أحداث

الإخوان في السودان… تعبئة جديدة لإفشال التسوية المنتظرة


في وقت تتصاعد فيه المطالب المحلية والدولية لإنهاء الحرب في السودان، كثفت قيادات تنظيم الإخوان “نظام المؤتمر الوطني المحلول” حملات الاستنفار الشعبي الداعية للحسم العسكري، في تحرك وصفه مراقبون بأنّه محاولة مباشرة لعرقلة مسار السلام.

يأتي هذا التحشيد بالتزامن مع بروز ملامح تسوية سلمية تطرحها “المجموعة الرباعية” الدولية، والتي يُعتقد أنّها تقصي الحركة الإسلامية بالكامل عن مشهد ما بعد الحرب.

واكتسبت جهود السلام زخمًا كبيرًا مؤخرًا، سواء داخليًا عبر حملة “أنقذوا السودان” المدنية، أو دوليًا مع تكثيف مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، اتصالاته لتنفيذ خطة الرباعية لهدنة إنسانية لثلاثة أشهر.

وفي المقابل، جاء رد فعل “الإخوان” سريعًا وعسكريًا، خاصة عقب سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر. وأصدر حزب المؤتمر الوطني “المحلول” بيانًا يدعو إلى “إعلان حالة الطوارئ القصوى” و”التعبئة العامة”، وهو ما تبعه إعلان (9) ولايات خاضعة للجيش الاستنفار.

وقاد حملات التحشيد قيادات إخوانية بارزة. ففي تسجيل صوتي دعا الأمين العام للحركة الإسلامية، علي كرتي، ضمنيًا لاستمرار القتال.

وظهر المصباح طلحة، قائد (كتيبة البراء) “الجناح المسلح للتنظيم”، في مقطع فيديو أمام مستنفرين جدد في شمال السودان، متعهدًا بالاستمرار في القتال حتى “تحرير كل السودان”، مستخدمًا شعارات دينية تذكّر بحرب التسعينيات التي أدت إلى انفصال الجنوب.

وأفادت مصادر محلية بصدور توجيهات لأئمة المساجد في مناطق سيطرة الجيش لتخصيص خطب الجمعة للدعوة إلى الاستنفار. ويرى مراقبون أنّ هذا السلوك يهدف بشكل أساسي للضغط على قيادة الجيش لرفض التسوية.

وتتضارب التقارير حول موقف الجيش؛ فبينما أشارت تسريبات لاقتراب التوقيع على الهدنة بعد اجتماعات غير مباشرة في واشنطن، أكدت تقارير أخرى أنّ قيادة الجيش “تواجه ضغوطًا كبيرة من حلفائها في تنظيم الإخوان لعدم القبول بالخطة”.

ونقلت التقارير عن المحلل السياسي صلاح شعيب قوله: إنّ “الإخوان يسعون للمحافظة على تأثيرهم على المشهد الحربي”، ويسعون “لإطالة أمد الحرب حتى لا يخرجوا من ساحتها صفر اليدين”.

ورغم هذا التحشيد يشكك محللون في نجاحه. وأشار المحلل صلاح حسن جمعة إلى أنّ “ألاعيب الحركة الإسلامية لن تنطلي على الشعب السوداني”، لافتًا إلى أنّ الوعي الشعبي يطالب قادة التنظيم بإعادة أبنائهم المقيمين في الخارج “ليتقدموا صفوف القتال” قبل الزجّ بآخرين في الحرب.

وكانت حكومة تحالف (تأسيس) التي تضم قوات الدعم السريع، والتي تم تشكيلها قبل بضعة أشهر في نيالا بإقليم دارفور، قد أكدت استعدادها للتعاطي مع خطة المجموعة الرباعية، لكنّ التحالف لم يعلن حتى الآن موقفًا رسميًا من التقارير التي تحدثت عن توقيع وشيك على الهدنة الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى