أحداث

الإخوان يستهدفون القوى المدنية الديمقراطية


قال الكاتب السوداني خالد فضل: إنّه منذ اندلاع الحرب التي خططت لها جماعة الإخوان المسلمين من فلول العهد السابق، انطلقت أبواق الدعاية بصورة هستيرية، ليس ضد قوات الدعم السريع التي يقاتل جنودها في الميدان، بل ضد القوى المدنية الديمقراطية. 

وأضاف أنّ الحزب الشيوعي كان قد انسحب قبل فترة ليست قصيرة من تحالفاته في قوى إعلان الحرية والتغيير وقوى الإجماع الوطني، فصارت الدعاية تستخدم لفظ (القحاتة)، ولو كان الشيوعيون ما يزالون جزءاً منه، لكانت الدعاية أيسر وأكثر وضوحاً، فعوضاً عن التعمية بمصطلح القحاتة، فإنّ المصطلح سيكون (الشيوعيين)، وهي دعاية وكذبة أصيلة لدى معظم جماعات الإسلام السياسي، بردّ كل موقف أو رأي لا يلائم فكرهم الضحل وسلوكهم العطن إلى الشيوعيين. أمّا قحاتة فهذه تمثل لهم ساتراً تمويهياً مناسباً لمهاجمة قوى الثورة والتغيير   والشيوعيين.

وذكر الفضل في مقالة كتبها عبر صحيفة (التغيير) السودانية أنّ جماعات الإسلام السياسي الجاهلة بالدين، والمجهلة لمجموعات غير قليلة من المسلمين، تسمّم الفضاء المعرفي لهؤلاء البشر المساكين، وعن طريق الدعاية المكثفة يجعلون الرؤوس الخاوية أعضاء مناسبين لوضع الطواقي ولفّ العمائم البيضاء، أو ربط عصابات شارة الحرب على الجباه.

وأشار الفضل إلى أنّه من الثابت في التاريخ السوداني المعاصر، والوقائع المستمرة حتى يومنا هذا، أنّ الحزب السياسي الوحيد في السودان الذي يمتلك جناحاً عسكرياً مسلحاً هو تنظيم الإسلاميين، صاحب اللافتات المتنوعة والمتحورة من الإخوان المسلمين إلى التيار الإسلامي العريض، ولعل الذين كانوا في الجامعات عند قيام انقلاب الجبهة الإسلامية القومية في 30 حزيران (يونيو) 1989م، يعرفون جيداً أنّ أول نواة لتكوين الجيش الموازي (الدفاع الشعبي) كانت من عناصر طلبة ما يعرف بالاتجاه الإسلامي، ليصبح بعد ذلك هو الجيش الذي يحارب الكفار في الجنوب تحت دعاوى الجهاد، لافتاً إلى أنّ القوى التي شكلت التجمع الوطني الديمقراطي جربت تكوين قوات مسلحة لمواجهة القوات المسلحة للكيزان في حقبة التسعينات من القرن الماضي فلم تنجح؛ لسبب بسيط هو أنّ طبيعتها المدنية السلمية لا تتسق مع التكوين العسكري، وهذه الطبيعة العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، وتظهر جليّاً في شعاراتها.

وأضاف الفضل أنّ أبواق الدعاية المدفوعة الأجر الذين يظهرون على شاشات الفضائيات ومقاطع الفيديوهات والتسجيلات الصوتية لا يذكرون أبداً وعيد ونذير الإرهابيين وقيادات جيش حزب الحركة الإسلامية وهم يتوعدون الشعب السوداني بالحرب إن تم التوقيع على الاتفاق الإطاري، والذي بموجبه سيتم إبعاد الجيش وقوات الدعم السريع عن الحكم، وإلغاء كل قرارات قائد انقلاب 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2021، وإعادة تفعيل لجنة إزالة التمكين لحزب الحركة الإسلامية منذ 30 حزيران (يونيو) 1989، وتكوين جيش وطني مهني موحد.

ويتجاهل أبواق الدعاية كل ذلك، لأنّ هدفهم هو طمس الحقائق وترويج الأكاذيب، فيقولون بإصرار (قحت) ثم (تقدم) هي من أشعل الحرب، وهي الجناح السياسي لقوات الدعم السريع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى