أحداث

هل تعد الاقالات في ولايات سودانية إثبات وجود أم عقدة جديدة بالأزمة؟


في تطور لافت للأزمة السودانية، يشي باستمرارها، وتعثر محاولات ترميم الهوة بين طرفيها، أعفى رئيس مجلس السيادة بعض المسؤولين وعين آخرين بديلا عنهم.

وأصدر رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان قرارات بإعفاء 6 من حكام الولايات و4 وزراء من مناصبهم وتعيين 4 آخرين خلفا عنهم.

قرارات اعتبرها مراقبون بمثابة «حجر عثرة» في طريق حل الأزمة السودانية، خاصة أن بعضا ممن عينوا من كوادر المؤتمر الوطني (حزب الرئيس المعزول عمر البشير) والحركة الإسلامية، مما قد يؤدي إلى «إجهاض أية مساع لحلحلة الوضع المتفاقم».

وإلى ذلك، قال المحلل السياسي السوداني، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن «قرارات البرهان الأخيرة تشير إلى أنه لا يرغب في تحقيق أي تسويات في الأزمة السياسية ومتطلبات الحرب في السودان»، مشيرا إلى أن رئيس مجلس السيادة «ما زال ماضيا في طريقه في حكم السودان، دون أي ترتيبات أو خطوات تمهد للحوار من أجل إيقاف الحرب».

وأوضح المحلل السياسي السوداني أن أغلب من شملتهم قرارات التعيين من كوادر المؤتمر الوطني (حزب الرئيس المعزول عمر البشير) والحركة الإسلامية التي ثار عليها الشعب السوداني في ديسمبر/كانون الأول 2019.

في السياق نفسه، قال المحلل السياسي السوداني يوسف حمد إن «هذه القرارات لا تأثير لها على مجريات الأمور»، مشيرًا إلى أنها «قد تكون بمثابة تذكير من عبدالفتاح البرهان للمجتمع الدولي والمحلي، بأنه ما زال يحكم ويمارس سلطاته كرئيس».

وأضاف حمد، في حديثه لـ«العين الإخبارية»، أن «بعض هذه القرارات غير قابلة للتنفيذ، مثل تعيينه ولاة بعض الولايات الملتهبة».

إقالة مسؤولين

وذكر إعلام مجلس السيادة، في بيان اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، أن البرهان أصدر قرارا بإنهاء تكليف والي ولاية الجزيرة إسماعيل عوض الله العاقب، ووالي ولاية كسلا خوجلي حمد عبدالله، ووالي الشمالية الباقر أحمد علي، ووالي ولاية غرب كردفان عبدالسلام عوض عبدالسلام، ووالي ولاية وسط دارفور آدم بابكر، ووالي ولاية جنوب دارفور حامد محمد التيجاني.

كما أصدر البرهان قرارا بتكليف الطاهر إبراهيم الحسن بمهام والي ولاية الجزيرة، ومحمد موسى عبدالرحمن يونس بمهام والي ولاية كسلا، وعابدين عوض الله محمد بمهام والي ولاية الشمالية، وعصام الدين هارون أحمد محمد بمهام والي ولاية غرب كردفان.

جدير بالذكر أن البرهان أنهى تكليف 6 من حكام الولايات، لكنه عيّن 4 فقط بدلا من المُقالين، مُبقيا على ولايتين تسيطر عليهما “قوات الدعم السريع” دون حكام.

وشهدت مدينة الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع“، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أيام من التوتر بين الجانبين، وأعلنت “قوات الدعم”، (الثلاثاء)، السيطرة على الفرقة 20 مشاة الضعين التابعة للجيش.

وأصدر البرهان أيضا قرارا بإنهاء تكليف وزير الداخلية خالد حسان محي الدين، ووزير العدل محمد سعيد الحلو من مهامهما، وإنهاء تكليف بتول عباس عوض من مهام وزير الصناعة، وعبدالعاصي أحمد عباس من مهام وزير الشؤون الدينية والأوقاف.

وفي بيان منفصل، أفاد بيان مجلس السيادة بأن البرهان أصدر قرارا بتكليف اللواء خليل باشا سايرين بمهام وزارة الداخلية، ومعاوية عثمان محمد خير بمهام وزارة العدل، ومحاسن علي يعقوب بمهام وزارة الصناعة، وأسامة حسن محمد بمهام وزارة الشئون الدينية والأوقاف. ووجه البرهان وزارة شؤون مجلس الوزراء والجهات ذات الصلة بوضع القرارين موضع التنفيذ.

وكان البرهان أصدر، في 1 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قرارا بإنهاء تكليف 5 وزراء من مهامهم، وتعيين وزراء آخرين بدلا منهم، وهم وزراء الطاقة والنفط، التجارة والتموين، والنقل، العمل والإصلاح الإداري، الثروة الحيوانية.

طمأنة سودانية

وفي أعقاب سيطرة قوات “الدعم السريع” على منطقة جبل أولياء جنوبي الخرطوم، أرسلت طمأنة بشأن عمل البعثة المصرية المكلفة بالرصد المائي على نهر النيل الأبيض، وأكدت حرصها الشديد على أمن وسلامة خزان سد جبل أولياء، وتوفير جميع الضمانات والتسهيلات لعودة الفرق الفنية والهندسية العاملة والبعثة المصرية لمباشرة أعمالها في عمليات الرصد المائي على نهر النيل الأبيض.

وسيطرت قوات الدعم، مطلع الأسبوع الحالي، على القاعدة الجوية العسكرية التابعة للجيش السوداني بمنطقة جبل أولياء (44 كيلومترا من العاصمة الخرطوم)، بعد مواجهات مع الجيش السوداني استمرت عدة أيام، وبالتالي فرضت سيطرتها على الخزان.

وتبادل طرفا القتال في السودان (الجيش والدعم السريع) الاتهامات بتدمير جزء من السد الخاص بمرور الملاحة النهرية، دون أن يتعرض جسم السد لأي أضرار جسيمة.

وذكرت قوات الدعم السريع، في بيان اطلعت «العين الإخبارية»، أن ضمان سلامة خزان جبل أولياء، والسماح بدخول المهندسين الفنيين يأتيان في سلم أولوياتها والتزاماتها بجميع الاتفاقيات الإقليمية والدولية الموقَّعة مع مصر.

وأضافت: «نؤمن بشكل قاطع بضرورة التنسيق مع مصر للاستفادة من المياه، وسلامة الخزانات في مواقع سيطرتنا لفائدة شعبينا من الموارد المائية». وأكدت احترامها «للعلاقات الأخوية والتاريخية والمصالح المشتركة التي تربط السودان بشعوب المنطقة، لا سيما دول الجوار ومصر، في مساندة الشعب السوداني بهذه الظروف الصعبة التي يواجهها».

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان حربا بين الجيش والدعم السريع، خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى