أحداث

زيارة البرهان إلى الصين: كيف يسعى الجيش للاستفادة من التعاون مع التنين الصيني


بدا أن الصين عازمة على الانخراط في الملفات الملتهبة في المنطقة لتكريس نهاية «الأحادية القطبية».

وبعد نجاح الصين في الوساطة بين السعودية وإيران، وطرقها ملف المصالحة الفلسطينية باستضافة لقاء بين حركتي فتح وحماس، في يوليو/تموز الماضي، ها هي تستقبل رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد الجيش، عبدالفتاح البرهان.

ويطرق البرهان أبواب التنين الصيني، على وقع اتساع رقعة المواجهات بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، وفي ظل تعثر سلسلة جولات من المفاوضات في الوصول إلى حل لوقف الحرب التي اندلعت في منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي.

ووصل البرهان إلى الصين، أمس، للمشاركة في قمة منتدى التعاون الصيني – الأفريقي 2024، لكنه سيعقد أيضا لقاء ثنائيا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم الجمعة المقبل.

وقال حسين عوض علي، وزير الخارجية السوداني المكلف، في تصريح لـ«وكالة السودان للأنباء» إن زيارة البرهان «تمثل فرصة لبحث قضايا السودان مع القيادة الصينية والتركيز على تفعيل دور الصين في مرحلة ما بعد الحرب خاصة».

وأوضح أن أجندة مباحثات الرئيسين «تشمل كافة أوجه العلاقات السودانية الصينية، خاصة دعم الصين لما دمرته وخربته الحرب في السودان، على ضوء الصداقة السودانية الصينية وفي إطار المصالح المشتركة بين الدولتين».

زيارة وتوقيت

الزيارة وإن كانت مجدولة مسبقا، إلا أنها بنظر مديرة تحرير جريدة «الأهرام» المصرية والخبيرة في الشأن الأفريقي، أسماء الحسيني، تكتسب “أهمية استثنائية” في ظل التطورات الحالية.

وقالت الحسيني إن الزيارة تأتي «في ظل ضغوط أمريكية وغربية على الجيش السوداني»، بعد مفاوضات جنيف، فضلا عن الوضع الميداني الصعب في محاور القتال بالسودان.

ووفق الباحثة المصرية فإن «الجيش وفريق البرهان يحاولان تصوير الزيارة على أنها انتصار وتسويقها، وأنها اعتراف من قوة كبرى بمجلس السيادة وسلطته، ما يرفع من معنويات مقاتلي الجيش».

ورفض الجيش السوداني المشاركة في محادثات دعت إليها الولايات المتحدة في جنيف في 14 أغسطس/آب الماضي.

كما أُلغي اجتماع لاحق كان مقررا بين الحكومة السودانية ومسؤولين أمريكيين في القاهرة، وتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب في إلغاء هذا الاجتماع.

هل ستدخل الصين على خط الوساطة؟

لم تستبعد الحسيني طرح مبادرة وساطة صينية لوقف الحرب في السودان، بقولها: “بكين الآن تحول بوصلتها في أفريقيا من لعب دور اقتصادي وضخ استثمارات في الدول الأفريقية والعربية، إلى الانخراط في أدوار سياسية والوساطة في الملفات الملتهبة في المنطقة، مثل ما حدث مع السعودية وإيران وأيضا بين حركتي فتح وحماس”.

وربما تسعى الصين -بحسب الحسيني- “لممارسة الدور ذاته في السودان”، موضحة أن الوضع شديد التعقيد والتأزم في السودان، وإذا لم تتضافر الجهود الدولية والإقليمية سيكون الأمر صعبا للغاية.

وأشارت الخبيرة في الشأن الأفريقي إلى تضرر الصين بشكل خاص من الحرب في السودان، كونها تملك استثمارات ضخمة في قطاعات الطاقة والتعدين في هذا البلد الأفريقي.

وأشارت إلى أن “الصين سعت عبر ثلاثة عقود إلى إيجاد موطئ قدم في السودان للانطلاق منه إلى شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، ومن ثم فإن الحرب تعطل تلك المصالح».

ورأت أسماء الحسيني أن «مجلس السيادة في ظل الضغوط الأمريكية والأوروبية بعد جنيف، يسعى إلى إيجاد حلفاء آخرين له سواء الصين أو روسيا وحتى إيران، من أجل ضمان تحالفات مناوئة تدعمه في مواجهة الضغوط الأمريكية».

وهنا نوهت إلى “وجود تحسبٍ من اتخاذ مجلس الأمن قرارا بفرض حظر تسليح طرفي الحرب في السودان، وحظر للطيران في أجوائه، ومن ثم يسعى الجيش لضمان الفيتو الصيني أو الروسي ضد مثل هذه القرارات، كون الدعم السريع لا يملك سلاحا للطيران».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى