السودان الأسوأ.. انعدام الأمن الغذائي بسبب الصراعات والنزوح الجماعي
كشف تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، أن السودان كان لديها أكبر عدد من الأشخاص في العالم الذين يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء في عام 2023، حيث أدى الصراع والنزوح إلى انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم.
انعدام الأمن الغذائي
وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، فإن الحرب الأهلية المشتعلة في السودان، أدت إلى كارثة أخرى تهدد أكثر 13.5 مليون شخص، كما أدى الصراع أيضًا إلى دفع غزة إلى أسوأ أزمة غذائية في العالم حيث يواجه جميع سكانها مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي.
وتابعت أنه على الصعيد العالمي، يواجه أكثر من 281 مليون شخص في 59 دولة مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد – وفقًا للتقرير العالمي حول الأزمات الغذائية-، الذي نُشر اليوم، كما ساهمت الأزمات الاقتصادية والطقس المتطرف أيضًا.
وأضافت أنه وعلى الرغم من حجم أزمة الجوع في السودان، حيث يواجه 20.3 مليون شخص في البلاد انعدام الأمن الغذائي الحاد، حذرت منظمة الأغذية والزراعة من نقص التمويل.
وقال رين بولسن، مدير الطوارئ في المنظمة، إنه من الضروري الحصول على المزيد من التمويل للزراعة الطارئة لضمان قدرة المزارعين السودانيين على إنتاج الغذاء خلال الموسم الزراعي المقبل.
وتابع بولسن: “إن خطر المجاعة موجود وحقيقي، ولكن هناك فرصة سانحة للتحرك، يحتاج المزارعون إلى إعداد أراضيهم الآن، حيث يجب أن تصل البذور إلى الأرض في يونيو. هناك شيء واحد واضح – إذا كان لدينا موسم رئيسي لزراعة الحبوب معرض للخطر أو غير ناجح، فإننا نعلم أنه سيكون هناك وضع أسوأ بكثير في الأشهر المقبلة”.
وأوضح بولسن، أن المزيد من التمويل وضمان وصول المزارعين إلى أراضيهم أمر بالغ الأهمية لتجنب المجاعة، مشيرًا إلى أنه في حين أن المساعدات الغذائية المقدمة مباشرة للناس لا تزال مطلوبة بشكل عاجل، فإن دعم الأغذية المنتجة محليًا سيكون أكثر فعالية من حيث التكلفة واستدامة.
وضع كارثي
وقال تقرير الفاو: إن الصراع أدى إلى تقييد الوصول إلى الأراضي الزراعية وحركة الماشية، فضلاً عن تدمير البنية التحتية؛ مما أدى إلى تعطيل إنتاج الحبوب الرئيسية مثل الذرة الرفيعة والدخن؛ مما أجبر السودان على الاعتماد بشكل كبير على الأغذية المستوردة.
بينما قال بولسن: إن إنتاج الغذاء انخفض بنسبة 46% العام الماضي وكان الجوع أسوأ في المناطق التي كان فيها الصراع على أشده، مثل دارفور والجزيرة، التي غالباً ما تعتبر سلة خبز السودان.
وقال رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك: إن البلاد تواجه وضعًا كارثيًا مع وجود أكثر من 10 ملايين شخص إما نازحين داخليًا أو أصبحوا لاجئين في البلدان المجاورة.
وتابع: “إن الوضع الأكثر خطورة هو محنة 25 مليون شخص – أكثر من نصف السكان – الذين يتعرضون للمجاعة. الناس يموتون من الجوع ونقص الغذاء والدواء، أكثر من الرصاص”.
وبينما رحب حمدوك بالمساعدات الإنسانية التي تم التعهد بها في باريس بقيمة 2.1 مليار دولار في ذكرى الحرب، اشتكى العاملون في المجال الإنساني من إهمال الصراع.
وقالت جانيل جالفانيك، رئيسة قسم دعم السلام الإقليمي في مؤسسة بيرغوف: إن التغطية الإعلامية المحدودة وانقطاع الاتصالات أخفيا الحجم الحقيقي للأزمة.
على الصعيد العالمي، فقد تبين أن أكثر من 700 ألف شخص كانوا في أسوأ فئة من الجوع، منهم أكثر من 500 ألف شخص في غزة والباقون في جنوب السودان وبوركينا فاسو والصومال ومالي.
وقال تقرير الفاو: إن الصراع سيظل مصدر قلق حتى عام 2024، خاصة في السودان وغزة وهايتي، حيث يواجه 4.9 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب عنف العصابات.