السودان.. كيف يواجه الطلاب كوارث الحرب المستمرة؟
منذ منتصف أبريل ولا يوجد شيء في السودان سوى الحرب. في ظل استمرار الصراع بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي والجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان مستمرين في الطلقات النارية والقصف الجوي، وشعب السودان في معاناة كاملة.
ويواجه الملايين من الطلاب في السودان سواء في مرحلة التعليم الأساسي أو التعليم الجامعي وهو ما ينذر بكارثة داخل الدولة، فالطلاب هم مستقبل البلاد ولكن هل هناك مستقبل في دولة تعاني من حرب أهلية دموية؟
مستقبل مجهول للطلاب
ويعيش آلاف الطلاب السودانيين حالةً من اليأس والقلق على مصير مجهول نتيجة تعطيل الدراسة في الجامعات إلى أجل غير مسمى، بسبب الحرب وسط توقعات بأن تؤدي الاشتباكات المسلحة إلى تعقد الأوضاع الأكاديمية بشكل أكبر.
وفقد كثير من الطلاب شهاداتهم التعليمية ووثائقهم جراء قصف بعض مؤسسات التعليم العالي في العاصمة الخرطوم، علاوة على عمليات النهب والسلب التي تعرضت لها جامعات أخرى خاصة وحكومية.
وأمام هذا الغموض يتشارك الطلبة العرب والأفارقة الذين فروا من جحيم القتال في السودان من دون استكمال دراستهم المأساة والكارثة مع نظرائهم في السودان.
التعليم الأساسي
هناك أكثر من 13.6 مليون طفل في حاجة ماسة للدعم الإنساني المنقذ للحياة، حيث تحولت المدارس في السودان إلى بيوت أشباح نتيجة للقصف المستمر للقوات من الجهتين وتحول عدد من المدارس أيضًا إلى ثكنات عسكرية.
ودفع إغلاق المدارس إلى انقطاع آلاف الطلاب عن التعليم، حيث تعطل قطاع التعليم كليا في ولاية الخرطوم بسبب تضرر المدارس جراء الحرب، فضلا عن المخاوف الأمنية.
وكان أطفال السودان يعانون على المستوى التعليمي قبل اندلاع الصراع الأخير؛ إذ يشير تقرير منظمة “يونيسف”، في سبتمبر 2022، إلى أن نحو 6.9 مليون طفل سوداني، أي طفل من كل ثلاثة أطفال في سن الدراسة، غير ملتحقين بالعملية الدراسية.
عملية تعليمية معقدة
ويقول الإعلامي السوداني محمد إلياس: إن الحالة المعقدة للعملية التعليمية بالجامعات السودانية تعود إلى فترة اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس السابق عمر البشير، في ديسمبر 2018، التي انتهت بالإطاحة به، ونتيجة لتلك الاضطرابات، ثم تفشي كوفيد-19، تراكمت دفعات الخريجين بالجامعات، دون إنهاء دراستهم.
وأضاف أنه مع الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 4 أشهر لا يوجد مستقبل في السودان، وتحولت الجامعات والمدارس إلى ثكنات عسكرية ومخازن للسلاح وحتى لو انتهت الحرب فلن يعود الطلاب في ظل بنية منهارة.
ويقول شوقي عبد العظيم المحلل السياسي السوداني: الجامعات السودانية كانت تعاني من أزمات تمويلية عدة، إلا أن الحرب الأخيرة زادت من معاناة الشعب بصفة عامة وأثر الحرب الكارثي أكبر بكثير من التأثير على التعليم العالي فقط؛ إذ قتل المواطنون، وروعوا، ونهبت ممتلكاتهم، ودمرت المستشفيات، وسرقت البنوك والمدارس والجامعات.
وأضاف : كل هذه الأمور لا تساعد على تنفيذ أي خطة لتطوير التعليم العالي، ولا أي عملية تطوير أخرى في كل البلاد، والكثير من الكليات تتواصل مع خريجيها القدامى في حملات لتمويلها قبل الحرب.