السودان ومفاوضات ما بعد رمضان هل تنجح؟
مع تصاعد وتيرة العنف وتفاقم محنة النزوح والجوع تسعى أمريكا لاستئناف المحادثات بين طرفي النزاع في السودان منعا لاندلاع حرب إقليمية أوسع.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش وقوات “الدعم السريع” حربا خلفت حوالي 13 ألفا و900 قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
ولم تتمكن جهود وساطة عربية وأفريقية من إنهاء هذه الحرب التي حذر برنامج الأغذية العالمي (التابع للأمم المتحدة) من أنها تهدد بإثارة أكبر أزمة جوع في العالم.
محادثات
وبعد جولة شملت 7 دول، قال مبعوث واشنطن الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، إن المحادثات التي ستشارك السعودية في قيادتها قد تنطلق بحدود 18 أبريل/نيسان المقبل.
وبعد عودته إلى واشنطن، الثلاثاء، أضاف بيرييلو: “على أي شخص ظن أن الطريق ممهد لأي من الطرفين لتحقيق انتصار واضح، أن يدرك بوضوح تام في هذه المرحلة أن الوضع ليس كذلك.”
وأشار إلى أن “حرب الاستنزاف لا تمثّل كارثة للمدنيين فحسب، بل يمكنها بسهولة أن تثير انقسامات أكثر وتصبح حربا إقليمية”.
ولم تسفر جولات محادثات سابقة جرت في مدينة جدة السعودية سوى عن تعهّدات عامة بوقف النزاع في السودان الذي كان يشهد مرحلة صعبة من الانتقال إلى الديمقراطية.
وفي 8 مارس/آذار الجاري، دعا مجلس الأمن الدولي إلى وقف إطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، في مشروع القرار الذي قدمته بريطانيا وأيدته 14 دولة وامتنعت روسيا عن التصويت عليه، ويدعو “كل أطراف النزاع للسعي إلى حل مستدام للنزاع عبر الحوار”.
ورغم تفاؤله باستئناف المفاوضات الرسمية، شدد بيرييلو، على ضرورة عدم “تمجيد بدء المحادثات” وقال إن الولايات المتحدة وغيرها من الدول تبحث في حوافز يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الحرب.
البداية من جديد
ويرى الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي السوداني، أمين إسماعيل مجذوب، أن «مسألة المفاوضات مرتبطة بعوامل كثيرة منها أهمية الاستناد في المحادثات القادمة على اتفاق جدة الموقع في 11 مايو/أيار 2023».
وأضاف مجذوب أنه من المهم أيضا أن “تستند على موقف طرفي القتال الآن في الميدان، لذلك أعتقد أن المبعوث الأمريكي يحاول أن يبدأ من جديد”.
وتابع: “يجب أن يبدأ حيث انتهى الآخرون، فليبحث عن أسباب تعطيل منبر جدة ويعالج هذه الأسباب ومن ثم يبدأ من جديد”، مشيرا إلى أن “هذه المفاوضات في تقديري لن توقف الحرب ما لم ينفذ إعلان جدة الموقع في مايو/أيار من العام الماضي”.
ممارسة ضغوط
من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي السياسي، محمد الأسباط، إن “الإدارة الأمريكية تمتلك إرادة حقيقية لوقف الحرب، ويمكنها ممارسة المزيد من الضغوط على الدول المؤثرة على مجريات الحرب في السودان لدفع قائدي الحرب إلى طاولة التفاوض”.
وأضاف الأسباط: “يبدو أن الإدارة الأمريكية قد وضعت خطتها وتصوراتها وآلياتها لدفع الطرفين لوقف الحرب وذلك من خلال جولة المبعوث الأمريكي للسودان، ولقاءاته المتنوعة مع الفاعلين في القاهرة، والاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، ومنظمة إيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا)”.
ووفق الخبير، فإنه “عندما يذهب الطرفان إلى طاولة التفاوض في ظل توفر الإرادة لدى واشنطن والدول المؤثرة على طرفي الحرب، من الممكن أن تبدأ عملية وقف الحرب بالاتفاق على وقف إطلاق النار أو الاتفاق على هدنة قصيرة المدى يمكن من خلالها تحديد المسارات الإنسانية وإعادة الحوار”.
وفاقمت الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع” من حدة الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، خاصة بمخيمات النازحين، إثر تسبب الاشتباكات الناجمة عنها في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى الإقليم.