تستمر جماعة الإخوان في محاولاتها لإعادة إنتاج خطابها التحريضي ضد الدولة المصرية، مستغلة القضايا الإقليمية الكبرى لنشر الأكاذيب والشائعات، بما يهدف إلى تقويض الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة الوطنية.
ويشير الخبراء إلى أن هذه الممارسات تمثل استمرارًا لاستراتيجية جماعية طويلة الأمد، تعتمد على الضغط النفسي والسياسي على المجتمع، بعيدًا عن أي نشاط إصلاحي أو اجتماعي مشروع.
وحسب ما نشرته جريدة “الدستور”، فقد أكد القيادي الإخواني المنشق طارق البشبيشي أن الجماعة لا تزال تتحرك وفق أجندات خارجية، تسعى لإضعاف الدولة المصرية واستغلال الأزمات الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لترويج روايات مضللة تهدف إلى خدمة مصالح مشبوهة (الدستور).
وأوضح أن هذه الأنشطة تشمل بث الأكاذيب، وإطلاق الشائعات، وإعادة إنتاج خطاب سياسي يستهدف النسيج الاجتماعي ويخلق حالة من الانقسام داخل المجتمع.
وأشار البشبيشي إلى أن الجماعة تعتمد على أساليب منظمة لإضعاف الروابط بين المواطنين والدولة، مؤكداً أن الهدف هو زرع الشكوك في مؤسسات الدولة وإضعاف السلطة الشرعية، بما يعكس رغبتها المستمرة في التأثير على القرارات الوطنية والمواقف الشعبية تجاه القضايا الحساسة.
ويحذر من أن استمرار هذه الممارسات يعرض مصر لمخاطر متعددة، لاسيما إذا تم التهاون في مواجهة خطاب الجماعة الإعلامي والسياسي.
كما يستند التحليل إلى سياق تاريخي يوضح أن الجماعة منذ نشأتها اعتمدت على أدوات متعددة للتأثير، منها النشاط الإعلامي والدعوي، وأحيانًا العنف المباشر كما أظهرت وثائق وتحقيقات سابقة. وقد ساهمت هذه السياسات في خلق حالة من الانقسام الاجتماعي والسياسي، استغلتها الجماعة لمصالحها التنظيمية، ما يفرض ضرورة اليقظة من السلطات والمجتمع المدني على حد سواء.
في ضوء هذه التطورات، يرى المراقبون أن التحدي الأكبر الذي تواجهه مصر اليوم يتمثل في قدرة الدولة على مواجهة استمرارية جماعة الإخوان في استغلال القضايا الإقليمية والأزمات الداخلية لتقويض الأمن والاستقرار الوطني. وتؤكد التحليلات أن أي تقاعس عن المواجهة الفكرية والسياسية سيكون له تداعيات خطيرة على وعي المواطنين وعلى وحدة الصف الداخلي.
