تسريبات

السودان.. مسيرة من حمم الحرب تضرب مقراً للجيش بمدينة شندي


عام مضى على الحرب السودانية، ولا تزال المآسي تطول جبهات جديدة، وحمم القتال تغرق ميادين مختلفة في البلاد، دون أفق للحل السياسي.

ومع تكثيف وتيرة القتال، شهدت مدينة شندي بولاية نهر النيل شمالي البلاد، فتح جبهات قتالية جديدة، ما أدى إلى انتشار الخوف والهلع في صفوف المدنيين بالمدينة.

وأبلغت مصادر عسكرية، أن 4 طائرات مسيرة، استهدفت الفرقة الثالثة مشاة والمهبط الجوي الملحق بالمنطقة العسكرية، بمدينة شندي، بالتزامن مع زيارة نفذها قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، إلى المدينة، لتفقد أحوالها الأمنية.

ووفقا للمصادر، فإن المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني، أسقطت 3 مسيرات دون وقوع خسائر في المنشآت والأرواح، بينما غيرت الطائرة المسيرة الرابعة مسارها وابتعدت عن المنطقة.

وحسب المصادر العسكرية، فإن مروحية مقاتلة تتبع للجيش السوداني، لاحقت الطائرة الرابعة وأسقطتها.

وأكدت المصادر، أن عناصر الجيش السوداني، انتشرت في شوارع مدينة شندي، وأمرت المواطنين بعدم الخروج من منازلهم.

وتعتبر شندي إحدى أكبر المدن بولاية نهر النيل شمالي البلاد، وتحتضن آلاف النازحين الفارين من جحيم الحرب في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة (وسط) البلاد.

ونشرت قوات “الدعم السريع” مقطع فيديو عبر منصاتها الرسمية، لمجموعة من عناصرها المسلحين تحت شعار “فداء الوطن” واعتبرته حراكا جديدا يطلق تحذيرات أخيرة للبرهان (قائد الجيش السوداني) وقواته ويتجه إلى بورتسودان.

ويقول أحد المتحدثين في مقطع الفيديو إن القوة ستصل إلى مدينة بورتسودان (شرقي السودان) مرورا بمدينة شندي، ورسالتنا إلى البرهان (القائد العام للجيش) وياسر العطا (مساعد القائد العام)، لن تستطيعوا هزيمة “الأشاوس”، في إشارة إلى قوات “الدعم السريع.”

عن شندي

وتقع مدينة شندي في ولاية نهر النيل بالسودان على ارتفاع 360 متر (1181 قدم) فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم بحوالي 150 كيلومترا (93 ميلا) في اتجاه الشمال الشرقي، و45 كيلومترا (27.9 ميلا) من موقع آثار مروي القديمة.

 وتعتبر واحدة من أهم المدن الواقعة في شمال السودان من حيث موقعها الرابط بين شمال وشمال شرق السودان والعاصمة، وقربها من التجمعات الحضرية في شمال وشمال شرق السودان، ومن حيث تاريخها التجاري والسياسي القديم والمعاصر.

لمدينة شندي تاريخا حافلا بالأحداث، كان لموقعها الذي يتوسط عدة مناطق جغرافية وكيانات قبلية، دور سياسي وتجاري كبير، حيث تقع المدينة بالقرب من مواقع الحضارات السودانية القديمة ومن بينها حضارة مروي (آثار النقعة والمصوّرات).

كما كانت ملتقى طرق تجارية أهمها الطريق التجاري المؤدي إلى شبه الجزيرة العربية والهند والشرق الأقصى عبر سواكن، وطريق النيل المتجه نحو مصر في الشمال، والطريق الجنوبي نحو الحبشة عبر البطانة وسنار إلى غوندار. والطريق القادم من كردفان ودارفور، وتمر عبره قوافل التجارة والحجيج القادمة من أواسط أفريقيا متجهة نحو الحجاز عبر سواكن.

وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، أحد أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.

ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء. وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا.

ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 14 ألف قتيل وأكثر من 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

ولم تفلح وساطات قادها الاتحاد الأفريقي تارة، وكل من السعودية والولايات المتحدة تارة أخرى في إنهاء تلك الحرب، التي دخلت عامها الثاني، تاركة البلاد في وضع إنساني متردي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى