قمة “إيغاد” الطارئة.. هل تُحدِث اختراقًا لحلحلة الأزمة السودانية؟
قمة طارئة من المنتظر أن تنطلق خلال الفترة المقبلة لهيئة التنمية الأفريقية “إيغاد” بشأن وقف الحرب في السودان، بعد المعارك الدائرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ نيسان/ أبريل الماضي.. فهل تنجح قمة “إيغاد” بالتوصل إلى حل؟
وأعلن مجلس السيادة الانتقالي في السودان “الأحد”، في بيان صحفي، أن عبد الفتاح البرهان، اتفق مع السكرتير التنفيذي لمنظمة التنمية الأفريقية “إيغاد” على عقد قمة طارئة بشأن وقف الحرب بالسودان.
وعقد البرهان خلال زيارة “الأحد”، إلى دولة جيبوتي، التي تتولى رئاسة “إيغاد”، مباحثات مع السكرتير التنفيذي للمنظمة الأفريقية بشأن تطورات الأوضاع في السودان.
دور “إيغاد”
ويرى الخبير في الشأن الأفريقي والمحلل السياسي، مكي المغربي، أن منظمة التنمية الأفريقية “إيغاد” في قمتها الطارئة بشأن أزمة السودان قد تكون أكثر حياداً لكنه لا يعتقد أنها تستطيع أن تفرض حلاً.
وقال المغربي إن وقت اللعب ضد السودان في “الإيغاد” انتهى، وتساءل: لكن هل تلعب “الإيغاد” دوراً لصالح الاستقرار في السودان.. هذا أمر آخر.
وقال مجلس السيادة في بيانه، إن البرهان بحث مع السكرتير التنفيذي لـ”إيغاد”، ورقني قبيهو، سير المفاوضات غير المباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منبر جدة، والعقبات التي تعترض سبيل الوصول إلى اتفاق حول وقف الحرب.
وأكد المجلس اتفاق البرهان وقبيهو، أهمية عقد قمة طارئة لرؤساء “الإيغاد” قريباً في جيبوتي لوضع خريطة طريق واضحة المعالم لإنهاء الأزمة في السودان.
عملية عنيفة
ويؤكد رئيس لجنة السياسات بحزب الأمة القومي، إمام الحلو، ضرورة الحل السوداني السوداني والجلوس لمناقشة الخلافات وإيجاد الحلول بتقديم التنازلات التي يمكن أن تقدم من الطرفين.
وقال الحلو إن الحرب عملية سياسية عنيفة تحورت وأخذت أبعادًا أكثر من خلاف بين فصيلين سواء كان الجيش أو الدعم السريع وأصبح الخطر يتهدد الوحدة الوطنية والسياسية للسودان وهو أمر ينبغي على قيادات القوات المسلحة والدعم السريع أن يضعوه نصب أعينهم، مشيراً إلى أن أي هدف لن يتحقق عبر القتال والحرب اللعينة، على حد تعبيره.
وأكد السكرتير التنفيذي لـ”إيغاد” أن وقف إطلاق النار والخروج من المرافق العامة وعودة الحياة إلى الهدوء، تشكل اللبنة الأساسية لإعادة الأمور إلى طبيعتها في السودان، تمهيداً لحدوث عملية سياسية تشمل الجميع.
دفعة قوية
ويشير القيادي بائتلاف الحرية والتغيير، مصباح أحمد محمد، إلى أن الإيغاد عضو فاعل ومبادر حالياً في معالجة الأزمة السودانية ولديها مبادرة وصفها بالممتازة، وحراك دبلوماسي جيد من أجل إيقاف الحرب.
ويقول أحمد إنه في الجولة الأخيرة للتفاوض في منبر جدة شكلت الإيغاد حضوراً مهماً بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي وهي كذلك داعمة لمنبر جدة التفاوضي، وأضاف “من شأن القمة المزمع انعقادها أن تشكل دفعة قوية لمساعي حل الأزمة في السودان لا سيما دعم جهود إيقاف الحرب وكذلك دعم العملية السياسية في البلاد التي تشارك فيها القوى المدنية.
وتوقع أن تدفع القمة بهذه المساعي للأمام، خاصة بعد الإشارات الإيجابية التي وردت في تصريحات قائد القوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، عقب لقائه بالرئيس الجيبوتي بدعمه لجهود إيقاف الحرب.
ويشهد السودان منذ الـ15 من أبريل/ نيسان الماضي حرباً طاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع، تركزت في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور وأجزاء من كردفان، خلفت نحو 10 آلاف قتيل، وأكثر من 7 ملايين نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة.
وفي السابع من الشهر الجاري اتفق الجيش و”الدعم السريع“، في منبر جدة بالمملكة العربية السعودية، على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، واتخاذ إجراءات لبناء الثقة، من بينها توقيف الهاربين من السجون، لكن عملياً لم يتم تنفيذ أيٍّ من بنود الاتفاق، كما إن المعارك العسكرية بين الطرفين قد توسعت بشكل لافت في الخرطوم ودارفور، وسط تقارير عن وقوع انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.