الدعم السريع تقترب من حسم معركة الفاشر
تحوّلت الفاشر بولاية شمال دارفور إلى مدينة أشباح مع احتدم القتال بين الجيش السوداني وقوت الدعم السريع. فيما تشير التطورات على الميدان إلى اقتراب سيطرة الأخيرة على المنطقة بعد أن توغلت في أغلب أجزائها. فيما يشكل حسم هذه المعركة منعطفا حاسما لطرفي القتال.
وباتت قوات الدعم السريع أقرب من أي وقت مضى من فرض سيطرتها الكاملة على الفاشر. في خطوة من شأنها أن تعزز مكاسبها الميدانية .بعد أن سيطرت خلال الآونة الأخيرة على أربع من عواصم الولايات الخمس المشكِّلة للإقليم الغربي للبلاد.
وحرصت القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي” طيلة حصارها للفاشر على فتح ممرات آمنة للمدنيين الراغبين في مغادرة المدينة. فيما أفاد شهود عيان وتقارير بأن قوات الجيش السوداني ارتكبت مجازر بقصفها أحياء سكنية في سياق انتهاجها لسياسة الأرض المحروقة.
ولطالما عملت قوات الدعم السريع على طمأنة أهالي الفاشر.مؤكدة أنهم ليسوا طرفا في النزاع الذي تخوضه ضد الجيش السوداني. داعية إلى عدم الانجرار وراء الأكاذيب والإشاعات التي تروجها قوات عبدالفتاح البرهان.
وأبدى حميدتي منذ اندلاع الصراع استعداده للجلوس إلى طاولة الحوار .والتفاوض من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل كما حرص على انخراطه في كافة الجهود الهادفة إلى إيصال المساعدات الإنسانية، في حين أثبت البرهان أنه جزء من الأزمة بتعنته. وتلغيمه المفاوضات بشروط وصفت بـ”التعجيزية” ورفضه الاستجابة لمبادرات وقف الحرب على غرار منبر جدة. بالإضافة إلى عدم موافقته على دعوة أميركية للتفاوض بشأن طي صفحة الصراع.
وتحذر منظمات دولية من تدهور الأوضاع في السودان. من بينها منظمة الصحة العالمية التي نبهت إلى “العواقب الناجمة عن توقف المستشفيات الرئيسية عن العمل”. معبرة عن “قلقها البالغ إزاء الهجوم الأخير الذي استهدف مستشفى الجنوب، وهو الوحيد القادر على تقديم الخدمات الجراحية في المدينة. ما يحد من إمكانية الوصول إلى الخدمات الحيوية”، وفق موقع أخبار شمال أفريقيا.
وفي سياق متصل قال دبلوماسي أميركي بارز اليوم الثلاثاء إن هناك مناطق في السودان تشهد مجاعة وإن مدى الجوع الشديد لا يزال غير واضح. وذلك بعد مرور نحو 14 شهرا على اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال توم بيرييلو، المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان في مقابلة مع رويترز “أعتقد أننا نعلم أننا نشهد مجاعة… أعتقد أن السؤال يتعلق بحجم المجاعة .ومساحة المناطق وإلى متى تستمر”.
وتُحدد المجاعات بناء على مجموعة معقدة من المعايير الفنية تعرف باسم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (آي.بي.سي)، وهي مبادرة من وكالات بالأمم المتحدة .وهيئات إقليمية ومنظمات إغاثة. وتشمل المعايير مستويات شديدة من سوء التغذية والوفيات.
وحذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة في نهاية مايو/أيار الماضي من أن السودان معرض “لخطر مجاعة وشيك”. حيث يعاني نحو 18 مليون شخص من الجوع الشديد. بما في ذلك 3.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
وفي تقييم أُجري في مارس/آذار، قالت مبادرة آي.بي.سي إن ما يقرب من خمسة ملايين شخص في السودان على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وقال بيرييلو إن المانع الأساسي أمام إعلان المجاعة هو نقص البيانات بسبب الصراع. مضيفا أن السودان يعرض حالة مجاعة “من صنع الإنسان” وأن كلا من طرفي الحرب يتحملان المسؤولية، لكنه أشار إلى أن “القوات المسلحة السودانية هي التي تتحكم الآن في الحدود… وتترك الشعب يواجه الموت”
-
الجيش السوداني يروج لانتصارات وهمية في أم درمان
-
الجيش السوداني يستنجد بالقوة العسكرية الإيرانية لمساعدته على الصمود
واندلع الصراع في العاصمة الخرطوم في أبريل/نيسان 2023 .وسرعان ما امتد إلى كافة مناطق البلاد، مما أدى إلى تأجج عمليات قتل عرقية مجددا في منطقة دارفور غرب البلاد .وأجبر الملايين على الفرار في أكبر أزمة نزوح في العالم.
وقال بيرييلو إن “الإلحاح تزايد إلى حد كبير” على المستوى الدولي بشأن ضرورة إيجاد حل للصراع في السودان. مستدركا “لكننا لم نصل بعد إلى نقطة التحول التي تتوفر فيها عوامل كافية لتحقيق ما نحتاج إليه، ألا وهو إنهاء الحرب”.