أحداث

سودانيون يروون عن تفاصيل الكارثة على شفا المجاعة


كارثة إنسانية مكتملة بالسودان دافعها الوحيد هو الحرب، وضعت الآلاف على أتون المجاعة في ظل نقص الغذاء الحاد والمتصاعد.

ونرصد المعاناة الإنسانية التي يعيشها السكان في ولايات جنوب كردفان/ جبال النوبة، ودارفور، والخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وهم محاصرون بسبب الحرب.

ويقول المواطن السوداني عبد الرحمن عبد الله، “يتناول السكان هنا أوراق الأشجار في ولاية جنوب كردفان/ جبال النوبة، بسبب الحصار المفروض على المنطقة بسبب الحرب.”

وأوضح عبد الله أن أوراق الأشجار أصبحت وجبة رئيسية لكل السكان في المنطقة بعد انقطاع الغذاء.

وأشار إلى أن “السكان يعانون الحرمان من جميع مقومات الحياة نظرا لتوقف تدفق الإمدادات الغذائية والدوائية إلى المنطقة وارتفاع أسعارها”.

من جهته، قال المتحدث باسم التنسيقية العامة للنازحين واللاجئين، آدم رجال، إن دارفور تعاني المجاعة في ظل شح الغذاء ونقص الأدوية.

وأضاف رجال “التقينا مؤخرا نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للسودان ودارفور، طوبي هارورد، وكان اللقاء مثمرا وتمكن النازحون من إيصال رسائلهم المتعلقة بالوضع الإنساني المتردي.”

ودمرت الحرب سبل عيش ملايين السودانيين، بمن في ذلك العاملون في قطاع الزراعة والرعي التي يعمل فيها 80% من القوى العاملة في البلاد، نتيجة لتوسع نطاقها مصحوبا بالهجمات العشوائية على المدنيين.

وفاقمت الحرب من حدة الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، خاصة في مخيمات النازحين، إثر تسبب الاشتباكات الناجمة عنها في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى الإقليم.

وبصفة عامة، خلفت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 أكبر أزمة إنسانية على المستوى الدولي، إذ اضطر الناس إلى تناول أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار في دارفور، لعدم توفر الغذاء في مخيمات النزوح البالغة عددها 51 في ولايات دارفور الخمس.

نقص الغذاء وارتفاع الأسعار

ومع تصاعد وتيرة الحرب، وإغلاق الطرق، اشتكى سكان ولايات الخرطوم والجزيرة (وسط) والنيل الأبيض (جنوب) وبعض الولايات الأخرى، من نقص حاد في الغذاء وارتفاع أسعار جميع السلع الاستهلاكية.

وقال المواطن السوداني محمد عمر، من مدينة ربك عاصمة ولاية النيل الأبيض، “منذ إغلاق الطريق القومي، الذي يربط بين مدن (ربك – كوستي سنار)، توقفت حركة الشاحنات التي تجلب الغذاء من ميناء بورتسودان”.

وأضاف عمر أن “السلع الغذائية ارتفعت أسعارها بصورة كبيرة، وأن بعض السلع نفدت من الأسواق”.

بينما قال المواطن السوداني عمر الطريفي، من ولاية الجزيرة، إن استمرار الحرب وإغلاق الطرق، “ضاعف المعاناة الإنسانية، مع الشح الحاد في المواد الغذائية”.

وأوضح الطريفي أن ولاية الجزيرة تعاني انقطاعا كاملا للغذاء والدواء، والمنطقة على حافة المجاعة.”

وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، أحد أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.

ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء.

وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا، في أزمات يشعر العاملون في المجال الإغاثي بالعجز حيالها بسبب رفض منحهم تأشيرات دخول وفرض رسوم جمركية باهظة على المواد الغذائية، إضافة إلى نهب المخازن وصعوبة الوصول إلى العالقين قرب جبهات القتال.

توقف المطابخ الخيرية

ومع تصاعد الكارثة الإنسانية، أعلن نشطاء في لجان مقاومة جنوب الخرطوم، توقف جميع المطابخ المشتركة في جميع أنحاء المنطقة بسبب عدم توفر الموارد المالية ونفاد مخزون المواد الغذائية.

وقال المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الخرطوم، محمد عبد الله محمد إدريس إن “المطبخ سيقدم وجباته الأخيرة بسبب نفاد المواد الغذائية وانقطاع الدعم المادي الخيري”.

ودعا عبد الله جميع المنظمات الإنسانية والإغاثية الإقليمية والدولية بتقديم الدعم لآلاف الجوعى في العاصمة الخرطوم.

موت الأطفال جوعا

ومع استمرار الكارثة قال المجلس النرويجي للاجئين، إن الأطفال في دارفور يموتون يوميا بسبب الجوع، فيما يكافح السودانيون في بعض المناطق لتناول وجبة واحدة في اليوم.

ويعاني 25.6 مليون سوداني من الجوع الشديد، منهم 755 ألف فرد في مرحلة المجاعة، ويقترب نحو 8.5 مليون شخص آخر من هذه المرحلة، وذلك وفقًا لأحدث تقرير عن الأمن الغذائي صدر في 27 يونيو/حزيران الماضي.

وقالت مديرة المناصرة في المجلس النرويجي للاجئين في السودان، ماتيلد فو، في بيان : “زملاؤنا على الأرض في دارفور يشيرون إلى أن النساء الحوامل يفقدن أطفالهن بسبب سوء التغذية، وأن الأطفال يموتون من الجوع يوميا.”

وأضافت: “لا مفر من المعاناة. فقد مر 15 شهرًا من العنف المتواصل والأزمة الإنسانية المتصاعدة.. عندما لا يكون الرصاص هو القاتل، فإن الجوع سيقضي عليهم.”

وأشارت إلى أن السودانيين في بعض المناطق يكافحون لتناول وجبة واحدة في اليوم، حيث يعتمد أغلبهم على التسول والصدقات ومواد الإغاثة حيثما تتوفر.

وتسبب النزاع القائم في نزوح 7.3 مليون شخص داخل السودان، فيما عبر مليونا شخص الحدود إلى دول تشاد وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى ومصر وأوغندا وإثيوبيا.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش وقوات “الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى