هل تحسم “الدعم السريع” السيطرة على الفاشر قريبا؟
اقتربت قوات “الدعم السريع” من حسم معركة “الفاشر” المستمرة لنحو شهر لصالحها، مع توقعات بأن ينسحب الجيش السوداني في أي لحظة إلى خارج المدينة.
وقالت المصادر إن “الدعم السريع” تقدمت كثيرًا نحو مواقع سيطرة الجيش السوداني والحركات المتحالفة معه، حيث وصلت إلى المستشفى الجنوبي، الذي كان يمثل عمق مواقع سيطرة الجيش السوداني والقوى المشتركة المتحالفة معه.
وطبقًا للمصادر، فإن الجيش السوداني يخطط للانسحاب من الفاشر، وهو الأمر الذي ترفضه الحركات المسلحة التي تتمسك بالاستمرار في القتال، مشيرة إلى أن الأمر قد يخلق خلافات بين الطرفين.
وأكدت أن والي شمال دارفور التابع للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش عقد نحو أربعة اجتماعات للجنة أمن الولاية، تغيّب عنها ممثلو الجيش السوداني؛ ما أثار حفيظة حاكم إقليم دارفور، مني اركو مناوي.
وكشفت المصادر أن مناوي بدأ التواصل مع قوات الدعم السريع، وطلب توصيله بقائدها الفريق محمد حمدان دقلو للحديث معه، بيد أنه لم يتمكن بعد من التواصل مع حميدتي.
معارك طاحنة
ومنذ العاشر من مايو/ أيار الماضي بدأت المعارك الطاحنة بين الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، وظلت تدور بشكل يومي حتى وصلت إلى معقل سيطرة الجيش والحركات في الأحياء الجنوبية والغربية للمدينة.
وقال شهود عيان إن قوات الدعم السريع وصلت إلى محيط المستشفى الجنوبي وأحياء “الوحدة والسلام والبشارية”.
وأكد الشهود استمرار القصف المدفعي المتبادل في أحياء جنوب وشرق ووسط المدنية، إضافة إلى الغارات الجوية التي يشنّها طيران الجيش السوداني على مناطق متفرقة من المدينة.
وتسببت المعارك المستمرة في موجة نزوح واسعة لسكان مدينة الفاشر نحو معسكر “أبو شوك” المجاور للمدينة، كما لجأ آخرون إلى مناطق “طويلة” و”جبل مرة” التي تسيطر عليها حركة تحرير السودان برئاسة عبد الواحد نور.
وضع مؤلم
ووصف المتحدث الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بكري الجاك، الوضع في مدينة الفاشر بـ”المؤلم”.
وأوضح أن استمرار المعارك في الفاشر سيؤدي لكارثة إنسانية وسط المدنيين ونزوح وتوسيع دائرة الحرب، الذي يؤدي بدوره إلى إطالتها وتعقيد الوصول إلى حلول سلمية.
سقوط وشيك
وتوقع الكاتب الصحفي أبوعبيدة برغوث، سقوط مدينة الفاشر في يد قوات الدعم السريع في وقت قريب، وقال إن المعارك تدور حاليًّا داخل المدنية وعلى مقربة من سيطرة الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه.
وأوضح أن سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع سيكون مؤشرًا لسقوط مدن أخرى في كردفان، مثل: “بابنوسة والأبيض”، وأخرى في العمق في الشمالية أو سنار، وفق قوله.
-
معارك ضارية بين الجيش و”الدعم السريع” في بابنوسة والفاشر
-
مخطط من حركات الكفاح المسلح لابعاد الجيش من الفاشر
وظلت مدينة بابنوسة غربي كردفان، التي يوجد بها مقر قيادة الفرقة الـ22 التابعة للجيش السوداني، تحت حصار قوات الدعم السريع منذ أكثر من شهرين، كما تتعرض مدينة الأبيض شمالي كردفان إلى حصار مماثل.
ويوجد بمدينة الأبيض مقر قيادة الفرقة الخامسة التابعة للجيش السوداني.
وأضاف أن “سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع سيغيّر معادلة كبيرة في الواقع السياسي والعسكري على الأرض”.