هل تتوقف الحرب بعد «قائمة العار»؟
مع زيادة «الانتهاكات» بشكل «صاعق» التي يتعرض لها الأطفال السودانيون بشكل يومي، جراء الحرب التي مُنيت بها بلادهم، دخلت الأمم المتحدة على الخط، بعد أن صم الطرفان المتحاربان آذانهما عن الاستماع لصوت السلام.
فالأمم المتحدة أدرجت كلاً من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتحاربين في السودان في «قائمة العار» المتّصلة بانتهاك حقوق الأطفال في النزاعات المسلّحة، وفق تقرير سنوي للأمين العام.
تطور على مسار الحرب الدائرة منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، طرح تساؤلات حول تأثير ذلك القرار على الأوضاع على الأرض.
يقول الكاتب والمحلل السياسي، الهضيبي يس إن آثار القرار على الأرض، لن تظهر الآن؛ نظرا لإدراك طرفي النزاع المسلح في السودان بأن الأمم المتحدة طيلة الفترة الماضية «تعاملت بشكل من التقاعس مع ملف قضية الحرب في السودان».
وأوضح المحلل السياسي، أن بعض الأطراف الداخلية المؤثرة في دفة الحرب، «لديها يقين بأن الأمم المتحدة وغيرها ليس بمقدورها فرض أي قرارات على السودان بصورة عملية»، مضيفًا: إن كان للأمم المتحدة وغيرها من أدوات لفعلت ذلك مع دول تشهد نزاعات أهلية وصراعات مسلحة خلفت عشرات الآلاف من القتلى، في إشارة إلى الحرب بين إسرائيل وفلسطين في قطاع غزة.
حظر التسليح
إلا أن الكاتب والمحلل السياسي، يوسف حمد، أشار إلى نقطة أخرى. قائلا: ربما يكون القرار مقدمة لقرارات ذات صلة بعملية حظر التسليح أو الحد منها بالنسبة للطرفين، أو أي تدابير لها تأثيرها على مجريات الحرب بطريقة أو أخرى.
بدوره، توقع الباحث والمحلل السياسي، مصعب الشريف. «فرض عقوبات دولية على طرفي الصراع، وربما فرض حظر طيران في دارفور، لإيقاف النزيف والمعاناة اليومية».
وطالب المجتمع الدولي، بـ«ممارسة ضغوط مكثفة من أجل استئناف التفاوض في منبر مدينة جدة، من أجل وقف إطلاق نار دائم. وبدء عملية سياسية تقود إلى تحول مدني ديمقراطي حقيقي يخرج البلاد من ورطتها الحالية».
لكن ما أسباب القرار إذا انعدم تأثيره؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي، الهضيبي يس، إن المجتمع الدولي بات يشعر بقدر من الإحراج بسبب ما يتعرض له السودانيون بشكل يومي من انتهاكات نتيجة للحرب التي تجاوزت العام الآن.
الأمر نفسه، أشار إليه الكاتب والمحلل السياسي. يوسف حمد، قائلا إن الحرب في السودان شهدت «انتهاكات جسيمة من طرفي النزاع. دون توثيق أو اهتمام إقليمي ودولي كافٍ يوقف معاناة المدنيين وعلى رأسهم الأطفال في مناطق النزاعات».
وأكد الباحث والمحلل السياسي، مصعب الشريف. أن «الحرب ألحقت الأذى بالأطفال الذين تعرضوا للقتل والجوع بسبب سوء التغذية خاصة في معسكرات النزوح في دارفور غربي السودان».
وفي هذا السياق، قرّر الأمين العام إدراج الجيش السوداني في «قائمة العار» لمسؤوليته في قتل وإصابة أطفال وشنّ هجمات على مدارس ومستشفيات. بما في ذلك بأسلحة متفجرة في مناطق مأهولة بالسكان.
-
الجيش يقصف سوقا شعبيا ويخلف عشرات القتلى والجرحى
-
مخاوف أممية من توسع القتال في الفاشر بين الجيش والدعم السريع
هل كانت المرة الأولى؟
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إدراج الجيش السوداني في هذه القائمة. إذ سبق أن أدرج فيها بين عامي 2016 و2018.
أما بالنسبة لقوات الدعم السريع، فبالإضافة إلى عمليات القتل والإصابات والهجمات على المدارس والمستشفيات، أدرجت في القائمة بسبب «أشكال من العنف الجنسي. فضلا عن تجنيد عشرات الأطفال»، حسب التقرير.
-
قصف وبراميل متفجرة يحولان حياة السودانيين لجحيم
-
انضمام آلاف المقاتلين من “العدل والمساواة” لـ”الدعم السريع”
وسبق وأن استضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أمريكية. في 11 مايو/أيار 2023، أسفرت عن أول اتفاق طرفي الحرب على الالتزام بحماية المدنيين.
وأفلح منبر جدة في التوصل إلى أكثر من هدنة، تخللتها خروقات عديدة وتبادل للاتهامات. ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات في ديسمبر/ كانون الأول 2023.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.