أحداث

احتدام المعارك وسط ترقب لاستئناف محادثات السلام في أبريل


احتدمت المعارك العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة أم درمان، وسط ترقب لاستئناف محادثات السلام الشهر المقبل.

وقالت مصادر بقوات الدعم السريع، إنها هاجمت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، عددًا من المواقع التابعة للجيش السوداني في شمال وغرب مدينة أم درمان، مشيرة إلى تقدمها في محاور القتال.

وأكدت المصادر استعادة قوات الدعم السريع السيطرة على منطقة جسر “ودالبشير” والحارة العاشرة أمبدة، وذلك بعد أيام من فقدانها أمام تقدم الجيش المدعوم ببعض الحركات المسلحة بدارفور.

وذكرت أن المعارك اندلعت عند الساعة الواحدة صباحًا حيث شاركت فيها قوات من حركة تحرير السودان بقيادة حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إلى جانب الجيش لكنها انتهت بقتل وأسر عدد منها.

وكان مناوي قد دفع الأيام الماضية بقواته للقتال مع الجيش السوداني في الخرطوم والجزيرة، حيث وصل يوم الأحد، على رأس قوة عسكرية ضخمة إلى العاصمة الخرطوم؛ للمشاركة مع الجيش في المعارك ضد قوات الدعم السريع.

أخبار ذات صلة
السودان.. دخول دارفور على الخط ينذر باتساع دائرة الحرب

محادثات مرتقبة

وتأتي هذه المعارك وسط ترقب باستئناف محادثات السلام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عقب نهاية رمضان الحالي، وفقًا لجهود إقليمية ودولية جرت خلال الأيام الماضية لوقف الحرب بالسودان.

ويوم أمس الثلاثاء، أعرب مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى السودان توم بيرييلو عن أمله، باستئناف طرفي النزاع الحوار بعد رمضان والعمل لمنع اندلاع حرب إقليمية أوسع، وفق قوله للصحفيين في واشنطن.

وأفاد المبعوث بعد عودته إلى واشنطن عقب جولة طويلة شملت سبع دول بشأن وقف الحرب بالسودان، أن المحادثات التي ستشارك السعودية في قيادتها قد تنطلق بحدود 18 أبريل/ نيسان المقبل.

وقال إنه “على أي شخص اعتقد أن الطريق ممهد لأي من الطرفين لتحقيق انتصار واضح، أن يدرك بوضوح تام في هذه المرحلة أن الوضع ليس كذلك”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن برييلو قوله إن “حرب الاستنزاف لا تمثّل كارثة للمدنيين فحسب، بل يمكنها بسهولة أن تثير انقسامات أكثر وتصبح حربا إقليمية”.

وأضاف أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول تبحث في حوافز يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الحرب بالسودان.

وبالتزامن مع جولة المبعوث الأمريكي بشأن وقف الحرب بالسودان، كانت هنالك جهود أفريقية وأممية تقودها الآلية الرفيعة التي شكلها الاتحاد الأفريقي من جهة، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص للسودان رمطان لعمامرة، شملت لقاءات مكثفة مع الأطراف السودانية داخل وخارج البلاد.

وينتظر أن تسفر هذه التحركات خلال الأيام المقبلة عن بلورة رؤية تقود طرفي الحرب إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى.

وكان وفد الآلية الأفريقية رفيعة المستوى الخاصة بالسودان، التابعة للاتحاد الأفريقي، أجرى يوم الأحد الماضي، في بورتسودان مباحثات مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، كانت هي الثانية من نوعها خلال الشهر الجاري.

وكانت الآلية الأفريقية قد افتتحت لقاءاتها بشأن السودان بلقاء مع البرهان ثم جاءت واختتمت به اللقاءات في حادثة نادرة، فيما أشارت تقارير إلى أن اللجنة أبلغت البرهان بأن الحل الوحيد للأزمة السودانية هو الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة إلى المفاوضات وفقًا للمبادرات “الأمريكية والسعودية ومنظمة إيقاد”.

وكانت المفاوضات بين طرفي الحرب في السودان قد توقفت، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد أن انسحب الجيش السوداني من منبر جدة السعودية.

وبعد توقف منبر جدة، بادر قائد الجيش السوداني للقيام بجولة أفريقية شملت دول مجموعة منظمة “إيقاد”، حيث طلب من زعمائها التدخل لتقريب وجهات النظر بما يقود لوقف الحرب، بيد أنه عاد ورفض المبادرة التي تقدمت بها لجمعه مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلوحميدتي“، في غرفة واحدة.

كذلك رفض البرهان المشاركة في قمة منظمة “إيقاد” في مدينة “عنتبي” الأوغندية، في يناير/ كانون الثاني الماضي.

ولاحقًا أعلن تجميد عضوية السودان في منظمة “إيقاد”، موضحًا أن الجيش غير معني بأي مبادرة تقوم بها بشأن الأزمة السودانية، موصدًا الباب أمام الحلول السلمية للحرب.

ودخلت اليوم الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها الـ12، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص. وتشريد نحو 8 ملايين، موزعين بين النزوح الداخلي، واللجوء إلى دول الجوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى