أحداث

سيطرة الدعم السريع على قاعدة الجنينة


تشهد ولاية غرب دارفور السودانية موجة جديدة من عمليات القتل بدوافع عرقية مع سيطرة قوات الدعم السريع على القاعدة العسكرية الرئيسية في الجنينة عاصمة الولاية.

فرّ عدد كبير من سكان دارفور إلى تشاد عبر منطقة أدري على بعد نحو 27 كيلومترًا غربي الجنينة. وقال ثلاثة من الرجال الفارين لوكالة “رويترز”، إنّهم رأوا عمليات قتل على أيدي الميليشيات العربية وقوات الدعم السريع التي استهدفت جماعة المساليت العرقية في أردمتا، وهي منطقة نائية في الجنينة تضمّ قاعدة للجيش ومخيمًا للنازحين.

وبينما نفى زعماء القبائل العربية علانية اشتراكهم في عمليات التطهير العرقي في الجنينة، قالت قوات الدعم السريع في وقت سابق إنّها لم تُشارك في ما وصفته بـ “الصراع القبلي”.

وقال وسطاء أمس الثلاثاء: إنّ الأطراف المتحاربة اتفقت خلال محادثات في جدة على تسهيل توصيل المساعدات وإجراءات بناء الثقة، لكن جهود وقف إطلاق النار تبوء بالفشل حتى الآن.

وقال الممرض نبيل مكسيا: إنّ الهجوم على قاعدة الجيش في أردمتا بدأ أوائل الأسبوع الماضي، وصاحبه قصف الميليشيات لبعض المنازل في مخيم للنازحين داخليًا، مضيفًا أنّه عبر إلى تشاد بعد أن اعتقلته قوات الدعم السريع على الحدود ودفع أموالًا لإطلاق سراحه.

وأوضح أنّه رأى قوات الدعم السريع تقتل مدنيين بالنار خلال مداهمات لمخيم أردمتا، وأنّهم أجبروا الرجال على الوقوف في صفوف قبل أن يعدموهم.

من جهته، قال جندي فرّ من قاعدة أردمتا: إنّ هجومًا بطائرات مسيرة دمّر الأنظمة الدفاعية في القاعدة في وقت مبكر من يوم الجمعة، مضيفًا أنّ القادة العسكريين غادروا القاعدة بحلول صباح يوم السبت.

وقال الجندي الذي فضل عدم ذكر اسمه إنه عندما وصل إلى الحدود مع تشاد تظاهر بأنه مدني وأنكر أنه من المساليت من أجل المرور، مضيفًا أنّ أفرادًا من قوات حرس الحدود التابعة للدعم السريع أخذوا رجلًا آخر بعد أن وجدوا على هاتفه صورة له بالزيّ العسكري.

ومع انسحاب قوات الجيش السوداني من القاعدة، جمع زعماء المجتمعات المحلية في أردمتا الأسلحة التي كانوا يستخدمونها للدفاع عن أنفسهم في محاولة لتأمين ممر آمن للمدنيين، وفقًا لمكسيا وشرف الدين آدم وهو لاجئ آخر من المدنيين وصل إلى تشاد.

وقال آدم إنّ السكان الذين تمكنوا من الوصول إلى مركبات وعربات تمكّنوا من الفرار، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع ألقت القبض على آخرين أو أجبرتهم على العمل قبل أن تُوقف العشرات منهم في صفوف وتعدمهم في منطقة كوبري في أردمتا بعد منتصف نهار يوم الأحد.

وأضاف أنّه رأى عشرات الجثث لمدنيين ملقاة في الشوارع، كما تعرض أفراد آخرون للضرب والجلد.

وقال الجندي بالجيش مالك آدم مطر إبراهيم إنّه فرّ من أردمتا في قافلة مكوّنة من 15 مركبة على الأقل تقلّ مقاتلين ومدنيين هاجمتها قوات الدعم السريع بقذائف أثناء محاولتها الوصول إلى تشاد عبر طريق جبلي أطول.

وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أنّ الصراع في السودان أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة ونزوح أكثر من ستة ملايين، مضيفة أنّ أكثر من 500 ألف شخص عبروا الحدود إلى تشاد معظمهم من غرب دارفور.

من جهتها، أوضحت منظمة “أطباء بلا حدود” أنّ عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى تشاد ارتفع بشكل كبير في الأيام الثلاثة الأولى من نوفمبر/ تشرين الثاني الحال ليصل إلى 7 آلاف لاجئ، مشيرة إلى أنّ معظم اللاجئين كانوا من النساء والأطفال، الذين تحدث العديد منهم عن أعمال عنف واسعة النطاق ضد المدنيين.

بدورها، أفادت قوات حرس الحدود في تشاد بأنّ العدد اليومي للفارين من غرب دارفور ارتفع إلى 3146 يوم السبت، بينما ذكر مسؤولون في الأمم المتحدة بتشاد أنّه كان من المتوقّع عبور آلاف آخرون الحدود، لكنّ قوات الدعم السريع منعتهم من ذلك وطلبت منهم مالًا مقابل عبورهم.

ووصف توبي هاروارد المسؤول الكبير في الأمم المتحدة معني بالوضع في دارفور، التقارير والصور الواردة من أردمتا بأنها “مقزّزة”. وطلب في تغريدة على منصة “إكس” من المسؤولين حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إليهم دون قيود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى