“تقدم” تلبي لدعوة مصرية للمشاركة في مؤتمر للقوى السياسية السودانية بالقاهرة
قررت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” تلبية دعوة مصرية للمشاركة في مؤتمر للقوى السياسية السودانية بالقاهرة لبحث وقف الحرب ومعالجة القضايا الإنسانية.
وتعتزم مصر تنظيم مؤتمر للقوى السياسية والمدنية السودانية يومي السبت والأحد المقبلين، وهي الخطوة الثانية من نوعها خلال أقل من شهرين في سياق مساعي القاهرة للإسهام في إنهاء الأزمة السودانية، ويُتوقع أن يشهد مشاركة واسعة من القوى السياسية السودانية.
وقالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية التي يرأسها رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك في بيان إنها “ترحب بالدعوة المصرية لعقد مؤتمر للقوى السياسية والمدنية السودانية يومي 6 و7 يوليو بالقاهرة، لمناقشة موضوعات وقف الحرب ومعالجة الأزمة الانسانية وسبل التهيئة للمسار السلمي لحل الأزمة”.
وأعربت “تقدم” عن شكرها وتقديرها لجمهورية مصر العربية على هذا المجهود من أجل دفع خطوات إنهاء الحرب في السودان، مشيرة إلى سعيها الدؤوب للمساهمة في تعزيز مجهودات إحلال السلام في السودان”.
وأضافت “من هذا المنطلق سوف تلبي مكونات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) دعوة المشاركة في المؤتمر للمساهمة الجادة في بحث سبل انهاء الصراع المسلح وإحلال السلام المستدام في بلادنا”.
وأكدت أنها ستعمل على الدفع بأولوية معالجة الكارثة الانسانية الماحقة التي يعاني منها الشعب في داخل البلاد وفي مناطق النزوح واللجوء، مشيرة إلى أنها ستطرح رؤاها حول كيفية تسريع جهود الحل السلمي للنزاع في السودان.
وتنادي تنسيقية “تقدم” بإيقاف الحرب بالطرق السلمية، وتقول إنها “تقف على الحياد، وفي مسافة متساوية من طرفي النزاع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع“، بينما يتهمها قادة نظام البشير وبعض قادة الجيش بأنها “تساند قوات الدعم السريع“.
وخلال عام ونصف من الحرب السودانية، استضافت القاهرة عددا من الاجتماعات التي ناقشت تطورات الأوضاع في السودان، في إطار الجهود المصرية الساعية إلى وقف الاشتباكات التي تشهدها البلاد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أدت إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين داخلياً والى دول الجوار، في وقت بدأ يتسلل فيه مخاوف لدى كثيرون من تقسيم البلاد وتفتيتها.
ففي الأسبوع الأول من مايو الماضي، استضافت مصر مؤتمرا شاركت فيه 8 كتل سياسية سودانية كبرى، تضم تحت لافتتها أكثر من 50 تنظيما سياسيا وحركات مسلحة وتجمعات مهنية ودينية، توج بالتوقيع على ما أطلق عليه “الميثاق الوطني”، تضمن رؤية تأطيرية لشكل الحكم، ونادى بتوحيد القوى السياسية في كيان واحد، يقدم بدوره خارطة طريق لحل شامل.
وبرزت القاهرة بشكل لافت في الأزمة السودانية مؤخرا، ومالت باتجاه إجراء ترتيبات لمعالجة الأزمة السياسية، بينما كانت جدة تستضيف مفاوضات لوقف إطلاق النار بين طرفي النزاع، الجيش والدعم السريع.
وحاولت الحكومة المصرية تجميع خيوط السياسة باستضافة اجتماع لقوى إعلان الحرية والتغيير-المجلس المركزي، ثم تلاها زيارة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك للقاهرة في مارس الماضي، حيث عقد اجتماعات مع الفاعلين المصريين، ركزت على كيفية المساهمة في وقف الحرب.
وسبق هذا الاجتماع لقاء رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق الأول عبدالفتاح البرهان بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أواخر فبراير الماضي، حيث عرض فيه البرهان رؤيته لإنهاء الحرب واستدامة السلام والاستقرار في بلاده.
وفي 13 يوليو 2023، استضافت القاهرة مؤتمرا لدول جوار السودان، حث على ضرورة إنهاء الحرب والاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته، ووقف تدخل الأطراف الخارجية إلى جانب الحفاظ على الدولة السودانية، كما احتضنت القاهرة مؤتمر القضايا الإنسانية في السودان في نوفمبر 2023، وشملت توصياته مجالات متعلقة بالجوانب الإنسانية والإغاثية.
وأفاد موقع “سودان تربيون” نقلا عن مصادر مطلعة على الأمر بأن 18 من أبرز قادة القوى المكونة لتحالف “تقدم” سيشاركون في مؤتمر القاهرة، وعلى رأسهم رئيس هيئة قيادتها عبدالله حمدوك.
ومن بين المشاركين رئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر، رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل، رئيس المؤتمر السوداني عمر الدقير، رئيس حزب البعث القومي كمال بولاد، قائد حركة تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي الهادي إدريس، وزعيم تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر.
وبحسب المصادر فإن القيادية في الحركة الشعبية ــ التيار الثوري الديمقراطي بثينة دينار ستشارك في مؤتمر القاهرة، يُضاف إليها ممثلو المهنيين والنقابات والمجتمع المدني ولجان المقاومة.
وقدمت الحكومة المصرية دعوة للمشاركة في المؤتمر لزعيم حركة تحرير السودان مني اركو مناوي وقائد حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم ورئيس الحركة الشعبية الجبهة الثورية مالك عقار ورئيس حزب الأمة مبارك الفاضل ورئيس المجلس الأعلى للبجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك، والحزب الاتحادي الديموقراطي بقيادة محمد عثمان الميرغني.
وكذلك قدمتها لرئيس الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة الأمين داؤود ورئيس قوى الحراك الوطني التيجاني السيسي، إضافة لشخصيات وطنية بينها نور الدين ساتي والواثق كمير وصديق أمبدة وعالم عباس والمحبوب عبد السلام والشفيع خضر.
والأحد، أفاد حزب المؤتمر الشعبي بقيادة علي الحاج في بيان بأن الدعوة لمؤتمر القاهرة وجهت لمجموعة قال إنها توالي المؤتمر الوطني ولا تمثل الحزب وتم فصلها كما أنها تؤيد استمرار الحرب.
ولفت إلى أن هنالك أيضا دعوة قدمت من الاتحاد الأفريقي لذات الفئة لحضور جولة الحوار القادمة بأديس أبابا وقد رفضت تنسيقية “تقدم” الجلوس إليها أيضا لذات الأسباب.
وكانت “تقدم” أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستقاطع الحوار السوداني-السوداني المزمع انعقاده في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في يوليو المقبل في حال مشاركة الحركات الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني المنحل.
وسبق أن عارضت تنسيقية “تقدم” في أكثر من مناسبة إشراك حزب المؤتمر الوطني المنحل في أي عملية سياسية، حيث تقول “لا يمكن أن يُسمح لقوى دمرت البلاد وحولت كل مقدراتها إلى مجرد إقطاعيات خاصة، وفي نفس الوقت عملت كل ما يمكنها من أجل هزيمة ثورة ديسمبر 2019 عبر خلق كل أسباب الفشل للحكومة الانتقالية أولا، ومن ثم القيام بالانقلاب ثانياً، وأخيراً بإشعال الحرب كأكبر دليل على عدم الاكتراث لحياة الانسان السوداني ومقدراته”.