السودان على حافة التفكك: دور الإخوان والبرهان في المشهد
أطلق القيادي في تحالف “صمود” الوزير السابق، خالد عمر يوسف، تحذيرات شديدة اللهجة من تحركات وصفها بـ “المغامرات الخطيرة” التي تقودها نخب متنفذة في مدينة بورتسودان ـ تضم عناصر من الجيش ورموزاً من النظام السابق وقيادات محسوبة على التيار الإخواني ـ معتبراً أنّ هذه المسارات تضع وحدة السودان وسلامة أراضيه على المحك، وتهدد بدفع البلاد نحو نفق مظلم من التشظي والانقسام.
وفي تدوينة عبر موقع (إكس) لاقت صدى واسعاً في الأوساط السياسية، أكد خالد عمر يوسف أنّ الترويج لمشاريع تقسيم السودان في الوقت الراهن لن يقود إلى قيام دول مستقرة، بل سيفضي إلى خلق “دويلات يديرها أمراء حرب”، وهو ما يعني غياب الاستقرار وتحول البلاد إلى بؤر صراع لا تنتهي.
وأوضح يوسف أنّ هذه التوجهات التي تتبنّاها قيادات نافذة في بورتسودان، تستهدف تكريس واقع الانقسام الجغرافي والسياسي، هرباً من استحقاقات السلام والتحول الديمقراطي.
وطالب القيادي السوداني بضرورة الوقف الفوري لما وصفه بـ “حالة الجنون” التي تستهدف تفتيت الخارطة الوطنية.
وشدد خالد عمر يوسف على أنّ المخرج الوحيد للأزمة يتمثل في ثلاث نقاط جوهرية: الوقف الفوري للعدائيات، دون شروط مسبقة لحماية ما تبقى من دماء السودانيين، والانخراط في عملية سياسية لا تستثني أحداً لصياغة “عقد اجتماعي جديد”، والعودة إلى مسار التحول الديمقراطي الذي يؤسس لمواطنة متساوية بعيداً عن هيمنة السلاح.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه مدينة بورتسودان، التي باتت عاصمة إدارية مؤقتة، حراكاً سياسياً مكثفاً لتيارات النظام البائد والحركة الإسلامية الداعمة لاستمرار الخيار العسكري.
ويرى مراقبون أنّ تحذيرات يوسف تعكس مخاوف القوى المدنية من إغلاق أبواب التفاوض نهائياً والاتجاه نحو “سودان مشوّه” مقسم بين مناطق نفوذ عسكرية وميليشياوية، وهو ما ينهي آمال العودة إلى مسار “الدولة الواحدة”.
وتتزامن هذه التحذيرات مع ضغوط دولية متزايدة للعودة إلى مائدة المفاوضات، في حين يرى تحالف “صمود” أنّ أيّ مسار يكرس لسلطة “أمر واقع” في بورتسودان أو غيرها سيقود البلاد حتماً إلى الانهيار الشامل.




