تحقيقات

دعوات سودانية برؤية جديدة لمنبر جدة تراعي المتغيرات الداخلية


ترى قيادات في تحالف الحرية والتغيير، الذي يمثل القوى المدنية في السودان، أن هناك حاجة إلى رؤية جديدة لمنبر جدة تراعي المتغيرات الداخلية، في إشارة إلى التطورات الميدانية التي تصب في صالح قوات الدعم السريع.

وعاد طرفا الصراع في السودان إلى طاولة المفاوضات في جدة، بعد تعليقها لنحو أربعة أشهر، وتزامنت هذه العودة مع تحقيق قوات الدعم السريع نجاحات ميدانية مهمة أمام الجيش، وعلى أكثر من جبهة.

ولا تشارك القوى المدنية في السودان في الجولة التي تجري برعاية سعودية وأميركية، لكن أوساطا سياسية تقول إنه من المفترض أن تنخرط لاحقا في المفاوضات في حال تم إحراز تقدم بشأن المحاور الرئيسية المطروحة في علاقة بوقف لإطلاق النار وانسياب المساعدات الإنسانية.

وتوضح الأوساط أن القوى المدنية تنكب حاليا على ترتيب صفوفها، من خلال التحضير لعقد مؤتمر تأسيسي لجبهة موسعة تضم فعاليات نقابية ومجتمعية وحركات مسلحة، استعدادا للمرحلة المقبلة.

ياسر عرمان: الجيش يحتاج إلى تحرير نفسه من النظام السابق
وقال القيادي البارز في ائتلاف الحرية والتغيير ياسر عرمان، الثلاثاء، إن منبر جدة بحاجة إلى رؤية جديدة تراعي العوامل الداخلية والخارجية.

وأشار إلى أن الجيش يحتاج إلى تحرير نفسه من النظام السابق، متهما الأخير بأنه وراء إشعال الحرب، ويتحمل مسؤولية القتال وتدمير القوات المسلحة.

وأضاف عرمان في منشور عبر حسابه على إكس أن “مجموعة الإسلاميين والفلول الذين يقفون وراء الحرب وتولوا الدعاية الحربية، أقبلوا يتلاومون بعد الفشل الذريع الذي واجه انقلابهم وحربهم، كما بدأت الاعترافات تتوالى بأن الهجوم على المدينة الرياضية تم بدفع من الحركة الإسلامية لإدخال الجيش في الحرب”.

واندلعت الحرب بداية في مقر المدينة الرياضية جنوب الخرطوم، قبل أن تتمدد في جميع أنحاء العاصمة وتنتقل إلى دارفور وكردفان.

وطالب عرمان قوات الدعم السريع بتوظيف وضعها الحالي بالبحث عن حلول إستراتيجية قابلة للاستدامة، ومن خلال الاستفادة من تجربة النظام السابق الفاشلة التي قامت على العنف والقوة والاستهانة بالشعب والديمقراطية.

وسيطرت قوات الدعم السريع، الثلاثاء، على قاعدة الجيش في زالنجي بولاية وسط دارفور بعد أيام على سيطرتها على مقر القوات المسلحة في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور. وأعلنت قوات الدعم السريع الأربعاء عن حصارها لمقر الفرقة 15 في الجنينة من كل الاتجاهات.

وقال أحد القادة الميدانيين لراديو دبنقا المحلي إنها أمهلت الجيش بضع ساعات للاستسلام ومغادرة الفرقة، مبينا أنها ستهاجم القيادة في حال عدم الاستجابة، وأوضح أنها طالبت المواطنين بالابتعاد عن محيط الفرقة.

ويقول مراقبون إن النجاحات التي تسطرها قوات الدعم السريع على الميدان، سيكون لها أثر عميق ليس فقط على المفاوضات الجارية في جدة، بل وأيضا على مواقف القوى المدنية التي ورغم أنها تبدي ميلا للدعم السريع لكنها لم تعلن عن مواقف واضحة بهذا الخصوص.

وكان الموقف الوحيد الواضح والمعلن من المدنيين هو رفض منح فلول النظام السابق الفرصة للعودة إلى المشهد السوداني، وهو ما يتقاطع وموقف الدعم السريع.

قوات الدعم السريع تسيطر على قاعدة الجيش في زالنجي بولاية وسط دارفور بعد أيام على سيطرتها على مقر القوات المسلحة في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور

ورجح عرمان الذي يرأس الحركة الشعبية ــ التيار الثوري الديمقراطي، أن يتكرر ما حدث في زالنجي والجنينة ونيالا في مناطق أخرى، وقال إن ذلك له آثار سياسية واقتصادية وعسكرية عميقة في توازنات الحرب والسياسة.

وقال “الواجب يستدعي من القوى المدنية والعسكرية التعامل بشجاعة مع وضع السودان الحالي وطرح بدائل شاملة تقلل الخسائر البشرية والمادية”.

ودعا عرمان إلى ضرورة أن تستند البدائل إلى حماية المدنيين ووقف الانتهاكات وإيصال الإغاثة، إضافة إلى بناء جيش واحد مهني وإطلاق حكم مدني وتحقيق العدالة والمصالحة، علاوة على حل مؤسسات الدولة القائمة الأخرى وبناء أخرى تقوم بإعادة الإعمار وإصلاح الاقتصاد.

ويأمل السودانيون في أن تقود المفاوضات الجارية في جدة إلى رسم خارطة طريق لإنهاء النزاع المستمر منذ الخامس عشر من أبريل الماضي والذي أدى إلى مقتل الآلاف وشرد 5.9 مليون شخص من منازلهم.

وقدرت الخسائر الاقتصادية المباشرة جراء الحرب بأكثر من 100 مليار دولار بحسب بيانات مستقلة. كما توقف أكثر من 400 مصنع عن العمل تماما بعد اندلاع الحرب. وأحدثت الحرب دمارا واسعا في البنية التحتية شمل جزءا كبيرا من شبكات المياه والكهرباء والطرق والجسور وغيرها من المرافق الحيوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى