تحقيق دولي يكشف شبكات الإخوان لتجنيد المرتزقة في السودان عبر بوغوتا وإريتريا

كشف تحقيق صحفي معمّق عن تطور خطير في الحرب السودانية، يتمثل في لجوء السلطات في بورتسودان، التي يتهمها منتقدون بأنّها “مختطفة” من قبل “الحركة الإسلامية” (الإخوان). إلى تجنيد مرتزقة من كولومبيا لتعويض خسائر الجيش الفادحة.
-
الإخوان والجيش.. تحالف مصلحي يهدد فرص إنهاء الحرب السودانية
-
تواطؤ خطير؟ الجيش السوداني متهم بالخضوع لضغوط الإخوان للإفراج عن قيادي في القاعدة
ففيما ظلت قيادة الجيش تنفي رسميًا وجود أيّ مرتزقة أجانب، أكد تحقيق نشره موقع “in depth reports” أنّ المقاتلين الكولومبيين أصبحوا “جزءًا من الحرب” الدائرة منذ نيسان (أبريل) 2023. وأنّهم ينشرون الخوف واليأس على خطوط المواجهة في دارفور وكردفان.
ويربط مراقبون، مثل الكاتب عدنان إبراهيم عيسى، هذا التحرك اليائس بـ “الحركة الإسلامية” التي تسعى للعودة إلى السلطة “على بقايا عظام الشعب السوداني”. وتستخدم الجيش كواجهة لمشروعها.
وفقًا للتحقيق، أصبح المرتزقة المتحدثون بالإسبانية حلًا يائسًا يُقوض شرعية الجيش. ويتم استقطابهم عبر إعلانات في بوغوتا وميديلين عن “وظائف أمنية برواتب مجزية في الشرق الأوسط” وعقود بالدولار الأمريكي.
-
الإخوان والمصالح المظلمة.. 5 أسباب تقف خلف استمرار الحرب في السودان
-
لماذا يختبئ الإخوان في ظلال حرب السودان؟ 5 دوافع رئيسية
وقد برزت كولومبيا كـ “مستودع بشري” لهذه السوق. وتنقل الباحثة ماريا تيريزا رويز أنّ “كولومبيا تنتج عمالة عسكرية رخيصة”، حيث يغادر الجندي الخدمة بخبرة قتالية لا مثيل لها .ولكن “دون مستقبل اقتصادي”، ممّا يجعلهم موردًا مثاليًا لشبكات المرتزقة المنظمة التي تضم شركات أمنية ووسطاء.
ويؤكد المهندس عدنان، في مقالة نشرها عبر موقع (سكاي سودان). أنّ اللجوء للكولومبيين ليس سوى جزء من صورة أكبر لجيش “مؤدلج” لم يعد وطنيًا. بل تحول إلى “مجموعة كبيرة من الميليشيات والإرهابيين” تقاتل بالإنابة عن الحركة الإسلامية.
ويستشهد بميليشيات مثل “البراؤن” و”الدراعون” و”المقاومة الشعبية” و”المجاهدون”. بالإضافة إلى حركات مسلحة تابعة لشخصيات مثل مناوي وجبريل ومالك عقار والأمين داؤود.
-
شهادات صادمة.. مهنة الاغتصاب تكشف وحشية الإخوان بالسودان
-
أجندة الفوضى.. كيف يحارب الإخوان أي جهود لإنهاء أزمة السودان؟
وكان محمد الجاكومي، المحسوب على تحالف بورتسودان. قد كشف بنفسه في لقاء متلفز عن إقدام الجيش على تدريب آلاف الشباب في إريتريا، وهو ما يؤكد نمط الاعتماد على مقاتلين من خارج المنظومة الرسمية.
ويرى الباحث في دراسات الأمن الدكتور أندرياس كريغ أنّ “الاعتماد على المرتزقة الأجانب يعكس عجزًا عن تجنيد مقاتلين محليين، ويُقوّض الشرعية أكثر ممّا يُقويها”.
ويأتي هذا في وقت يعاني فيه السودان من عزلة دبلوماسية وقيود أمريكية وأوروبية. ممّا يجعل خيار المرتزقة وسيلة “غير رسمية” للحصول على الدعم.
-
المجتمع الدولي يضغط.. والإخوان يرفضون مخرجات الحل في السودان
-
الكيماوي يفتح ملفًا أسود.. البرهان والإخوان أمام المحكمة الجنائية
-
البرهان يرفض إقصاء الإخوان ويكشف تفاصيل اتصالاته مع مبادرة الرباعية
-
الجزيرة تحت النار.. انتهاكات ممنهجة من الجيش وميليشيات الإخوان
-
خيارات صعبة أمام البرهان: هل يقطع علاقة النظام بالإخوان لإنهاء العزلة الدولية؟




