“هل تبددت آمال وقف الحرب في السودان بعد خطاب البرهان؟”
قطع قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان. الطريق أمام الداعين لوقف الحرب في البلاد.
جاء ذلك في أول خطاب له منذ بدء المواجهات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع الدائرة منذ أبريل الماضي، وما رشح من أنباء عقب خروجه من العاصمة الخرطوم. وبأن ذلك يأتي في إطار وجود وساطة دولية لإنهاء الحرب.
أكد البرهان، في كلمة له بقاعدة “فلامنغو” البحرية العسكرية في بورتسودان بولاية البحر الأحمر شرق البلاد، اليوم الإثنين. عدم وجود أي اتفاق أو صفقة لخروجه من مقر القيادة العامة في العاصمة الخرطوم، مؤكداً أن “الجيش مستمر في القتال”.
وقال: “المجال ليس للكلام الآن، ونكرس كل جهدنا لإنهاء المحنة والخروج منها أقوياء. نحن نقف في قتالنا دون أي ظهير، ونعتمد على أنفسنا في قتالنا”.
واقع وتاريخ
ويرى القيادي في مركزية الحرية والتغيير، عروة الصادق. أن البرهان مهما قال ومهما علت حدة نبرة خطابه لن يمضي سوى لاتفاق سلام وعملية سياسية تخاطب الأسباب والآثار، والحلول الممكنة للأزمة السودانية.
وأضاف الصادق أن الواقع والتاريخ في “أبوجا ونيفاشا وميشاكوس وجيبوتي”. يقول بحتمية الحوار والتفاوض، وذلك ما حدث في العالم.
وتابع: “رأينا كيف أبرمت اتفاقية السلام في أيرلندا الشمالية أو اتفاقية السلام في كولومبيا، وجميعها تستند إلى مبادئ الحوار والتفاوض والعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية”.
وقال، في تصريح “لا أرى مجالاً للهروب إلى الأمام سوى الركون للحلول السلمية والدبلوماسية التفاوضية، وضرورة استكمال مباحثات جدة بوساطتها السعودية الأمريكية وتكاملها مع مبادرة الإيغاد ودول الجوار السوداني”.
وأكد أن “جميعها تهدف إلى إنهاء الحرب وحل الخلافات بالتي هي أحسن، قبل الرضوخ لضغوط دولية قد تؤدي إلى تفاقم التوترات والعنف، وتقود إلى تمزيق البلاد وتقسيمها، ودخول الجماعات المتطرفة والإرهابية”.
ووصل قائد الجيش السوداني، اليوم الإثنين، إلى قاعدة “فلامنغو” البحرية العسكرية في بورتسودان التي سبقها بزيارة إلى مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمال البلاد، بعد ساعات من ظهوره وسط جنود الجيش في منطقة كرري العسكرية بأم درمان.
دعوة مُباشرة
وقال المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان، المعز حضرة، إن “الشعب السوداني، خصوصا من يعانون من ويلات الحرب، استبشر خيراً بخروج البرهان إلى مناطق لا توجد فيها حروب، في إشارة إلى سفر البرهان إلى بورتسودان شرقي البلاد”.
وأضاف أن “حديثه الأول في أم درمان جاء طيباً ولم يحمل روحا عدائية للطرف الآخر، حتى في عطبرة شمال العاصمة الخرطوم كذلك”.
ولفت حضرة إلى أن” خطاب البرهان اليوم فيه دعوة مباشرة للحرب واستمرارها حتى الانتصار”.
وقال: إن “تصريحاته تؤكد أنه سائر في طريق سوف يجني منه السودان تفرقة ومزيدا من الدماء والنازحين والعناء والقتل”، مؤكدا أن “الحرب لا تحتاج شجاعة، لكن إيقافها يحتاج إلى شجاعة”.
وأضاف: “خطابه لا يبشر بخير، ويؤكد أنه يتبنى خطابات فلول النظام السابق الذين يسيطرون على المشهد كاملاً في الخارجية والتفاوض والقبض على المدنيين والناشطين الذين يعارضون الحرب”.
الحل الشامل
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت، الأحد، رؤية جديدة لـ”الحل الشامل وتأسيس الدولة السودانية الجديدة، على أسس جديدة تحقق السلام المستدام، والحكم الديمقراطي المدني، وبناء مؤسسات مهنية وقومية عاكسة بحق لتنوع السودان”.
ونشر الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قائد قوات “الدعم السريع” في السودان، عبر حسابه على منصة “إكس”، الرؤية الجديدة، التي ترتكز على عدة محاور، أبرزها محور المبادئ العامة، الذي يتألف من 10 بنود، ومحور قضايا التفاوض، والمحور الأخير الذي يُعنى بالأطراف المشاركة.
مؤشر نهاية
ويرى المحلل السياسي صلاح باب الله أن خطاب البرهان مؤشر على اقتراب انتهاء الحرب، لا سيما أن الرجل أفاد بأن خروجه من القيادة العامة تم بترتيب من الجيش.
وقال باب الله إن “خروج البرهان يؤكد تقدم الجيش وإمساكه بزمام الأوضاع، وأضاف أنه في حال استئناف التفاوض سيستند على أرضية ممتازة”.
وشغل خروج البرهان من مقر قيادة الجيش في الخرطوم الرأي العام المحلي، وسط حديث عن ترتيبات بوساطة إقليمية لسفره خارج البلاد؛ لوضع تسوية تنهي الحرب في السودان.