أحداث

«الفولة» في قبضة «الدعم السريع» بالسودان


معارك مستمرة تأبى الهدوء في السودان منذ أكثر من عام. ومعاناة إنسانية آخذة في الازدياد، دون اختراق سياسي في جدار الحرب.

وفي أحدث تطور ميداني للمعارك. أفادت مصادر عسكرية بأن قوات “الدعم السريع” بسطت سيطرتها على مدينة “الفولة” بولاية غرب كردفان، وسط تساقط القذائف على مركز المدينة.

ووفق المصادر ذاتها، فإن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” داخل المدينة باستخدام كافة الأسلحة الثقيلة .والخفيفة ما أصاب السكان بالخوف والهلع.

وحسب المصادر، فإن قوات “الدعم السريع” استولت على مقر اللواء (91) مشاة التابع للفرقة 22 مشاة بالمنطقة.

في هذه الأثناء، تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تعلن فيه قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر أمانة الحكومة والحامية العسكرية بالمدينة.

موجة نزوح

وأفاد شهود عيان بأن المدينة شهدت في الساعات الأولى من الصباح موجة نزوح كبيرة سيرا على الأقدام إلى مناطق أخرى مجاورة.

وتستضيف الفولة أعدادا كبيرة من النازحين، حيث فر عشرات الآلاف من مدينة “بابنوسة” المتاخمة. جراء الاشتباكات المستمرة ومحاولات “الدعم السريع” السيطرة على الفرقة (22).

وفي بيان مقتضب  أعلنت قوات “الدعم السريع” تحرير اللواء (91) مشاة التابع لقيادة الفرقة 22 مشاة في بابنونسة بولاية غرب كردفان من قوات الجيش السوداني.

ولم يتسن الوصول إلى أي مصدر في الجيش السوداني للتعليق على أحداث غرب كردفان وما أعلنته الدعم السريع.

وتقول الأمم المتحدة إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، أحد أفقر بلدان العالم. يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.

وأسفرت الاشتباكات التي باتت تغطي مساحات واسعة من البلاد عن مقتل آلاف الأشخاص. بينهم 10 آلاف إلى 15 ألفا في مدينة واحدة في إقليم دارفور بغرب البلاد، وفق الأمم المتحدة.

“الموت جوعا”

ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا. نقصا حادا في الغذاء.

وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا. في أزمات يشعر العاملون في المجال الإغاثي بالعجز حيالها بسبب رفض منحهم تأشيرات دخول وفرض رسوم جمركية باهظة على المواد الغذائية، إضافة إلى نهب المخازن وصعوبة الوصول إلى العالقين قرب جبهات القتال.

وانهار النظام الصحي بشكل شبه كامل في السودان. وتقدّر الخرطوم الخسائر في هذا القطاع بقرابة 11 مليار دولار.

أما القطاع الزراعي الذي كان يعمل فيه العدد الأكبر من السودانيين في بلد كان يعد سلة غلال أفريقيا، فتحول لأراض محروقة. حتى المصانع القليلة تمّ قصفها.

وسبق أن استضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أمريكية. في 11 مايو/أيار 2023، أسفرت عن أول اتفاق بين طرفي الحرب على الالتزام بحماية المدنيين.

وأفلح منبر جدة في إعلان أكثر من هدنة، تخللتها خروقات عديدة وتبادل للاتهامات. ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات في ديسمبر/كانون الأول 2023.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع“. حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى