التضليل الإعلامي يشتعل في السودان.. فبركة الصور تهدد مسار وقف الحرب
في السودان، تتداخل جهود وقف الحرب مع حملات تضليل ممنهجة تُسوّق الأزمة عبر صور ومقاطع مفبركة. فهل تنتصر مساعي السلام على هذه الحملات؟
من الفاشر إلى كوميا مشاهد مزيفة خدعت الملايين. ووسط هذا الضجيج الرقمي تلوح فرصة نادرة لوقف القتال عبر هدنة إنسانية اقترحها الشركاء الدوليون.
ووافق الدعم السريع على الهدنة، بينما أعلن الجيش التمسك بالميدان. ورأت الأمم المتحدة في مبادرة “الرباعية الدولية” فرصة نادرة لفتح بوابة الحوار السياسي.
وفي ضوء هذه المستجدات، يبرز السؤال: هل تنجح هذه الفرصة في كسر دائرة الحرب، أم تُجهض كما أجهضت مبادرات سابقة تحت ضغط السلاح والفبركات؟
-
الجيش السوداني بين التضليل الإعلامي والواقع الميداني: صناعة الانتصارات الوهمية
-
الجيش السوداني والدعاية الزائفة: حرب الإعلام بدل المعارك
في حديث لغرفة الأخبار على “سكاي نيوز عربية”، قال رئيس تحرير مجلة “أفق جديد” عثمان فضل الله، ردا على هذا السؤال: “أعتقد أنه لا زالت الفرصة مواتية لقبول الجيش بالهدنة. وذلك للوضع الذي قد يكون أشبه بالكارثة في عدد من المناطق بالسودان وليس الفاشر فقط”.
وأضاف فضل الله: “تحتاج مدن كثيرة في السودان إلى إعانات عاجلة لا تحتمل التأجيل. حتى المناطق التي يسيطر عليها الجيش أو تلك التي خفّت فيها العمليات العسكرية. تعاني من تفشي الجوع والحاجة الملحة للمساعدات”.
وأشار فضل الله إلى عدة عوامل من شأنها دفع الجيش للقبول بالهدنة. موضحا أن “الوضع الإنساني من عوامل الضغط على الجيش. بالإضافة إلى التحركات القوية للرباعية الدولية، الأمر الذي شكّل ضغطا دوليا لوقف الحرب قد يكون بهذه القوة للمرة الأولى”.
-
هكذا أسقط الإعلام الحر في السودان رواية الإخوان
-
صحفيون: غياب السياسات الرسمية يهدد مستقبل الإعلام الإلكتروني
موقف ضبابي
وصف فضل الله موقف الجيش من الهدنة ووقف الحرب بـ”الضبابي”. مضيفا أنه “لم يصدر توضيح مفصل عن سبب عدم قبول الجيش بالهدنة أو ما هي اعتراضاته عليه”.
وتابع فضل الله قائلا إن “ما حصل في الفاشر حيث سيطرت قوات الدعم السريع. خلط الأوراق بالنسبة للجيش على أساس أنه لو توقف وقبل بالهدنة وبدأت مفاوضات، فإنه سيكون الأضعف”.
ولمّح فضل الله لدور “حلفاء للجيش”، يدفعونه لرفض الهدنة. ويضغطون عليه كي لا يدخل في أي مفاوضات تهدف لإنهاء الحرب.
ووفق فضل الله فإن قيادات في الجيش، تلقت تهديدات بالقتل في حال قبلوا بوقف الحرب. نظرا لمصلحة الجهة الأخرى الضاغطة باستمرارها لصالح مشروع سياسي خاص بها.
-
الجيش السوداني والإخوان يحاصرون قطاع الصحافة والإعلام: ما الجديد في هذا الصراع؟
-
السودانيون بين فكي الإخوان: التضليل الإعلامي وتهديدات الجيش للمؤسسات الصحفية
صور ومقاطع فيديو مفبركة
وتطرق الحديث في “غرفة الأخبار” إلى الصور ومقاطع الفيديو المفبركة .والتي يتم إنتاجها بالذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات الأخرى، واستخدامها في التأثير على الرأي العام والتضليل.
وحول هذه النقطة، قال فضل الله: “الداعمون لاستمرار الحرب هم من يقفون وراء هذه الوسائل، وفي مقدمتهم مجموعات الحركة الإسلامية. لقد عملوا على شحن الرأي العام قبل معركة الفاشر. وأعدوا العدة لتصوير مشاهد معدلة سبق التحضير لها، باستخدام تقنيات كالذكاء الاصطناعي”.
-
هكذا يحاول إخوان السودان فرض سيطرتهم على وسائل الإعلام ومحاصرة الصحفيين
-
مستشار الدعم يشرح سبب غياب حميدتي عن وسائل الإعلام
وبيّن فضل الله أن هذه الجهات ضخّمت من الصورة في الفاشر. وأغرقت منصات التواصل الاجتماعي بالصور والفيديوهات المعدلة. الأمر الذي لم يحدث في غضون زمن قصير وإنما تم التحضير له جيدا وقبل مدة.
واختتم فضل الله تصريحاته قائلا: “لم تعد الحروب تقليدية. وإنما باتت تشمل جوانب عديدة. هناك جهات تريد أن يستمر نزيف الدم في السودان، لاستثمار الحرب من أجل هدفها المتمثل في العودة إلى السلطة”.




