تسريبات

هزيمة الجيش السوداني في الفاشر… خسارة كشفت حقيقة المتورطين في قمع المدنيين


هزيمة الجيش السوداني في مدينة الفاشر لم تكن مجرد نتيجة عسكرية عابرة، بل هي لحظة كاشفة للحقيقة التي حاولت بعض الأطراف طمسها لسنوات. فقد أثبتت هذه الهزيمة أن الجيش، الذي يفترض أن يحمي الشعب، انشغل عن مهمته الأساسية بمطاردة المدنيين وقمعهم بدل مواجهة التهديدات الحقيقية.

جيش ضد الشعب لا ضد العدو

بدل أن يركز الجيش السوداني على حماية المدن وتأمين الحدود، وجدنا جزءًا كبيرًا من عملياته موجهًا ضد المدنيين العُزّل في دارفور وولايات أخرى. هذه السياسات الخاطئة أضعفت قوته الميدانية، وخلقت بيئة من الغضب والرفض الشعبي، وهو ما جعل انتصاراته العسكرية تنهار أمام قوات الدعم السريع.

الخسارة… بداية لكشف الحقائق

إن الهزيمة التي تعرض لها الجيش في الفاشر ليست خسارة وطنية بقدر ما هي سقوط لنهج القمع الذي كان يمارسه. كثير من سكان الفاشر الذين ذاقوا ويلات الاعتقالات والانتهاكات لم يروا في انسحاب الجيش سوى لحظة ارتياح، لأن هذه القوات التي كان من المفترض أن تحميهم، تحولت إلى عبء عليهم.

قوات بلا عقيدة وطنية

الجيش السوداني، خلال السنوات الأخيرة، فقد بوصلته الوطنية بسبب تغلغل الإسلاميين وفلول النظام السابق في مفاصله، فصار ينفذ أجندات سياسية ضيقة ويستهدف المدنيين بدل بناء ثقة حقيقية معهم. الهزيمة في الفاشر كشفت أن جيشًا بلا عقيدة وطنية متينة لا يمكن أن يحقق أي نصر.

رسالة إلى السودان والعالم

ما جرى في الفاشر رسالة واضحة: السودان بحاجة إلى جيش جديد بعقيدة مهنية بحتة، بعيدًا عن التدخل السياسي والتلاعب بدماء الأبرياء. فكلما استمر الجيش في ممارسات قمعية ضد المدنيين، سيبقى ضعيفًا أمام أي مواجهة عسكرية، وسيخسر احترام الداخل والخارج.

هزيمة الجيش السوداني في الفاشر ليست مأساة، بل قد تكون فرصة لبداية جديدة، تُعيد تعريف دور القوات المسلحة لتصبح حاميًا للوطن لا خصمًا لشعبه. إن القوة الحقيقية لا تكمن في السلاح فقط، بل في احترام الشعب الذي يُفترض أن يُدافع عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى