تحقيقات

مآسي 4 أشهر من الأزمة السودانية


4 أشهر انقضت منذ ارتفع أزيز الرصاص في سماء العاصمة السودانية الخرطوم؛ معلنا بداية أزمة لم تضع أوزارها رغم اتفاقات هشة لوقف إطلاق النار ومبادرات للحل.

فالعاصمة السودانية لا تزال تستيقظ على أصوات الرصاص ودوي المدافع وأزيز الطيران الحربي، ومشاهد ألسنة اللهب والدخان، مع تضاؤل الحل السلمي لوقف الصراع في السودان الذي تحول إلى كارثة إنسانية بالغة التعقيد.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدن متتالية في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم من المدنيين، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.

وصباح اليوم السبت، اتسعت دائرة الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، في العاصمة الخرطوم، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وأفاد شهود عيان بأن اشتباكات جديدة اندلعت جنوبي الخرطوم، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في محيط مقر “سلاح المدرعات”.

وحسب الشهود، فإن أحياء “جبرة” و”الشجرة” و”مايو” و”الأزهري” و”السلمة” جنوبي الخرطوم، تعاني من أوضاع إنسانية سيئة.

ونشر الجيش السوداني عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك مقطعا مصورا يظهر قواته وهي توزع مواد غذائية للمواطنين في المنطقة.

وعلق الجيش قائلا: “ترسيخا للقيم السودانية المتجذرة والتكافل الاجتماعي في أحلك الظروف، قيادة منطقة الشجرة العسكرية تشرع في توزيع مواد غذائية للمواطنين بمحيط سلاح المدرعات”.

ووفق الشهود، فإن مدينة بحري شمالي الخرطوم ما زالت تشهد اشتباكات مسلحة، مع تحليق مكثف للطيران الحربي، وسماع أصوات المدافع.

أوضاع كارثية 

يقول المواطن عادل عبد الغني، إن “مدينة بحري لا تزال تشهد أوضاعا كارثية جراء الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.”

وأشار عبد الغني إلى أن “القصف العشوائي تسبب في تدمير منازل، ونزوح مواطنين من منازلهم في الأحياء السكنية”، مضيفا أنه “مع استمرار الحرب أصبحنا نعاني من نقص الغذاء والدواء”.

وطبقا للشهود، فإن مدينة أم درمان، غربي العاصمة، تشهد أيضا اشتباكات، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض، كما قصف الجيش السوداني بالمدفعية الثقيلة مواقع لقوات “الدعم السريع” في عدد من المواقع بالمدينة.

وتقول المواطنة، عبير عبد المنعم، إن “مدينة أم درمان تشهد اشتباكات مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم، ما أثر سلبا على حياة المواطنين.”

وأضافت عبير في حديثها قائلة إن “حياتنا أصبحت قاسية بسبب الانقطاع المستمر في نقص الكهرباء والمياه والدواء”.

وتابعت: “المستشفيات بلا كوادر طبية أو أدوية، والمرضى يعانون، ونتمنى أن تتوقف الحرب فورا”.

هروب إلى المجهول

مع تضاؤل الحل السلمي، ما زالت مدن الأبيض و”بارا” و”أم  رواية” بولاية شمال كردفان (جنوب)، تشهد اشتباكات متقطعة بين الجيش السوداني و”قوات الدعم” السريع، ما أثر سلبا على الحياة في المنطقة.

ويقول المواطن، عمر فاروق، إن “الاشتباكات بين القوتين المتصارعتين ما زالت مستمرة بولاية شمال كردفان”.

وأشار إلى أن “مدينة الأبيض تعاني نقصا مريعا في خدمات المياه والكهرباء، وأن مستشفى المدينة يشكو النقص الحاد في الطواقم الطبية والأدوية”.

كما تشهد مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، أوضاعا متردية ونقصا في الخدمات الضرورية ونزوحا مستمرا إلى دولة تشاد المجاورة.

من جهتها، تقول المواطنة آمنة اسحق إن “الحياة بمدينة الجنينة باتت تطرد السكان في ظل انعدام الأمن هناك”.

وناشدت آمنة في حديثها المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية “الوصول إلى المدينة وتقديم المساعدات الإنسانية إلى المتأثرين والمحتاجين”.

ومع استمرار الصراع، أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء الماضي، نزوح 4 ملايين شخص في السودان بسبب الاشتباكات منذ أبريل الماضي، 71% منهم في ولاية الخرطوم.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية كليمنتين نكويتا سلامي، في بيان: “بعد 16 أسبوعا من النزاع في السودان، نزح نحو 4 ملايين شخص داخل البلاد”.

آفاق الحل تتضاءل

مع استمرار أزيز الرصاص، تتضاءل الآمال بحل سلمي ينهي الأزمة، ففي 13 يوليو الماضي، استضافت القاهرة قمة دول جوار السودان لبحث تداعيات الأزمة.

وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو الماضي محادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقع خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.

وفي 15 يونيو الماضي، أعلنت وزارة الخارجية السودانية رفضها رئاسة دولة كينيا للجنة المنظمة الحكومية الدولية للتنمية في شرق أفريقيا” إيغاد” المعنية بإنهاء القتال ومعالجة الأزمة في السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى