أحداث

مؤتمر باريس يسعى لحل الأزمة الإنسانية والسياسية بالسودان


بعد مرور عام على اندلاع النزاع المسلح في السودان. تفتح العاصمة الفرنسية باريس أبوابها يوم الإثنين لاستضافة مؤتمر دولي حيوي يهدف إلى إعادة تسليط الضوء على واحدة من أقسى الأزمات في الشرق الأوسط. يجمع هذا الحدث الهام ممثلين من الحكومات والمجتمع المدني. بقيادة فرنسا وألمانيا، لبحث سبل حل النزاع وتعزيز الجهود الإنسانية. 

مخرج للأزمة

ينقسم المؤتمر إلى جزأين، الأول سياسي يُعقد في الصباح على المستوى الوزاري. يركز على استكشاف مخارج للأزمة السياسية المتفاقمة. 

الجزء الثاني، ذو الطابع الإنساني، يهدف إلى تعبئة الموارد المالية. وتقديم مساعدات ضخمة للشعب السوداني الذي يعاني من تداعيات الحرب. 

كريستوف لوموان، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية. أكد على أهمية المؤتمر قائلاً: “الهدف هو إعادة الأزمة السودانية إلى مقدمة الاهتمامات الدولية. مضيفًا لا يمكننا السماح بأن يُنسى السودان. 

أضافت الخارجية الفرنسية، أن الأزمة في السودان تستحق الاهتمام الدولي بقدر ما تحظى به مناطق مثل غزة وأوكرانيا. مشيرة إلى أن الوضع في السودان لا يحمل فقط بُعدًا إنسانيًا بل جيوسياسيًا أيضًا. مع تزايد المخاوف من تفكك الدولة وزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي بأكملها. 

يأتي المؤتمر بعد عام من الصراع الدامي الذي شهدته السودان بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو. وقد أسفرت الحرب عن سقوط آلاف الضحايا، بما في ذلك ما يصل إلى 15 ألف شخص في مدينة واحدة بغرب دارفور، وفقًا لخبراء الأمم المتحدة.  

نقص التمويل 

يهدف مؤتمر المانحين في باريس إلى معالجة النقص الحاد في التمويل الطارئ. الذي يزيد عن 2.5 مليار دولار، سواء في السودان أو الدول المجاورة. وعلى الرغم من الجهود المتعثرة للوساطة التي قادتها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، يُعقد الأمل على أن يسهم المؤتمر في إحياء المحادثات حول مستقبل السودان. 

تأتي هذه الخطوة في أعقاب قمة دولية نظمتها فرنسا في مايو 2021 .تحت شعار “دعم الانتقال الديمقراطي في السودان”. والتي شهدت مشاركة رئيس مجلس السيادة السوداني ورئيس الحكومة السابق. ومع ذلك، لم تنجح تلك الجهود في منع تصاعد العنف بعد مرور عامين على انعقادها. 

 
بداية لطريق طويل 

من جانبه، يقول عبدالمنعم بشير، المحلل السياسي السوداني: يمثل مؤتمر باريس فرصة للسودان لإعادة تأكيد مكانته على الساحة الدولية. مؤكدًا أن الأمل كبير في أن يسهم المؤتمر في جذب الدعم الدولي اللازم لإعادة بناء الاقتصاد السوداني وتحقيق الاستقرار السياسي، ومع ذلك. يجب أن يكون هناك التزام حقيقي من المجتمع الدولي لتحقيق هذه الأهداف. 

وتابع التحديات التي يواجهها السودان هائلة، ومؤتمر باريس يعد خطوة مهمة نحو التعافي. النجاح يعتمد على مدى فعالية الحوار بين الأطراف السودانية والدعم الدولي. أتوقع أن يكون المؤتمر بداية لطريق طويل يتطلب صبرًا وتفانيًا لضمان تحقيق نتائج ملموسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى