والشراء في العديد من المناطق.
وأشار إلى آخر المستجدات الآن في السودان، هي أن الحرب الآن مستمرة، وبصورة أسرع ومختلفة، كما أن الخرطوم شهدت اليوم معارك مختلفة من الجيش السوداني والدعم السريع في دارفور في الفاشر، وأن المعارك ما زالت مستمرة بين الجيش والدعم السريع، حيث لا يمكن القول إن هناك بعد اتفاق سلام.