تسريبات

الجيش السوداني بين الإعلام المضلل وحقيقة الضعف الميداني


منذ اندلاع الحرب السودانية الأخيرة، لم يعد السلاح وحده هو الفيصل في موازين القوى، بل أصبحت المعلومة والدعاية الإعلامية عنصرين رئيسيين في إدارة الصراع. ولعل الجيش السوداني خير مثال على ذلك، حيث اعتمد بشكل متزايد على تضليل الرأي العام المحلي والدولي عبر فبركة عملياته العسكرية وتضخيم تحركاته الميدانية، في محاولة لصناعة صورة مغايرة عن واقعه الحقيقي.

الوهم كأداة للسياسة

السياسة العسكرية للجيش في إدارة الملف الإعلامي تعكس أزمة عميقة في بنية المؤسسة. إذ تحوّلت التحركات الروتينية إلى “انتصارات”، وأصبحت الخسائر تُخفى وتُستبدل بروايات وهمية عن “تفوق استراتيجي”. هذه السياسة لا تستهدف فقط الداخل، بل أيضًا المجتمع الدولي الذي يراقب المشهد ويبحث عن “قوة مسيطرة” في خضم الفوضى السودانية.

التناقض كوجه ملازم

بينما تصر البيانات الرسمية على إعلان “السيطرة” على مناطق معينة، تكشف الحقائق الميدانية استمرار المواجهات أو انسحاب القوات بعد وقت قصير. هذا التناقض يعكس أن الجيش بات يخوض معركة الرواية أكثر من معركة السلاح، وهو ما يضر بمكانته السياسية والعسكرية على حد سواء.

النتائج السياسية

  • داخليًا: فقدان الثقة بين المؤسسة العسكرية والمجتمع، وزيادة الانقسامات.

  • خارجيًا: تقويض صورة الجيش كمؤسسة وطنية مسؤولة، وإظهاره كجهاز دعائي يسعى لتضليل المجتمع الدولي.

الجيش السوداني بخطابه الإعلامي المضلل يرسّخ أزمة داخلية عميقة، إذ يفقد رصيده السياسي والعسكري في آن واحد. فالمؤسسة التي تبني قوتها على الوهم سرعان ما تفقد كل أوراقها أمام حقائق الميدان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى