أحداث

السودان تواجه أسوأ كارثة للتشرد بسبب الحرب


وصل عدد النازحين داخليًا في السودان نتيجة الحرب الأخيرة التي اندلعت منتصف أبريل 2023، إلى أكثر من 6 ملايين شخص، بحسب آخر تحديث أصدرته المنظمة الدولية للهجرة، ويضاف هذا العدد إلى أكثر من 3 ملايين نازح مسجل سابقًا نتيجة الصراعات والحروب في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وتستضيف ولاية القضارف حوالي 400 ألف نازح، يتوزعون على أكثر من 30 مركز إيواء بالولاية، وفقًا لما نشره موقع مؤسسة “كارينجي” للسلام. 

 
كارثة إنسانية 

وبحسب تقرير الموقع، فإن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن نحو 25 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بينهم نحو 14 مليون طفل. وينتشر انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، حيث يعاني 37 في المائة من السكان، أو حوالي 17.7 مليون شخص، من الجوع الحاد. 

وتركزت معسكرات النازحين بسبب الصراع في الولايات المتاخمة للمناطق التي شهدت عمليات عسكرية مثل الخرطوم وولايات دارفور وولاية الجزيرة وسط السودان، بالإضافة إلى ولايات القضارف ونهر النيل وكسلا.

غادرت ملايين الأسر منازلها بحثاً عن مكان آمن، لكنها واجهت نقصًا كبيرًا في المأوى والعلاج الطبي وتوافر الغذاء والماء، بسبب الأضرار التي لحقت بالقطاعات الزراعية والاقتصادية والخدمية في الدولة بسبب الحرب وتعقيداتها. 

 
شهادات صادمة 

وأضافت الموقع الدولي، أن بعض النازحين كشفوا عن شهادات صادمة عن ما واجهوا بعد أكثر من 14 شهرًا من الحرب. 

أسماء، 30 عامًا، نزحت مرتين: الأولى من الخرطوم بعد اندلاع القتال، ثم من ود الدماني في ديسمبر الماضي بعد سيطرة قوات الدعم السريع هناك، كشفت معاناتها هي وأطفالها الستة خلال رحلة النزوح الطويلة من العاصمة إلى أطراف شرق السودان بولاية القضارف، مرورًا بولاية الجزيرة.

وتصف الوضع المتدهور بعد وصولها إلى القضارف قائلة: “لم نجد أي منظمة تستقبلنا، ولم نجد العلاج لأطفالي الذين يمرضون بشكل متكرر”، وتشكو من ارتفاع الأسعار والفقر بسبب فقدان مصادر رزقها نتيجة الحرب، وفوق كل شيء، تسيطر حالة من الخوف والرعب على أطفالها بسبب الأهوال التي عاشوها. 

لا تختلف قصة أسماء كثيرًا عن قصة سمية هارون، 45 عامًا، التي فرت من الخرطوم في موجة النزوح الأولى.

وقالت سمية: “كنا حوالي خمسة عشر شخصًا مختبئين تحت الأسرة من شدة النيران، وقررنا الخروج سريعًا وهربنا من الخرطوم بملابسنا فقط إلى ود مدني، عشنا تحت الأشجار لمدة شهرين تقريبًا وقمنا ببناء سقف من بقايا الخشب للحماية من المطر والبرد، إلى أن زودتنا إحدى المنظمات بفصل دراسي لنعيش فيه، لكن ولاية الجزيرة لم ترحب بسمية وعائلتها طويلا، حيث داهمتهم قوات عسكرية نهاية ديسمبر الماضي بعد اقتحام قوات الدعم السريع للمدينة، ما تسبب في تشتت أسرتها ونزوحها الثاني إلى مدينة القضارف شرق البلاد. 

 
إحصائيات كارثية 

يقول مصعب صالح، الناشط الإنساني: “الأعداد الكبيرة من النازحين بولاية القضارف تجاوزت القدرة الخدمية للمدينة”. وأكد أن هناك العديد من التحديات والصعوبات التي تواجه النازحين، أبرزها المشاكل المتعلقة بالصحة والمأوى والأمن الغذائي والسلامة.  

وأضاف: أن تداعيات الحرب أثرت بشكل مباشر على السودانيين، وتجلت آثارها في شح العلاج والمواد الغذائية وارتفاع نسبة البطالة بسبب توقف الحياة والمصانع والخدمات. 

وتؤكد الإحصائيات الأخيرة الحاجة الملحة إلى تكثيف الجهود الإنسانية والاهتمام العالمي لمعالجة ما أصبح الآن أكبر أزمة نزوح في العالم.

وقالت إيمي بوب، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة: “واحد من كل ثمانية من النازحين داخلياً في العالم موجود في السودان”.

وتضيف بوب: “إن احتياجاتهم هائلة، إن النقص الحاد في الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والصرف الصحي يجتمع ليعرضهم لخطر متزايد للإصابة بالأمراض وسوء التغذية والعنف، ومع ذلك، فإن الاستجابة الإنسانية حتى الآن غير كافية لتلبية الاحتياجات الماسة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى