قطاع التعليم يختنق… معلمون يعملون دون أجر منذ 2023
في ظل الأزمة الممتدة التي يعيشها السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، أصدرت لجنة المعلمين السودانيين بياناً شديد اللهجة يوم السبت 15 نوفمبر 2025، أعربت فيه عن قلقها البالغ إزاء ما وصفته بـ”معاناة آلاف المعلمات والمعلمين” الذين أُحيلوا إلى المعاش دون صرف حقوقهم القانونية والمستحقة طوال هذه الفترة الحرجة، مؤكدة أن أوضاعهم الإنسانية والاقتصادية بلغت مستويات غير مسبوقة في تاريخ البلاد الحديث.
أوضحت اللجنة أن آلاف المعلمين وجدوا أنفسهم فجأة خارج الخدمة بلا مرتبات أو معاشات، ودون أي سند يساعدهم على مواجهة أعباء الحياة اليومية في ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد. وأضاف البيان أن المعلم الذي أفنى عمره في قاعات الدرس، يربي الأجيال ويغرس الوعي والقيم، كان الأولى أن يُكرم ويُحتفى به، لا أن يُترك في مواجهة الجوع والمرض والضياع. وأشارت اللجنة إلى أن كثيراً من المعلمين قضوا أكثر من ثلاثين عاماً في خدمة الوطن دون أن يحصلوا على استحقاقاتهم القانونية.
حملت لجنة المعلمين السودانيين الجهات المختصة كامل المسؤولية عما وصفته بـ”الإهمال الجائر”، مشددة على ضرورة صرف جميع استحقاقات المعلمين المحالين للمعاش فوراً وبأثر رجعي منذ تاريخ إحالتهم في عام 2023. وأكدت اللجنة أهمية إلزام وزارة المالية وديوان المعاشات بوضع جدول زمني واضح لصرف المستحقات المتأخرة، وإعلان ذلك للرأي العام لضمان الشفافية والالتزام.
دعا البيان إلى معالجة أوضاع المعلمين المرضى وكبار السن عبر توفير إعانات عاجلة وضمان وصول الخدمات الأساسية إليهم، بالإضافة إلى رفض إحالة أي معلم أو معلمة إلى المعاش خارج اللوائح القانونية ودون ضمان كامل حقوقهم. وشددت اللجنة على ضرورة الالتزام بقرار “معاش المثل” الذي انتزعته منذ عام 2021، وتم التأكيد عليه خلال إضراب عام 2022، لكنه لم يُطبق بسبب غياب الإرادة لدى الدولة لإنصاف المعلمين.
طالبت اللجنة بإطلاق حملة مجتمعية واسعة لدعم المعلمين المتضررين إلى حين التزام الدولة بواجباتها تجاههم. وأكدت أنها ستواصل متابعة هذا الملف حتى تُعاد الحقوق إلى أصحابها ويُرفع الظلم عن منارات المعرفة الذين حفظوا للوطن اسمه وكرامته. وشددت على أن المعلمين لن يتراجعوا عن أداء رسالتهم ولن يخذلوا البلاد في أحلك الظروف، رغم ما يواجهونه من تحديات جسيمة.
أشارت اللجنة إلى أن قطاع التعليم، مثل باقي القطاعات، واجه تحديات كبيرة منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023. وشملت هذه التحديات فقدان آلاف المعلمين وظائفهم بسبب استمرار النزاع، إلى جانب توقف مرتبات الآلاف منهم وسط أوضاع اقتصادية متدهورة تعيشها البلاد نتيجة الحرب، ما فاقم من معاناة العاملين في هذا القطاع الحيوي.




