تحذيرات الدعم السريع من محاولات فلول البشير لإشعال حرب قبلية
كشفت قوات الدعم السريع في السودان في بيان اليوم الأربعاء ان الجيش والمخابرات تقوم بالتغطية على نشاطات للمؤتمر الوطني العام المنحل في شرق السودان لتأجيج الأوضاع والتحريض على حرب قبلية.
وقالت قوات الدعم “ان خروج قيادات النظام البائد من السجون وحمايتهم وتحركهم من ولاية الخرطوم إلى ولايات السودان المختلفة وانخراطهم في الحرب كان بترتيب تام من قيادات المؤتمر الوطني في القوات المسلحة”.
وأوضحت ان ” التحركات العلنية والاجتماعات التي أقامتها قيادات المؤتمر الوطني بشرق السودان بعلم وتنسيق من قيادات القوات المسلحة الانقلابيين وتحت حماية الاستخبارات العسكرية وحكومات الولايات تكشف بجلاء حجم المؤامرة التي يتعرض لها الشعب السوداني والتي تمثل الحرب الدائرة مجرد بداية لها”.
وشهدت عدة مناطق في السودان خاصة دارفور حربا عرقية وقبلية مدمرة ادت لسقوط عدد كبير من القتلى إضافة الى حركة نزوح غير مسبوقة ما أثار انتقادات دولية وحقوقية فيما أعادت تلك الانتهاكات أحداثا شهدها الإقليم قبل سنوات ودفعت محكمة الجنايات الدولية لرفع قضايا بتهم ارتكاب جرائم حرب ضد الرئيس السابق عمر البشير وعددا من مساعديه.
وحذر الدعم السريع “من نذر الحرب الأهلية بين مكونات شرق السودان والتي بدأت ملامحها تطل من خلال تسليح بعض القبائل دون الأخرى مما يشكل مهدداً للنسيج الاجتماعي الذي يعاني أصلاً من احتقان متراكم وبات الآن قابلاً للاشتعال من جديد بعد توفر كافة العوامل التي تساعد في تفجر الصراع”.
وذكر “بقرار التعبئة العامة الذي أصدره قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وفتح المعسكرات لمليشيات المجاهدين المتطرفة وتسليحها تمت جميعها بأوامر مباشرة من قيادة النظام البائد التي باتت تتحكم في مجريات الأمور داخل القوات المسلحة وفي تسيير جميع مؤسسات الدولة”.
واتهم مسؤولون سابقون في نظام الرئيس السابق عمر البشير على غرار احمد هاون بتسليح مجموعات اسلامية متطرفة لمعاضدة الجيش بهدف العودة الى السلطة.
ولا تزال الاشتباكات متواصلة بين قوات الدعم والجيش حيث شهدت العاصمة الخرطوم صباح الأربعاء اشتباكات بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
وقال شهود عيان إن “الاشتباكات اندلعت في حيي “الشجرة” و”جبرة” في محيط سلاح المدرعات”.
وحسب الشهود فإن “مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا اشتباكات مسلحة، مع تحليق مكثف للطيران الحربي”.
وأوضحوا أن “مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، شهدت اشتباكات عنيفة ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية”.
وأعلن الجيش السوداني، اليوم، مقتل 23 من عناصر قوات الدعم ، بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.
وذكر الجيش في بيان مقتضب، “قوات العمل الخاص بمنطقة أم درمان العسكرية نفذت (أمس) هجوما على مخابئ المليشيا المتمردة داخل منازل المواطنين”.
وأوضح البيان أن الهجوم “أسفر عن مقتل عدد 23 متمردا واستلام عدد من العربات القتالية”.
كما نشر الجيش مقطعا مصورا يشير إلى “تمشيط قوات العمل الخاص بسلاح المدرعات حيي الشجرة وجبرة جنوبي العاصمة الخرطوم”.
من جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع، في بيان قوات الجيش “بقصف مباني مستشفى الأطباء بالخرطوم مما أدى إلى تدمير المبنى”.
وتابع البيان “تسبب القصف العشوائي في تدمير 18 مستشفى بما في ذلك المعدات والأجهزة الطبية مما أعاق عودة تلك المستشفيات للخدمة.”
كما أعلنت السلطات السودانية الأربعاء حظر التجوال الليلي بولاية شمال كردفان جنوب البلاد اعتبارا من 2 أغسطس/آب 2023.
وقال بيان صادر عن الولاية “أصدر والي (حاكم) ولاية شمال كردفان عبد الخالق عبداللطيف أمر طوارئ لسنة 2023 بإعلان حظر التجوال بالولاية اعتبارا من 2 أغسطس/اب 2023”.
ونص القرار على أن “يحظر التجوال من الساعة السابعة مساء وحتى الخامسة صباحا (بالتوقيت المحلي) في الولاية، إلا للضرورة الملحة، على أن يطبق الأمر داخل الحدود الجغرافية لولاية شمال كردفان”.
وأضاف “كل من يخالف أحكام هذا الأمر يعاقب بدفع غرامة مالية أو بالسجن أو بالعقوبتين معا، وفي حالة تكرار المخالفة فإن العقوبة سوف تتم مضاعفتها”.
ووجه القرار الأجهزة الأمنية والسلطات التنفيذية بمحليات الولاية والجهات ذات الصلة، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ الأمر، وفق المصدر ذاته.
ومن جانب اخر ردت قوات الدعم السريع على الاتهامات الموجهة لها بالتورط في عمليات تخريب في عدد من المناطق خاصة ام درمان بينما تشير كل المصادر الميدانية ان الجيش وداعميه من المجموعات الإسلامية هم من يستهدفون المنشئات المدنية والخدماتية لتأليب الرأي العام.
واظهر فيديو لعناصر من الدعم نشر في الصفحة الرسمية لتلك القوات على الفايسبوك وهي تسهر على صيانة محطة كهرباء أم درمان التحويلية وحماية “الاتيام الهندسية” فيما اكد احد العناصر ان قوات الدعم قامت بتامين وحماية بعض المهندسين المختصين وجلبهم للقيام بمهام الصيانة.
وتحدث احد المهندسين عن الجهود التي تبذل لصيانة محطة الكهرباء في ام درمان واصلاح محطات الكهرباء لتوفير الطاقة تحت حماية عناصر قوات الدعم.
ويكشف هذا الفيديو الجهود التي تبذلها قوات الدعم لتحسين الخدمات وانهاء معاناة المواطنين في بعض المناطق التي تشهد اشتباكات.
وتؤكد قوات الدعم السريع التزامها الراسخ بالقانون الدولي الإنساني واحترام المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وشدد قائد ثاني قوات الدعم الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو خلال لقائه بالممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي السيدة باميلا باتن على رفض أي تجاوزات أو تعدي بحق المدنيين قد تنجم جراء الصراع الدائر سواء كان من أفراد قوات الدعم أو من أي طرف آخر.
وتتطرق الجانبان وفق بيان نشر في الصفحة الرسمية للدعم السريع “للأوضاع في السودان وإفرازات الحرب على المدنيين” حيث “تم التأكيد على التعاون بين قوات الدعم السريع والأمم المتحدة لضمان سلامة المدنيين ومنع وقوع أي تجاوزات أو تعديات بحقهم”.
وأكد الفريق عبدالرحيم حمدان للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة كذلك رفض قوات الدعم السريع لأي انتهاك لحقوق الإنسان لجهة أن الامر يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي وعادات وتقاليد المجتمع السوداني معلناً استعداده للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة للتحقيق بشأن أي مزاعم انتهاك لحقوق الانسان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش و”الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج البلاد، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش السوداني بقيادة البرهان، و”الدعم السريع”، بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.